الثلاثاء ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الكرام

الباب المفتوح

وهو يفتح باب بيته مستعدا للخروج كانت دعوات زوجته تلاحقه " اللهم افتح الأبواب المغلقة في وجه زوجي الحبيب ويسر له ولا تعسر عليه يا كريم ".. هذه الدعوات التي كانت تقدمها له كل صباح من غير أن يجد تلك الأبواب مفتوحة كلما طرق احدها. حتى تسرب إلى ذهنه اعتقاد خاطئ أن سبب إغلاقها جميعا يرجع إلى دعاء زوجته، ولهذا قرر عند عودته إليها سيطلب منها أن تكف وتتوقف عن الدعاء وتترك حظه يتصرف كما يريد.

إنغمس بالتفكير في ظروفه البئيسة وهويبحث لها عن حل..عن عمل يضمن له عيشا كريما يعول به نفسه وآسرته..في ظل متطلبات العيش الكثيرة ووحش الغلاء الذي يكبر كلما تطورت البشرية كبر معها بؤس الطبقات الفقيرة..بحث ويبحث كل يوم لا يهمه العمل حسب مؤهلاته العلمية ولكن يهمه سد تلك الأفواه الجائعة التي تنتظره كل مساء حاملا معه حلمهم في يده..ولكن كل ذلك البحث دون جدوى.

لقد فقد حظه من الدنيا (كما يعتقد) منذ رفض من عمله عندما طالب بالرفع من أجرته، ومن يومها وهونادم على تصرفه الذي ما كان ليحصل لولا نصيحة زوجته بذلك. وكان طرده من العمل عبرة للآخرين.أما العمال الذين ينخرطون في اتحادات عمالية فقد فرضوا مطالبهم بوسائل قانونية لم يبقى أمام رب العمل إلا الرضوخ لها، أما هوفبعزلته وانفراده انتهى به الأمر إلى الشارع.

كان يتذكر ذلك وهويطرق الأبواب التي من سوء حظه لا تزال مغلقة..لكن تشبته بالأمل ورحمة الله الواسعة..يعمل بالأسباب لعله يجد مخرجا لازمته.

وبينما هويسوق دراجته النارية بسرعة جنونية، لم ينتبه إلا إشارة المرور التي ترغمه على الوقوف..فدهس راجلا عجوزا..فأرداه مغشيا عليه من شدة الصدمة. أحيل مباشرة إلى مركز الشرطة للنظر في قضيته.

وفي المساء من نفس اليوم سمعت زوجته ما حصل له فأسرعت لتتفقد حاله، دخلت عليه وهي حزينة باكية تكلمه من وراء القضبان. تألم لحالها وتخفيفا منه لها يكلمها بانشراح ومزاح لعل ذلك يخفف عنها وعنه هول المصاب:" هاهي إحدى دعواتك قد تحققت أخيرا هاهوباب من تلك الأبواب قد فتح في وجهي..إنه باب السجن..أرجوك في المرة القادمة يجب أن تحددي نوع تلك الأبواب التي تطلبين من الله أن تفتح في وجهي..."

فردت عليه: لا تحزن إن الله معنا..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى