الجمعة ٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم بسام الطعان

حوار مع الشاعرة العراقية بارقة أبو الشون

شاعرة عراقية من مدينة بغداد، على الرغم من أن الإبداع الشعري ينهمر من دواخلها إلا أنها لا تقول عن نفسها أنا شاعرة وهذا عكس الكثيرين، لها مجموعة شعرية، وأخرى قيد الطبع، وتنشر في الصحف والدوريات المحلية والعربية.

ـ بداية ماذا تقولين عن بارقة أبو الشون؟ ولماذا أرادت أن تكون شاعرة؟
 مواليد 1962بغداد من عائلة مناضلة الوالد قضى عمرة وهو طالب في سجون الملكية معارضا وثوريا أكملت دراسة البناء والإنشاءات حتى لا يكون التكسب بالأدب حاليا تعمل معيدة في التعليم العالي. المجموعة الشعرية الثانية تحت الطبع

ـ ماذا يعني لك أن تكوني شاعرة، ومتى قلت في نفسك أنا شاعرة؟
 أتحمل عبء الكلمة، ولم اقل أنا شاعرة، اعترف لي أساتذة اللغة أني أجيد الشعر سماعيا وقالوا هذه جزء من الموهبة التي لا تتوفر دائما.

ـ حدثينا عن الروافد التي ساهمت في تكوين عالمك الشعري؟
 الوالد، المكتبة، وادي الرافدين.

ـ كلنا نعلم أن حزن العراق اكبر بكثيرمن فرحه، ألهذا نجد الحزن في قصائدك اكبر من الفرح؟
 ربما يسَطر الإنسان حزنه لكنه عادة ينشد الفرح.

ـ في ظل ظروف غير طبيعية تمر بالعراق، كيف تجدين الشعر العراقي المعاصر، وخاصة تجارب الجيل الجديد من الشعراء؟
 يمارس الموت اليومي تحت طائلة الوجع والحلم المستديم لعراق أفضل,يتخطى عتبة الألم وينتفض.

ـ الشعر العراقي معبأ بالشجن، لكنه معبأ أيضا بالجمال،من أين يأتي الشاعر العراقي بكل هذا الجمال وهذه الأبهة؟
 أولا لأنه في وادي العراقة والحضارة.
 ثانيا لما فيه من معاناة مستديمة

ـ ماذا فعل الاحتلال بالثقافة العراقية، وكيف يستطيع المبدع العراقي أن يبدع مع نزيف الدم والحصار؟
 يفعل بالثقافة كفعله بالأرض من احتراق لكن الأرض سرعان ما تعود وتثمر

ـ هل استطاع الشعر العراقي الحديث أن يقدم شيئا من الفرح للمواطن، أو الوقوف في وجه المحتل،أم انه محاصر بمقص الرقيب وبشرطة إعلام الحكومة؟
 فرح لا اعتقد
 يقف بوجه المحتل هناك محاولات كثيرة.
 نعم محاصر.

ـ رأيك بشعراء الحداثة، البعض يقول إن الحداثة الشعرية لا فائدة منها؟
 ربما نعجب بقصيدة قبل مئات الأعوام لفخامة اللفظ لكنها في نفس الوقت هي تعبيرا عن زمنها ,أما الكلمات التي تقال بأي شكل كانت هي تعبيرا عن ما يختلجه العصر

ـ قصيدة النثر قيل عنها الكثير سلبا وإيجابا؟ برأيك ماذا قدمت قصيدة النثر للشعر العربي؟
 قدمت الجديد,ضمن سياق تاريخي معاصر, فلو بقي الشاعر يتنفس برئة القرون الوسطى لكان الأجدر بنا أن نضعه على الجدار لوحة قديمة.بإطار زمني حديث.

ـ كيف تنظرين إلى مفهوم الصور في النص الشعري؟
 إني أرى أن الصور الشعرية لها النصيب الأكبر من تطور الفكر المعاصر فقد خرجت من قالب المألوف إلى بناء صوري غير معتاد
بل يحتاج من يقرأ الشعرالحديث في بعض الأحيان إلى رؤية فلسفية وخلفية فكرية ناضجة (أقصد الشعر الرصين طبعا)

ـ من تأتي صور أشعارك، من الواقع المعاش بكل ما فيه ،أم من الحزن والمعاناة؟
 اغلب أشعاري لم انشرها ,هي من المؤكد وفق الظرف الزمني والمكاني وتجسيدا للمعاناة

ـ اللغة كإحدى اللبنات في النص الشعري، كيف تنظرين إليها؟

* دون لغة لا يمكن أن تقال قصيدة

ـ هل يمكن القول إن القصيدة العراقية لها خصوصيتها؟
 اعتقد هذا بل ولها نكهة خاصة.

ـ لا أظن أن هناك امرأة في العالم عانت مثلما عانت المرأة العراقية، هل المرأة العراقية موجودة دائما في أشعارك؟
 من المؤكد إني جزء من صوتها إذ لم أكن بعض من بعض معاناتها فأني عشتُ تاريخ صراعهاأحس بها وهي طريحة الأرصفة وحبيسة الجدران ومتناثرة الأعضاء في الشوارع ودامعة الأكفان وسجينة السواد,أتمزق موتا حين أرى الحروب يتسابقن على جسدها وتتضافر الأكف على أن تسقطها من عرش إنسانيتها لتهتف بذلك

ـ ماذا تعني لك الأسماء التالية: بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، مهدي الجواهري، محمود درويش، بارقة أبو الشون؟
 السياب، الناي العراقي الحزين
نازك الملائكة: تستحق أن اعرفها أكثر.
محمد مهدي الجواهري: فرات العراق وصوته الصائب.
محمود درويش: هو من يتربع في طرقات مُدني وصفحات مكتبتي
بارقة أبو الشون: قالوا عنها نخلة العراق الصامدة.

ـ هل من أسماء شعرية نسائية شابة ملفتة للنظر في العراق؟
 الكثير.

ـ لو طلبت منك أن توجهي رسالة لأحد ما في العراق، لمن وماذا تقولين؟
 لشارع المتنبي,لأزقة الكاظمية,لأثار الوركاء, للجبل إذا يحكي عن العراق للسجون إذ لم تغلق الأبواب عن ساكنيها. لأجمل ضفة في الكون.
 لكل عراقي أن يصم صوته إلا عن حب العراق فقط.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى