السبت ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٣
الباحث المصري علاء عريبي في حوار مثير

النبي يوسف لم يدفن في نابلس او الخليل

علاء عريبي باحث معروف من مصر، له العديد من المؤلفات التي تبحث في قضايا دينية وانثروبولوجية. من مؤلفاته: ("مفهوم الصعلكة في المجتمع القبلي" "عذاب القبر من الفراعنة حتى محمد" "السرقات في كتب تحقيق التراث" "الديوان المنحول للإمام علي بن أبي طالب") وقد صدر له مؤخراً كتاب "قبر يوسف النبي بين الشواهد الأثرية والمرويات الدينية" قدم محاضرة عنه مؤخراً في "مركز زايد للتنسيق والمتابعة"، في أبو ظبي، وله تحت الطبع "البكورية في المجتمع التوراتي" "مفهوم النبوة عند بني إسرائيل" "عمود راحيل في النصوص التاريخية".

والى جانب عمله البحثي شارك علاء عريبي في تأسيس مجلة القاهرة عام 1985 برئاسة تحرير الأديب الراحل عبد الرحمن فهمي، وأسس صفحة التراث لصحيفة "الحياة" وصفحة "تراث" لصحيفة الرياض السعودية وحررها مدة أربع سنوات، وشارك في تأسيس صحيفة "القاهرة" الأسبوعية الثقافية منذ ثلاث سنوات، ويشرف فيها حالياً على صفحة "تراث" الى جانب كتابته عموداً أسبوعياً في جريدة "الوفد"، "المشاهد السياسي" التقته في أبو ظبي إثر انتهائه من تقديم محاضرته حول قبر النبي يوسف، وأجرت معه هذا الحوار:

 ما هي الأطروحة النظرية التي يقوم عليها كتابك وما الجديد الذي تتضمنه هذه الأطروحة حول قبر النبي يوسف؟

لسنوات قريبة، كنت أظن أن للنبي يوسف الصديق قبراً واحداً في فلسطين، وأن الاختلاف بين الرواة المسلمين في موضع دفن الصديق، لم يخرج من حيز الرواية في الكتاب الى الواقع، لكن عندما انفجرت الانتفاضة في الأراضي المحتلة، تبين أن الواقع الفلسطيني يشير الى قبرين، أحدهما في مدينة نابلس والآخر في مدينة الخليل داخل الحرم الابراهيمي، وأن الحكومة الصهيونية تدفع ببعض المتدينيين المتطرفين الى الصلاة عند مقام يوسف، على اعتبار أنه كان والداً لسبطين من أسباط بني إسرائيل، واضتح أن الصهاينة يتخذون من مقام يوسف مدخلاً للاستيلاء على موقع المقام وتهويد أكبر مساحة ممكنة من الأراضي المحيطة به. ليس انطلاقاً من وازع ديني، بل من خلال أيدولوجية استعمارية. وكنت قد كتبت عدة مقالات عن عملية دفن يوسف من عشر سنوات، بشكل سريع من خلال بعض المراجع الاسلامية، ناقشت فيها اختلاف الرواة حول موضع دفنه، خاصة الروايات التي أشارت الى دفنه في مياه النيل بمصر، قبل أن ينقله موسى حسب المرويات التوراتية الى الأراضي الفلسطينية، وأمام الواقع الجديد في الأراضي المحتلة، ومع المعلومات الجديدة التي أشارت الى قبرين ليوسف، كان عليّ أن أعيد النظر، وأن أحاول الوصول الى إجابة عن الأسئلة التي يفرضها هذا الواقع، أين هو الموقع الذي دفن فيه النبي يوسف بالفعل؟ هل دفن في نابلس أم في الخليل؟

وللحق يرجع الفضل في الإجابة عن هذا السؤال، وتأليف هذا الكتاب، الى الأديب الإماراتي محمد خليفة المرر المدير التنفيذي لـ "مركز زايد للتنسيق والمتابعة" في أبو ظبي، ففي خلال إحدى المحادثات بيننا، تناقشنا في هذا الموضوع، وفوجئت به يطلب مني أن أقدم إجابة عن هذا السؤال، وأسارع في البحث لإصدار الكتاب عن المركز، وقد كان.

 ما الجديد عملياً في أطروحتك حول مكان القبر؟

ما توصلت اليه من خلال البحث أن القبرين المنسوبين ليوسف الصديق، وهميان وليس بداخلهما رفاته، كما تبين من خلال البحث أيضاً أن المقام الموجود في مدينة الخليل ليس فيه رفات النبي إبراهيم أو النبي إسحاق أو النبي يعقوب كما قالت المرويات التوراتية والإسلامية، فنحن لا نملك أي شواهد أثرية تشير الى هؤلاء الأنبياء، سواء بتواجدهم وارتحالهم على هامش المدن الكنعانية (الفلسطينية)، أو دخولهم الى مصر. قد اختلف الباحثون، كما تعلم، حول الفترة التي تواجدوا فيها، البعض قال أنهم كانوا خلال فترة ما قبل دخول الهكسوس مصر، والبعض الآخر رأى أنهم عاشوا في مصر أيام الهكسوس، على اعتبار أن الهكسوس كانوا من الجنس السامي مثل آل يعقوب، وكل ما وصلنا عن بني إسرائيل خلال الحضارة الفرعونية "أنشودة نصر" لمرنبتاح، قدرت تاريخياً بحوالي عام 1220 قبل الميلاد. ومرنبتاح هذا كان الفرعون الرابع في الأسرة التاسعة عشرة، والأنشودة سجلت انتصارات مرنبتاح على أعدائه في بعض الدول المجاورة لمصر، وجاء فيها: ودمرت إسرائيل ولم يعد هناك وجود لبذرتها. وهذه العبارة بالطبع لا تششير أبعد من مضمونها، وأمام هذا لا نستطيع أن نكذب أو ندعم ما جاء في النصوص التوراتية عن هؤلاء الأنبياء، فضلاً عن أن التوراة بعد آخر مرة ذكرت فيها المواضع التي دفن فيها يوسف، في نابلس، وابراهيم واسحاق ويعقوب، في الخليل، في فلسطين، أهملت ذكر هذه المواضع. والثابت تاريخياً أن مدينة نابلس، وكانت تعرف حضارياً باسم شكيم، والخليل، وعرفت بحبرون، مرتا بفترات خلال الحقبة قبل الاسلامية وتعرضتا الى عمليات تدمير كاملة، وتهجير لسكانهما، إما بسبب الغزو البابلي أو المصري أو اليوناني والروماني، وقد اتفق الأثريون على أن المواضع الحالية لهذه المدن ليست هي المواضع المذكورة في التوراة، فقد تم تحريكها عند تعميرها مرة أخرى بعد سنوات، وإذا كان هذا حال المدن، فما هو حال المواضع الصغيرة فيها كالقبور؟

جولة واسعة

 أي منهج اعتمدت في دراستك، وما هي المراجع الأساسية التي اعتمدت عليها؟

المنهج التاريخي والنقدي والتحليلي، وغيرها من المناهج التي -----، وقد بقيت تصوراتي على قراءة النصوص والروايات التي تناولت موت يوسف وموضع قبره، خاصة وأن النصوص، وعلى وجه التحديد الاسلامية، تحتاج الى تحقيق وإعادة مقارنة ولا تنس أنه كان علي أن أقرأ الفترة التي قيل أن الآباء البطاركة ظهروا فيها، من النواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية، في النصوص التوارتية لأقف على البناء الاجتماعي لحياة الآباء، وفي الحضارات التي قيل أنهم عاصروها، ومحاولة الوقوف على درجة التأثر والتأثير، وكان علي أيضاً أن أقف على ثقافة الموت في التوراة وفي الحضارات القديمة لكي اهتدي الى نوعية القبور وطرزها.

أما بالنسبة للمراجع الأساسية، فقد استعنت بأغلب ما كتب في الحضارات الشرقية القديمة. سواء المترجم منها أو المحلي، وعدت الى الموسوعات ودوائر المعارف، مثل دائرة المعارف اليهودية، والبريطانية والكتابية، وموسوعة الصهيونية، وبعض كتابات المؤرخين الذين عاصروا الفترة الرومانية اليونانية، مثل يوسابيوس القيصري ويوسيفوس اليهودي: بالإضافة الى المراجع الاسلامية سواء التي وضعها المؤرخون القدامى أو الرحالة، وذلك لتتبع رواية الموت والدفن: مثل "سفر نامة" لناصر خسرو، و"أحسن التقاسيم لمعرفة الأقاليم" للمقدسي، و "تاريخ الرسل والملوك" للطبري، و "نهاية الأرب" للنويري، باختصار أغلب المراجع التاريخية التي ذكرت الواقعة وكذلك كتب الرحالة المسلمين، إضافة الى التوراة والأناجيل، بطبيعة الحال، وبعض الكتابات والشروح الدينية اليهودية والمسيحية التي تناولت شخصية يوسف وتعرضت لحياته وموته ونبوته، مثل "دلالة الحائرين" لموسى بن ميمون، كما عدت الى كتابات الاثريين اليهود والاسرائيليين، سواء في الصحف أو المجلات أو ما تيسر من المؤلفات.

اختبار الرواية

 ما هي النتائج التي خلص اليها بحثك، وبم تفيد حقول البحث الأخرى لا سيما الاجتماع والسياسة؟

مما توصلت اليه أنه يجب إعادة قراءة جميع الروايات التاريخية التي وصلتنا. أكانت في مؤلفات لرجال من الفترة اليونانية الرومانية، أو لمؤلفين من العصر الاسلامي، وعلينا أن نقرأ حياة المؤرخ أو المؤلف بعناية وثقافة العصر الذي تعلم وعاش فيه. والضغوط التي وقعت عليه، بعدها نقرأ جيداً مؤلفه، لأن ثقافته وثقافة عصره والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تؤثر كما تعلم في الكتابة، هذا عندما يكون مؤلف هذا الرجل من المصادر الهامة التي تساعدنا على التأسيس في بحثنا، لنوضع هذا بمثال بسيط لو أذنت لي:

يوسابيوس القيصري، من كتاب القرن الثالث الميلادي، عندما تقرأ ما وصلنا منه، عليك أن تأخذه بحذر شيديد، لأنه كان يعيش فترة قلاقل أدخلت الكثير من الشعبيات والمبالغات على الروايات التي تم تداولها، والتي نقلها هو عن غيره من المؤلفين السابقين، أو من مصادرها الحياتية، لك أن تقول أن الظروف السياسية والثقافية والاجتماعية تشكل بنية ذهنية للمجتمع، أو آلية للرؤية والمعالجة وللاختبار، هذه الآلية أو البنية الذهنية تتحكم كثيراً في اختياراتك حتى للرواية التي تسجلها عن غيرها من المرويات وبنية عصر يوسابيوس أو آلية مجتمعه تأثرت كثيراً بالعنف الذي ووجهت به الديانة المسيحية والرعب والفزع الشديدين اللذين كانا يخلصان القلوب من سنوات سابقة. هذا الاضطهاد وهذا الموت وهذا الرعب من التعذيب، خلق آلية تبريرية اعتمدت على المعارضة الخيالية الوهمية، كأن ينسجوا حول موت أحدهم تحت التعذيب العديد من حكايات تضفي البطولة والقوة في التحمل الجسدي والايماني.

ربما يكون بعض أو كل الرواية صحيحاً، لكنها تخص شخصاً بعينه وليس كل الذين يتم تعذيبهم، هذا الشيء نفسه يجب أن نحذر منه عند الاعتماد على الروايات الاسلامية، خاصة وأن أغلبها مثل الروايات التاريخية المسيحية واليهودية، تعتمد على الوهم والخيالات الليلية، وحتى الروايات التي اعتمدت على العنعنة تحتاج الى كثير من الفحص، وأظن أنه حان الوقت لإعادة قراءة هذه المرويات، والوقوف على الآلية التي تتحكم في رؤية العصور المختلفة.

إعادة نظر

 هل يمكن اعتبار دراستك من نوع الدراسات التي تقصد إعادة النظر في مقولات وأفكار شائعة، وما هي أبرز استهدافاتها؟

لا أقصد الروايات أو الأفكار الشائعة، بل جميع الأفكار والروايات القديمة، علينا أن نعيد النظر في تاريخنا الموغل في القدم، وأظن أننا لو وقفنا على بنية أو آلية كل فترة أو حقبة ثقافية سوف يساعدنا ذلك في فحص جميع المرويات بشكل أفضل، وأظن أيضاً أننا لن نصل الى آلية ذهنية تختلف عن الآلية السائدة في البلدان العربية، نحن نكتب اليوم بآلية السنوات الماضية، وكأن العلم لم يشهد تقدماً، وأظن أن هذا سبب تخلفنا عن مسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي في الغرب، وللأسف لا أعرف السبب، هل بسبب الحكم الشمولي؟ هل بسبب الفساد؟ هل بسبب الأنا المتضخمة أو الأنا الفردية؟ ربما لغياب ما يسمونه بالقاعدة العلمية القادرة على خلق مناخ عامي جماعي يساعد الفرد أن يبدع، أو أن يطور رؤى الجماعة، وربما لأننا اعتدنا على الاستهلاك، خاصة استهلاك ثقافة الغير. أنت تعرف جيداً أن الميراث الحضاري الذي وصلنا خلال الفترة الاسلامية، هو في الأساس غير عربي، انتجته الذهنية الفارسية والقوقازية، أما نحن فقد برعنا في ما كنا نزهو به داخل القبيلة، برعنا في الشعر والشعر فقط، أغلب الظن أن ذهنيتنا شعرية فقط، ربما هي كذلك، هذا الموضوع يحتاج الى بحث.

 هل نستطيع القول أن المصدر التوراتي في ما يتعلق بشخصية يوسف هو مصدر يتناقض مع نتائج البحث العلمي؟

عندك حق، لكن لا تتناقض مع نفسها، النصوص التوراتية ذكرت وصية يوسف بحمل عظامه، عند خروج بني إسرائيل من مصر، وذكرت أيضاً أنهم قاموا بدفنه في مدينة شكيم بعد وفاة يشوع بن نون، الذي قاد بني إسرائيل الى الأرض الموعودة، وسبق وذكرت أن المصريينقاموا بتحنيط جثة يوسف عن موته، ومن قبل جثة والده يعقوب (إسرائيل)، وهو ما يعني أننا نبحث عن مومياء يوسف بن يعقوب وليس عن رفاته أو عظامه، والآثار كما تعلم لم تشر، حتى الآن، الى ما يوضح أن بني إسرائيل كانوا في المنطقة، أو أنهم دخلوا الى مصر وخرجوا منها، فضلاً عن القبر الذي نسبته الى يوسف في شكيم، فالتوراة نفسها أكدت على تدمير المدن وتهجير السكان، وإعادة بناء وتعمير وتوطين، وتبدل وتحول لأسماء المدن والقرى، وللأسف الشديد لم نتمكن من تتبع موضع قبر يوسف داخل النصوص التوراتية، إذ أن النصوص أهملت تماماً ذكر الموضع، وأظن أن هناك اتفاقاً عاماً بين الباحثين والأثريين على أن المواضع والأحداث التي ذكرت في التوراة ليس لها أساس في الواقع الحياتي، فهي للأسف لم تخرج بعد من بين دفني الكتاب، وأعتقد أن معظم، إن لم يكن كل، الأثريين الاسرائيليين يعلمون هذا جيداً، والعديد منهم أكد أكثر من مرة هذا في كتاباته. وبالنسبة الى قبر يوسف فهم يعلمون جيداً أن المقام الموجود في نابلس وفي الخليل من المقامات الاسلامية، حتى أن أحدهم أرجع مقام نابلس الى العصر المملوكي.

حتى البحث عن إسرائيل القديمة!

 هل يمكن القول أن المصادر الاسلامية التي تحدثت عن قبر النبي يوسف تأثرت بادعاءات المصادر اليهودية؟

نعم، أغلب هذه المصادر، إن لم يكن جميعها، اعتمد على الاسرائيليات، خاصة في قصص الأنبياء، سواء كان المصدر توراتياً، أو تلمودياً أو من القصص الشعبي اليهودي، والعديد من الدراسات، أوضحت هذا التأثر، وعلى وجه التحديد في كتب التفاسير الاسلامية، وهذا لا يعني بالضرورة اطلاعهم على هذه الكتب، خاصة التلمود الذي لم يترجم حتى اليوم الى اللغة العربية، وأغلب الظن أن اليهود العرب والذين هاجروا الى منطقة الشرق الأوسط، هم مصدر هذه المعلومات، سواء الحقيقي منها أو الخرافي، وهناك أحد الباحثين الأجانب، قام بجمع العديد من الأساطير اليهودية الشرقية، وتمت ترجمة هذا المؤلف في إسرائيل الى العبرية منذ سنوات، ولم يترجم الى العربية، والمشكلة الأساسية في هذا الشأن أن المؤرخين والرحالة المسلمين اعتمدوا كثيراً في تحديد المواضع الهامة على الخيالات الليلية. على سبيل المثال لو عدت للاخبار الخاصة بقبر يوسف الصديق، يتضح لك أنهم اعتمدوا على أحلام اثنين من الصالحين في تحديد موضع قبر يوسف في الخليل، أحدهما من فارس والآخر من القدس، نام إحدهما في المسجد الخليلي ورأى في منامه هاتفاً يقول له هنا قبر يوسف، يستيقظ من النوم ويقص رؤاه على أحد المقربين من الحاكم، ويتم بناء المقام، أما الثاني فقد رأى الهاتف على سريره في فارس، واستيقظ وشد الرحال الى فلسطين. ويستمع أحد المقربين للحاكم للرؤية ويتم بناء المقام، وحدث هذا في تحديد قبر الخليل، والتعرف الى جثته، أحد الأثرياء نزل الى القبر بعد تقديم رشوة للسادن، وفي الأسفل يقول له أن هذه جثة ابراهيم وهذه لإسحاق وهذه ليعقوب، ويؤكد لنا هذا الثري أن الجثث كما لو كانت بها الحياة، ولا نعرف كيف تعرف السادن على هذه الشخصيات ولا كيف استطاع أن يميز بين أصحابها، فيوسف الصديق نفسه لو كان قد نزل الى هذا القبر، ما استطاع أن يميز ابراهيم من اسحاق لأنه لم يدركهما، فكيف لسادن جاء بعد مئات السنين من موتهم، أن يتعرف عليهم، والطريف أنك لو عدت الى الاخبار التي حددت موقع الكهف الخليلي، يتبين لك أن المؤرخين المسلمين يرجعون هذا الى سليمان النبي. طلب منه الإله أن يبني حيرا على القبر، فيفشل في التعرف على موضعه، ويعاتبه الإله ويساعده بإنزال نور من السماء لتمييز القبر، ويفشل ، ثم ينزل الإله النور من السماء الى موقع القبر في الأرض، ويبني سليمان الحير، ثم يرفض سليمان وضع رفات يوسف بجوار أجداده، ويأمر بدفنه خارج الحير، لأن يوسف مات وعليه خراج مصر، وإذا أخذنا بهذه الروايات، مع أنها لم تُذكر في التوراة، لنا أن نسأل: وماذا بعد سليمان؟ التوراة تقول أن هذه المدينة تعرضت للتدمير، وتم بناؤها مرة أخرى. كما أن فترة الاحتلال اليوناني الروماني لم تكن على دين اليهودية، والتاريخ الذي وصلنا يؤكد أنهم لم يتركوا هذه المقدسات، كما أن الشريعة اليهودية حذرت من لمس القبور والجثث، ويهوه (إله بني إسرائيل) أمر بقتل المتنجس بلمس القبور أو الجثث في حال عدم تطهره خلال سبعة أيام، كما أن أحد الآيات في سفر أعمال الرسل (يتبع الديانة المسيحية) أكدت أن الأنبياء الآباء (ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف) تم دفنهم في شكيم (نابلس) وليس حبرون (الخليل)، وهذا السفر تمت كتابته في حوالي القرن الأول الميلادي، أمام كل هذا كيف عرف المسلمون أن هذا الموضع هو الذي دفن فيه الأنبياء؟

المشكلة الحقيقية التي تواجه الباحث أن المصادر الأساسية لقراءة التاريخ غير متوفرة، أعني بذلك الفترة الاسلامية وما قبل الاسلامية، لأننا الى الآن لم نقم بترجمة المؤلفات التي عاصرت الفترة الرومانية التي وصلتنا، مع أنها تناولت منطقة الشرق الأوسط بإسهاب، كما أننا لم نترجم أيضاً كتب الذين زاروا المنطقة، من رحالة أو حجاج أو غيرهم، والمشكلة الأصعب أننا نعتمد في قراءة تاريخنا القديم، قبل الميلاد، على كتابات الغرب، فهم الذين ينقبون عن الآثار، وهم الذين يسجلون النقوش والنصوص، وهم الذين يقومون بترجمتها من لغاتنا القديمة الى لغتهم هم وليس الى لغتنا، كما أنهم هم الذين يكتبون لنا هذا التاريخ، ونحن نعتمد عليهم، ونجلس ونتفاخر بأننا اعتمدنا على المراجع الفلانية للمؤلفين الفلانيين في أمريكا أو إنكلترا أو فرنسا أو ألمانيا، ولا نخجل من أننا نتبعهم أو نتبنى رؤاهم لتاريخنا، والخطير في الأمر أن هؤلاء الأجانب يفعلون كل هذا ليس من أجل العلم، ولا من أجل عيوننا، بل بهدف البحث عن دولة بني إسرائيل القديمة في حضارتنا.

عن المشاهد السياسي


مشاركة منتدى

  • بوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابرهيم منهم اخوانة وعمومته

    • و لاكن انا من مدينة الخليل ونعرف ان سيدنا يوسف عليه السلام مدفون داخل الحرم الابراهيمي الشريف و الاحتلال
      يسيطر على الحرم بسبب هذه الحجة ’ فاذا خبر صحيح فاين مدفون سيدنا يوسف عليه السلام

    • انا ولاء مرة اخرى

      لم تجاوبوني عن سؤالي

      الرجاء تكون الاجابة واضحة

      و سلام عليكم

    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      لعل الله اخفى علينا امر قبور الاحبة الانبياء عليهم الصلوات والتسليم اجمعين حتى لا ندخل مع مرور الزمن في الشرك بالله والعياذ بالله لعل المولى جل جلاله اراد باخفائه عنا ابدانهم ان لا نقع في تقديس مقاماتهم والنواح والبكاء واللطم واشكال البدع حولها فاليوم وللأسف يحدث هذا امام قبر بعض الاولياء الصالحين فكيف لو كانت قبورهم قبور انبياء مرسلين!!!

      أما والله فاني احلم بان اراه وارى كل الانبياء لاقبلهم واشكرهم وانام في اعينهم وكم اتألم لمثل هذه الموضوعات التي تزيدني دموعا كلما عرفت ان احبائي لا اعرف لهم مقاما .

    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- والله هذه افضل اجابة سمعتها نعم ( لعل الله اخفى علينا امر قبور الاحبة الانبياء عليهم الصلوات والتسليم اجمعين حتى لا ندخل مع مرور الزمن في الشرك بالله والعياذ بالله لعل المولى جل جلاله اراد باخفائه عنا ابدانهم ان لا نقع في تقديس مقاماتهم
      جزاك الله خير الجزاء

    • هل هل هة اكايب ندعيها فيما بيننا

  • اريد ان اشارك معكم في هذا الموضوع الهام
    واريد ان اقول ان هناك روايات تؤكد على وجود مقام سيدنا يوسف في الاردن في منطقة تسمى بيت ايدس قرب المسجد القديم وهذه المعلومات من روايات تداولتها الاجيال في هذه المنطقة عبر الزمن وبامكانكم سؤال المهتمين بالتاريخ في هذه المنطقة وسوف يوافوكم بالتفاصيل ومن هؤلا الاشخاص ( محمد عياش ) ويكنى بابى نزار
    والله اعلم
    ومن الآثار التاريخية الموجودة في هذه المنطقة مغارة السيد المسيح عليه السلام التي لجاء اليها عند هروبة من بني اسرائيل ومكث فيها مع الحوارين 42 يوما
    ومعصرة عنب وزيتون تعود للعهد الروماني
    وهناك ايضا كنائس بيزنطية ورومانية وغيرها من الآثار
    وهذه المنطقة تقع الى الشرق من مدينة طبقة فحل التاريخية ( بيلا )

    • اريد ان اقول انا احد السكان الموجودين في منطقة ما يمونه اليوم بقبر يوسف وهذا خطا لانه لو ان هذا هذا هو قبر يوسف بالفعل فلماذا سمح للسكان الموجودين في تلك المنطقة بتفجير القبر عدة مرات وهدم قبتة الموجوده وهدمه كليا حتى القبر نبش لمسافة تزيد عن 3 متر ولم يوجد شيئ وهناك رواية تقول ان هناك كان يوجد كنز وذهب ومال وغيره من هذه القصص فقام اللصوص في ذالك الوقت بنبش القبر عدة مرات للبحث عنها فلم يجدو شيئ ونحن المسلمون نعلم ان جثث الانبياء تبقى كما هي اي لا تتحلل فكيف تحللت هذه الجثه الموجوده داخل القبر وهذه ما جعل ايماننامؤكدا ان هذه ليس هو قبر يوسف وهناك معلومات تفيد بان الجيش الاسرائيلي وعصابات المستوطنين سووف يقومون باجتياح المنطقة في بدايه شهر julay وسوف يقومون باعادة ترمميم هذه القبر وتنوسيع المكان في خطة لتهويد المكان وانشاء مجمعات سكانيه استيطانية حيث سيكون ذالك بمثابة كااااارثه كبيره جدا على السكان المحيطين بالقبر والقرى المحيطه حيث يحيط بالقبر من الشمال قريتي عسكر وعراق التايه ومن الجنوب بلاطه البلد ومخم بلاطه ومن الغرب مدرسة الحاج معزوز المصري للبنات ومن الشرق تل بلاطه وهو ما يسمى شكيم اي نابلس القديمه ويمر شمال القبر شارع عمان حيث هو شارع حيوي يوصل المخيمات والقرى الجنوبية والشماليه مع المدينه اي انه اذا تم الاسيلاء على هذه المنطقة فسوف يتحك الجيش وقطعان المستوطنين بدخووول السكان للمدينه

    • اعلم ان قبر النبي يوسف موجود في لبنان في منطقة هيتلا في عكار وقمت في زيارة القبر وان رجال دين الطائفة السنية و العلوية و الاورتوذوكسية المسيحية والذين يمثلون سكان هذه المنطقة يجمعون ان هذا القبر يعود للنبي يوسف. وقد سمعت الكثير من القصص والاعاجيب حول هذاالقبر .فما التعليق؟

  • انت تقول بأن النبي يوسف محنط ويجب البحث عن المومياء وليس الرفات ، لم تقرأ حديث النبي عندما قال ان الانبياء والشهداء والصالحين لا تتحلل اجسادهم

    • أريد أن أقول لمن سأل عن الحديث الذي يقول بأن أجساد الأنبياء لا تتحلل أريد أن أقول له بأن الفراعنة لم يكونوا يعرفون بهذا الحديث ففي الحضارة الفرعونية كان من يموت من الملوك كان يتم تحنيطه خلال فترة 40 يوم ثم يدفن في الغرب لكن النبي يوسف عليه السلام دُفن عندها في النيل لتصبح الأرض خصبة ثم نقل بعد ذلك إلى كنعان

  • لكي لا نذهب بعيداً هناك 8 مواضع لمدفن رأس الحسين(ع)علماً انه أقرب تاريخياً الى عصرنا الحالي و أن اللغة لم تختلف إلا بطريقة رسم الحروف
    فكيف بقبر النبي يوسف (ع)والذي وبحسب المتعارف أنه كان في زمن تختلف اللغة فيه تماماً عما نحن عليه الآن
    بالإضافة الى أن أعداءه يتربصون به
    لذا قد يكون قبره قد نبش من قبلهم
    أو أن القبور التي حفرت ولم يعثر على رفات فيها أن ارتفاع الحفر فيها غير كافٍ لبلوغ القبر الفعلي فالأرض تتغير باستمرار
    كما لا بد عدم نسيان أن الحفظ الإلهي لقبور الأنبياء والأولياء أمر وارد وهو الذي يحول دون وصول الأيادي الى القبر الفعلي
    وفقتم لكل خير

  • ذا اتينا للمنطق والذي يتماشى مع ما تم ذكره في التوراة والدراسات التي صدرت عن باحثين اجانب وعرب ويهود فان مكان دفن سيدنا يوسف يكون في مدينة نابلس او (شكيم)وهي عاصمة (السامرة)بينما كانت القدس هي عاصمة (يهوذا)، ومن هنا نستبعد الدفن في مدينة الخليل التي تقع جنوب فلسطين وهي تبعد كثيرا هاتين الدولتين الوحيدتين لليهود في فلسطين.اما بالنسبة ان يوسف عليه السلام قد دفن في منطقة اخرى غير فلسطين فهذا كلام يخالف المنطق .فما القيمة الدينية والروحية لدى اليهود في ذلك الزمان ليدفنو نبيهم في منطقة بعيدة عن تواجدهم ولا تمت باي صلة للنبي يوسف عليه السلام

  • ـحليل غير دقيق وغير موضوعي يتجاهل ما تواتر عليه النساء وعرفوه لو جئت مدينة الخليل ورايت حجرا واحد من احجار المسجد الابراهيمي لما كان هذا قولك

  • منذ أكثر من ثلاثين سنة مضت وأنا أحاول تصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة التي أورثنا إياها المستشرقون الغربيون العنصريون ورجال الدين الذينَ أخذوا ما حرَّفه وزوَّره اليهود منذ (3000) آلاف سنة . وحالياً انتهيت من مؤلَّفي الرابع الذي يحتوي على فصل كامل عدد صفحاته (200) صفحة تقريباً يتضمَّن أوَّل اكتشاف للأبجدية العربية وأوَّل مَن سكَّ النقود في العالم القديم. لقد كانت الانطلاقة الأولى للبحث من خلال قطعتين من النقد الذهبي عًثِرَ عليهما جنوب الأردن وشمال الحجاز حالياً. أي في (معين مصران) بحسب ما أفاد به المستشرقين (ونكلر وشرادر) وعارضه كافّة المستشرقين العنصريين. وهذا يعني بأنَّ مصر الذي جاء ذكرها في الكتب المقدَّسة هي (معين مصران) حيث عُثِرَ على القطعتين. وعليه فإنَّ يوسف بيع في مدينة معان عاصمة الدولة التي سكَّت النقود قبل الّليديّين بـ(1400) سنة تقريباً. وصلت هذه الدولة التي يعتبرها المؤرخون "العصر الذهبي للحضارة العربية القديمة" إلى درجة الغنى الفاحش الذي أدّى إلى البطر والتخمة والخمول وعدم القدرة للوقوف في وجه الطامعين من سكان الجبال المجاورين (قوم عاد الثانية) فاحتلوها وفعلوا ما فعلوا بسكّانها الأصليين من قوم (ثمود) الذينَ كانوا يستوطنون منطقة الحجر والذين أنشأوا هذه الحضارة. وبع احتلالها بفترة قصيرة وُلِدَ موسى في بيت قريب من قصر فرعون وحدث ما حدث إلى أنْ جَمَّع موسى قدر استطاعته مِمَّن اعترفوا وسلَّموا بوجود إله واحد غير فرعون الذي كان يدَّعي الألوهية. وعليه فإنَّ يوسف دُفِنَ في (معين مصران) التي خُسِفت بعدَ هروب موسى وغرق فرعون.
    وهذه صورة لقطعتي النقود الذهبية.
    http://store4.up-00.com/2017-07/150151152465961.jpg

  • القبر الذي في نابلس يعود لشخص مسلم إسمه: يوسف بن محمد بن محمود دويكات من بلاطة البلد.كان صعلوكا ورفض العثمانيون دفنه في مقابر المسلمين فتم دفنه خارج القرية.وقام محبوه ببناء غرفة على القبر لاحقا.وخشي العثمانيون أن يصبح القبر مزارا فوضعوا عليه حراسة.
    التاريخ الذي كان على القبر هو ١٧٦٢م.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى