الخميس ٩ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم سليمان نزال

طرطشات برموده

في وداع الشاعر المتميز الصديق محمد الحسيني

أدخل (غرفة الحزن) فيكشف التوجع جهات الفقدان في ضلوعي، وأستل ذاكرة المحبة من خاصرة الألم، وأنا أكتب أشجاني، وأستقبل بريد الصدمات في رحيلك المبكر الممض، يا صديقي، وأخي الشاعر المتميز والناشر الجريء المُدرك، محمد الحسيني.

يا رثاء الأحبة، ما أصعبك، كيف تختلط المفردات بما يصدر عن القلب من أنين الخسران، وهديل الوداع، وصوت الحيرة والدهشة، وأنت غير مصدق لما تسمع وتعرف عن هذا الرحيل، لشاعر حبيب، صاحب دار (نفروللنشر) والتوزيع، محمد الحسيني ناشر مجموعتي القصصية (لينا والبرتقال) قامة من كبرياء وسنديان، أبن”الفيوم”المولود فيها عام ١٩٥٧

المتجول في حقول إبداعية، متعددة ومختلفة، من دوايينه الشعرية، منجزه النثري (غرفة السر). الراحل المبدع،محمد عاشق القاهرة، العارف فيها، العاشق لها، المستولي على قلبها، عشقا، رقة، وعذوبة،

هوصاحبي، أنا مدين له بالكثير، هومن أخذ أحلامي، وطاف بها وبي في شوراع وأحياء ومعالم القاهرة، عرفني على نبضاتها، قربني من سكناتها، حركاتها، أطلعني على أسرار النيل، فطفت معه في أمكنة للضياء الفرح كثيرة، جمعتنا جلسات ولقاءات وسهرات، مفيدة، رائقة رائعة، فتعرفت من خلاله على رموز ثقافية فكرية وفنيه في من أدباء وشعراء وفنانين مصر المحروسة.

هذا العاشق الساحر الساخر، صاحبي (الحسيني) أصحبه ودهشتي..إلى (اتيليه القاهرة)، يرافقني إلى معرض الكتاب في القاهرة، نجلس في (زهرة البستان) ..في (الجوريون) إلى مقهى (الفيشاوي) إلى (النادي اليوناني) وغيرها..

يا رثاء الأحبه، ما أقساه.. وما من فائزين على الموت..لكن نصوصك وأعمالك الإبداعية باقية، خالدة، سيبقى (الونس)

. قبل الموت وبعده.

ستبقى المسرحيات التي كتبتها، وسائر الكتب الجميلة.
الآن، تتماوج الأحزان في صدري، غير مصدق خبر فقدك، وأننا لن نلتقي ثانيه،

وسيأمل صديقي الصحفي القدير (أشرف شهاب) في لقاء قريب، لكن، مع الأسى، دون شخصك الرائع، وأشارك أخي أشرف الأمل..لكننا،وحتما سنفتقدك وبشدة.

الآن أيضا، أفتح (ألبوم) الصور.. التي جمعتنا وسائر الأصدقاء والكتاب والشعراء، خلال وجودي في (أم الدنيا) عام ٢٠٠٥

تلك جلستنا، معا مع الشاعرين الكبيرين (المتوكل طه) و(عبد الناصر صالح) وتلك الصوره مع المبدعين الكبيرين (د. فاروق مواسي) و(محمد علي طه) وتلك الصورة مع الصديق الناقد والكاتب الكبير(د. صلاح السروي) وتلك الصور مع العديد من الشعراء والكتاب..بعضها من مسابقة القصة”لديوان العرب”والصديق المبدع"عادل سالم”والصديق الرائع (جورج قندلفت).. وبعضها في معرض الكتاب، بعضها في مقاه قاهرية عديدة..

خسارتنا في رحيلك المفاجىء المبكر فادحة، فهل هومقدر على الشعراء هذا الغياب الصادم الأليم الباكر؟
رحم الله شاعرنا وناشرنا المعروف (محمد الحسيني) وتغمده، في فسيح جناته.

مقطع من قصيدة (طرطشات برموده) للشاعر الصديق الراحل محمد الحسيني

من ديوانه الأخير (مس الكلام) وهى تتناول فلسفته للموت.

(١)
سكتين فى طريق وهمى
وعالمين من غنى نداهة
اتولد الصمت من قبلي
وأنا صمتى لسه.. فى متاهة
 
(٢)
ميت
بيتحرك م الوجع
وحي
بيوجعه الموت
فيا فرد فى الملكوت
حرك سكون الأرض
اصرخ عليها
ودخلها جوا السكوت.
 
(٣)
الشال أنا
للشنشنة
والشلشلة
أنا الدموع قبل البكا
والحكى وقت اللقا
قابلنى فى البكا
أقابلك فى الفرح
وارمينى بالغنا
أرميك بالمرح
فلوسرح
عقلك بعيد ما برح
المرح
نصه سرح
غامت الدنيا
ورجع الفرح
 
(٤)
هم
يمسك بإيده الزمن
كما عيل
بيجرى ورا القمرا
رجع عجوز
بلا تمن
لعبت براسه الخمرا.
 
(٥)
الشايل قلبه على كفه
من غير باترينه
ريح نفسه
شكل طير من دمه
خطفه
حود على أقرب شجرة
طبعه
عاود على بال ما افتكره
كان قلبه أصبح فرجه
بص عليه
مالاقاه
كان عمره ساعتها ف زمنه
تعبه
قام خطاه
ريح
على أقرب تنهيده
بتستناه.
 
(٦)
كتبوا
مع بعض معاهدة
واتفقوا
إن الصبح ما يدخلش مشاعره
وإنه ينساه
رجع الصبح وخطفه
من آخر طرف الحلم
وحدفه.. جواه
فرت حتة عتمة
باقية ف إيده
كان متشعبط بيها
فى آخر حلم بيتمناه.
في وداع الشاعر المتميز الصديق محمد الحسيني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى