الثلاثاء ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٠٨
دورة المتدربين الأفارقة، ومنتدى الشباب
بقلم أشرف شهاب

مصر تواجه تحديات قيادة النمو الإفريقى

اختتم مؤتمر اتصالات إفريقيا أعماله بنجاح مساء الخميس الماضى، بعد أن سجل أرقاما قياسية جديدة من حيث عدد الزوار والمشاركين، ونوعيتهم، حيث شهد المعرض نحو 7 آلاف زائر من حوالى 97 دولة بينهم أكثر من 40 وزيرا. وعقد المؤتمر على مدار 4 أيام 30 جلسة تحدث فيها 199 متحدثا من 45 دولة، و 6 منظمات دولية.

ومن حيث القضايا التى ناقشها المؤتمر، نجحت مصر فى توفير المناخ المناسب لمناقشات جادة تستهدف مستقبل القارة الأفريقية. ومن بينها قضايا تتعلق بالمستقبل الرقمى للقارة، ومستقبل التنمية البشرية، وكيفية الاستفادة من الآليات التى توفرها تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات فى التغلب على التحديات التى تواجهها القارة بداية من تحديات نقص الكهرباء، والماء إلى تحديات تأمين الغذاء والملبس والدواء لمواطنى القارة وتحقيق الاستقرار السياسى فيها، والقضاء على النزاعات التى تعوق عملية التنمية.

وإذا كنا نطالب دول العالم المتقدمة تكنولوجيا فى دعم القارة، والوقوف بجانب قضاياها العادلة وحقوقها فى رأب الفجوة التنموية والرقمية، فإن على أبناء القارة أن يتحملوا هم أيضا بعض المسئولية، بالعمل على توفير البيئة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية المناسبة، والجاذبة للاستثمارات.

الدور المصرى - الإفريقى

وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر شهدت مصر حدثين هامين أولهما من حيث الأهمية فى اعتقادنا تخريج الدفعة الرابعة من المتدربين الأفارقة ضمن برنامج تدريب المتخصصين فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهى الدورة التى نظمتها الوزارة فى الفترة من 29 أبريل (نيسان) إلى 15 مايو (أيار) للطلبة الأفارقة من خلال المعهد القومى للاتصالات برئاسة د. أحمد الشربينى بالتعاون مع الاتحاد الإفريقى للاتصالات. وبلغ عدد الخريجين في هذه الدورة 24 مهندسا من 19 دولة إفريقية.

ومن خلال متابعة هذا البرنامج التدريبى تؤكد مصر عودتها بقوة للعب دور على الساحة الأفريقية. وهو دور مطلوب، ويحتاج لمزيد من التوسع. الأمر الذى يؤكد إلتزاما مصريا قويا ببناء علاقات قوية مع القادة المستقبليين فى قطاع الاتصالات والمعلومات الإفريقى. ومثل هذه الجهود الاستراتيجية لا تؤتى ثمارها إلا بعد سنوات. وهذا التواصل للعام الرابع فى تدريب مواطنى القارة سيكون له مردود فعال، يتوافق مع خطط وزارة الاتصالات لتحويل مصر إلى بوابة معلوماتية، وتكنولوجية للقارة السمراء.

وبهذا تكون وزارة الاتصالات قد أسهمت فى إفساح المجال لدور مصرى أكبر وأقوى يتجاوز حاجز التنمية التكنولوجية، ويمتد ليشمل دعما هاما للسياسة المصرية الخارجية، ويعيد توجيهها إلى الطريق الصحيح الذى يؤمن لمصر نفاذا إلى قلوب أبناء القارة، وهو ما سيعكس نفسه بلا شك على رعاية المصالح المصرية المتشابكة مع قضايا القارة بما فى ذلك تقويض وإفشال المؤامرات التى تستهدف تحجيم الدور المصرى إفريقيا.

وفى كلمته خلال حفل تخريج المتدربين الأفارقة أكد د. طارق كامل أن انعقاد هذه الدورات للطلبة والمهندسين الأفارقة يعكس اهتمام مصر بالبعد الإفريقي في تنمية الكوادر البشرية، وتدريبها. كما يأتى اهتمام مصر بعقد هذه الدورات وتمويلها استجابة للاقبال الكبير والاهتمام الذي تلمسه من جانب الطلبة الأفارقة على هذه النوعية المتخصصة من الدورات لخدمة قضايا التنمية في هذا المجال في الدول الإفريقية، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على دور مصر القيادي والمحوري بين دول القارة.

الشباب وحق الاتصال

أما منتدى الشباب الذى استضافته مصر ضمن فعاليات مؤتمر اتصالات إفريقيا فهو يشكل بحد ذاته حدثا يستحق مزيدا من الدراسة. فقد أفسح الاتحاد الدولى للاتصالات المجال أمام 79 شابا وفتاة من 45 دولة، 60 % منهم من أبناء القارة الإفريقية، و 23 % من آسيا، و 12 % من أوروبا، و 5 % من مناطق مختلفة من العالم. وأتيحت للشباب والفتيات على مدار أعمال المنتدى تبادل الرأى، والنقاش حوال القضايا التى تهمهم كقادة للمستقبل.

تناول المشاركون فى المنتدى قضايا تمس مستقبلهم من بينها حقوق الشباب فى الاتصال واستخدام التكنولوجيا، وكيفية مساعدة الشباب على تحسين ظروف معيشتهم عبر التكنولوجيا. ومن الواضح أن نجاح مصر فى استضافة هذا المنتدى، وتسليط الضوء على أعماله، يؤكد أن هناك توجهات نحو إشراك الشباب فى صياغة شكل ونوعية المستقبل الذى يرغبون فى صنعه. وهو توجه يستحق مبادرات مصرية جادة لتفعيل عملية الحوار الشبابى على المستويات العربية والإفريقية، والدولية.

وإذا نجحت مصر فى تنظيم، وإدارة حوار شبابى مماثل بشكل منظم، فإنها وبدون شك ستوطد مكانتها التاريخية كمصدر للإشعاع الحضارى.

لقد حقق مؤتمر اتصالات إفريقيا العديد من المكاسب الحضارية لمصر، ونحن بحاجة للاستفادة من النجاح الذى تحقق للدفع بمزيد من المبادرات المتواصلة، والمتنوعة، لدعم أهليتها لقيادة القارة نحو آفاق إنسانية جديدة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى