الجمعة ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم أحمد زياد محبك

صراع وجود لا صراع حدود

ثمة حقائق كثيرة في الصراع مع العدو الصهيوني لا بد من التذكير ببعضها:

الحقيقة الأولى: هي العقيدة اليهودية الصهيونية، وفيها ترى الصهيونية أن اليهود هم شعب الله المختار، وهم يفسرون دينهم على هواهم، ويعتقدون أن الشعوب الأخرى هم الأغيار، كما يسمونهم، ودم الأغيار في عقيدتهم مباح، ليحققوا مقولة شعب الله المختار، ولذلك هم يشنون الحرب دائماً على الأطفال والنساء والشيوخ، ويؤمنون أن هذا جزء من واجبهم الديني، بفهمهم الخاص للدين.

الحقيقة الثانية: هي الأرض، وهي أيضاً جزء من العقيدة الصهيونية، إذ ترى الصهيونية أن فلسطين هي أرض الميعاد، ولذلك هاجر اليهود من أصقاع العالم إلى فلسطين، واستولوا على القسم الأكبر منها، ومسحوا من الخريطة الفلسطينية أربعمئة قرية فلسطينية وأجبروا أهلها على الهجرة، وقتلوا من بقي منهم في قريته.

الحقيقة الثالثة: التي لا بد أن يذكرها العرب، وهي أن إنكلترة هي التي صنعت الكيان الصهيوني، وأن أمريكا هي التي تتبناه، وما تزال، وأن دول اوروبا تعترف بالكيان الصهيوني، وتؤكد دول اوروبا حق الكيان الصهيوني في الوجود، والدفاع عن النفس، وتنكر على الفلسطينيين حق المقاومة، بل تسمي المقاومة إرهاباً، وتمنح الكيان الصهيوني حق إنهاء المقاومة الفلسطينية، وهو ما تسميه السلام، ويقف معها أيضاً معظم دول العالم.

الحقيقة الرابعة: هي أن الكيان الصهيوني كيان عسكري، قائم على اغتصاب الأرض وقتل الشعب، وهو مضطر ليشن بين حين وآخر الحرب على الجوار، بذرائع كثيرة، ليحقق وجوده، لأنه وجود عسكري مغتصب قاتل، ولا بد للوجود العسكري أن يمارس فعاليته لأنها جزء من كيانه وطبيعته، ولا مبرر لوجوده غير الحرب، ولذلك لا يمكنه أن يحقق السلام، هذه هي بعض الحقائق في الصراع مع العدو الصهيوني، وثمة حقائق أخرى كثيرة، لا يتسع المجال هنا لذكرها، ولا بد للعرب من أن يذكروا هذه الحقائق، وأن يعملوا منطلقين من فهمها في التعامل مع الصراع مع العدو الصهيوني، وما العدوان الصهيوني على غزة عام 2009 إلا جزء من هذا الصراع، وهو صراع طويل، ولن ينتهي إلا بتحرير الأرض وقيام دولة فلسطين على أرض فلسطين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى