الأربعاء ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم محمد متولي محمود

طيف

بنفس ميكانيكية ثلاثون عاما خلت خلع الكاب الكاكي والبذة ذات النياشين والرتب ووضع صولجانه هذه المرة للأبد ثم ارتدى بيجامته التي سوف تصبح بذته الرسمية من الآن فصاعدا وخطا بتثاقل نحو غرفة مكتبه..تناول كتابا وجلس يدفن ناظريه في صفحاته دون قراءة متلفعا بوحدته قبل أن يرى طيفا عابرا أمامه من المطبخ إلى حجرة النوم ثم من حجرة النوم إليه،راح يتأمل الطيف الواقف قبالته..هل بدأت تخاريف الوحدة؟

سألته بصوت يخيل أنه سمعه من قبل" أعملك شاي يا جميل؟ "

أدرك لحظتها أن الصوت الذي ظل يخاله لربع قرن مضى مجرد حلم يقظة يداعبه أو جرس منبة يوقظه فجرا هو صوت حقيقي وأنها ليست مجرد طيف..عاد يتأملها هذه المرة بديعة كخيط نور يخترق أحشاء ليل بهيم..أفلتت منه همسة مسحورة " إزيك؟ "
تراكمت في عينيها اندهاشات ربع قرن..استدارت ثم أفلت نحو المطبخ...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى