الأربعاء ٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم مهند عدنان صلاحات

زوجتي الفلسطينية

مقال للكاتب والصحافي الأمريكي (شارلي ريس)

بين الحين والآخر، تدور اشاعات بأن لدي زوجة فلسطينية. وقد تسلى بعض أقاربي بمناقشة هذا الموضوع الذي تابعوه عن طريق رسائل كانت ترسل إلى المحرر في صحفهم المحلية.

من الواضح، أن أحدا لن يسألني ببساطة عن ذلك. الحقيقة أنه ليس لدي زوجة. فأنا أرمل، وكان لدي زوجة واحدة وهي فتاة جميلة من الغرب الأوسط من أصول ألمانية سويدية تتبع الكنيسة المنهجية. وليس لدى صديقة فلسطينية. أو رفيقة فلسطينية للعب البولينغ.

أعتقد أن إشاعة الزوجة الفلسطينية المتكررة هي نتيجة توصل بعض الناس لقناعة أنه من المستحيل تصديق أن يكون لدى شخص أميركي أي تعاطف مع الشعب الفلسطيني دون وجود حافز خفي. ويعود ذلك إلى فاعلية الآلة الدعائية الإسرائيلية، والتي قامت، ولأكثر من خمسين عاما، بتصنيف الفلسطينيين بأنهم شعب وحشي وعنيف. وهو تصنيف ساعدت على غرسه وسائل الإعلام الإخبارية، التي نادرا ما تنشر تقارير معمقة عن أي شيء أجنبي، وعن طريق هوليوود، حيث استبدل مؤخرا النازي القديم الذي كان يوصف بالنذالة بالإرهابي العربي.

الواقع أن الفلسطينيين أناس لطفاء. فإذا حدث وعرفت بعضهم وسمعت القصة من جانبهم، فسوف تشعر بالتعاطف معهم، أيضا، ما لم يكن قلبك من حجر. الفلسطينيون داسهم التاريخ. وانا أعرف مجموعات عرقية مختلفة في الولايات المتحدة تكافح بشراسة للفوز بلقب الضحية، لكن هذا اللقب فرض على الفلسطينيين فرضا.

لم يكن بمقدورهم فعل شيء عندما استولت الإمبراطورية العثمانية على أراضيهم. ولم يكن بمقدورهم القيام بأي شيء عندما انتزعت الإمبراطورية البريطانية أراضيهم من الأتراك العثمانيين في نهاية الحرب العالمية الأولى. ولم يكن بمقدورهم عمل شيء عندما أوجدت الإمبراطورية البريطانية الانتداب على فلسطين. وعجزوا عن فعل أي شيء عندما قررت الحكومة البريطانية - ولأسباب ما زال المؤرخون يتناقشون حيالها - أن فلسطين قد تكون وطننا قوميا جميلا ليهود أوروبا عندما تقرر الإمبراطورية البريطانية التخلي عن احتلالها لفلسطين.

وهو ما فعلته عام 1947، بعد تشجيع كبير من المنظمات الإرهابية اليهودية - الأرغون، بقيادة مناحيم بيغن، وعصابة شتيرن، بقيادة يتسحاق شامير. نعم، استخدم اليهود التكتيكات الإرهابية ضد الاحتلال البريطاني، والآن يستخدم الفلسطينيون التكتيكات الإرهابية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

في عام 1948، تحول 700 ألف فلسطيني إلى لاجئين وأخبروا بعد ذلك أنه لا يمكنهم العودة إلى منازلهم. وتمت مصادرة منازلهم وأراضيهم وأعمالهم بشكل نهائي. في عام 1967 ، استولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن، وهضبة الجولان من سوريا وقطاع غزة من مصر. وهناك الآن ’أراض محتلة’. ليس لدى دولة إسرائيل مطالبة قانونية لانشاء مربع واحد من تلك الأراضي، لكن مع دعم الولايات المتحدة فهي قادرة على أن تقول للعالم افعل ما بدا لك.

يقدر الفلسطينيون بسخرية حقيقة أن الولايات المتحدة خاضت الحرب بزعم إعادة اللاجئين الألبان إلى كوسوفو، وخاضت الحرب مرتين ضد العراق بزعم فرض قرارات الأمم المتحدة. بالطبع، لم نقم بأي شيء لإعادة اللاجئين الفلسطينيين، كما تجاهلنا حقيقة أن إسرائيل تحدت علنا أكثر من 60 قرارا للأمم المتحدة. وتجاهلنا أيضا حقيقة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها أسلحة دمار شامل، بما في ذلك القنابل النووية.

بالنسبة لنا، يتعلق هذا الأمر كله بالسياسات المحلية. فلم أسمع قط بأن متبرعا فلسطينيا دعي لقضاء ليلة في غرفة نوم لينكولن.

على جميع الأميركيين إبداء الكثير من التعاطف مع الأجيال الشابة الفلسطينية والإسرائيلية. ولد هؤلاء الشباب في نزاع كان قد بدأ به أناس ماتوا منذ مدة أو في مرحلة الهرم. القضية واضحة: إنها الأرض. كلا الطرفين يموتون من أجل الأرض. إذا لم تفرض قوى خارجية اتفاقية عليهم، فسيستمرون بالموت، جيل بعد جيل بعد جيل.

أنت لا تحتاج إلى زوجة فلسطينية لتشعر بالتعاطف مع هؤلاء الناس. كل ما تحتاج إليه هو معرفة الحقائق. وسوف تشعر بالتعاطف مع الفلسطينيين - لكن لن تكون فخورا جدا بسياسة أميركا الشرق أوسطية، والتي هي فشل مستمر يدفعه طمع وجبن بعض الساسة الأميركيين. نفاقهم سمم صورتنا في جميع أنحاء العالم.

مقال للكاتب والصحافي الأمريكي (شارلي ريس)

مترجم عن صحيفة «انفورميشن كليرنج هاوس»


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى