الجمعة ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم أسماء عايد

جزارُ الأحلام

صوفيا التى أحبها الشاعر الألمانى نوفالس، أوهلويزة التي أحبها القديس أبيلارا، ورجينا التي عشقها الفيلسوف كيروكجورد، وكل نساء كوكب الأرض، لم يشعرن بهذا القدر من الحبِّ الذى تحياه الآن تلك المرأة بجوار زوجها الملائكى.

ليس لمميزاته العديدة وحسب، إنما، لأنها تعتبره مركز الكون. فتدور حوله كما درات الفراعنة حول أفريقيا من جبل طارق إلى رأس الرجاء الصالح، فإلى البحرالأحمر، ثم مصر، ليحققوا معجزات خرافية، بمراكبهم المصنوعة من البردى. أما هى: فمعجزتها الخالدة في هذه الحياة: هي أن الله هداها إلى إختيار إنسان فى مثل طهارة أصحاب رسول الله - صلي الله عليه وسلم - رضوان الله عليهم.

لذا استطاعت أن تفديه بروحها، ودمها، ومالها. لن يمنعها من ذلك، وأكثر إلا الموت. وبإعتقادها القوى أن رضاه عليها من رضا الله - سبحانه وتعالى.

وحين شعرت لوهلة أن عملها قد يشعره بالضيق خاصة، أن طبيعة عملها تستلزم التواصل مع مختلف فئات الشعب. وهذا ربما يشعره بالغيرة عليها. وخوفا منها مشاعره التي لم يًظهرها حتى فى هيئة تلميحات. تحدثت هي إليه، وأخبرته أنها على استعداد تام بأن تترك عملها، الذى تحبه، وتستبدل كل طموحاتها بأخرى! تتناسب مع ما يريد هو. فـأجابها قائلا: وهل أنا بجزارٍ للأحلام.لا يمكننى أبدا، أن أكون سبب فى إنقطاع عملك وتوقف إبداعاتك.

ربما شعرت ببعض الغيرة عليك، في بداية الأمر، لكني سرعان ما أدركت فجاجة هذا الشعور. خاصة: أنك منارة للأخلاق ونموذج فريد، يشعّ بالإحترام.

وبعد هذا الإدراك: سعدت، وسررت لأجلك، ولأجل نجاحك.. تابعى وأنا هنا بجوارك، وأنتِ هنا..هنا فى قلبى.

فاللهم: لك الحمد، ولك الشكر، علي ما منحتها من زوج، حنون، يتوافق معها فى الأفكار والأحلام. ولترزقنى وترزق الجميع. فـأنت ربنا.. رب النعم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى