الخميس ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٥
بقلم عبد الباسط محمد خلف

نصوص متحررة.....

متن

البلاد أرقام، وحورية البحر " آيس كريم"، وسفينة الصحراء جهاز تسجيل لأفلام ساخنة، والمضيق ميدان ميسر جاف، وفي ليل المدينة يتهرب أصحاب البطون المنتفخة والشعر المتطاير من ضريبة الحقيقة، ويصادقون فتيات الخطوط و الصيدلاني الأزرق.

شخصية"مهمة"جداً....

يخرج رئيس الجلسة من حقيبته" السمسونايت"ورقة صغيرة مكتوبة باللغة الأجنبية، يطلب من معاونه الأسمر أن يعربها له. فهو ترك المدرسة منذ حفنة من السنوات، ولم يكن شغوفاً بمدرسه اللغة الإنجليزية الأسمر، وصاحب الشعر المجعد.

والرئيس فارع الطويل، ابيض البشرة، هو اليوم في منصب مهم، يوقع ويقرر ويخطط ويدعي أنه من حملة "في، أي، بي" من الفئة الأولى.
ينهمك في نقاش تنموي، ويخطط لدخول الألفية الرابعة من أوسع الأبواب.

عند تصفح أوراقه الصفراء، يكتشف المرء حجم المهارات العالية التي يجيدها، فهو من "أهل الحل والعقد" في مسألة البحث عن جديد القنوات" المشفرة" الرقمية، ويحفظ مقدمات الاتصال الدولي، ويخزن في "مفضلة" حاسوبه الشخصي" بمساعدة صديق" عناوين لعشرات المواقع "المهمة" على شبكة الانترنت.

اعترافات صفراء

تزوج عدلي في شهر آذار من "أميرة"، ابنه صالح الطاهر، في مكان ما من وطن ممزق. في الليلة العاشرة راحت آلات موت صناعي ثقيلة، تبدد ما تبقى من سكون لليل بارد.

استفاق عدلي من نومه، وأدرك أن القيود ستلتف حول عنقه، فالمسألة مسألة وقت. وقد قرأ منذ أسبوعين اعترافات ابن الجيران وصديقه المقرب سامر.

جهز نفسه بسرعة ونبه عروسه. لم تمض غير ثوان يتيمة إلا وانهالت طرقات وأصوات مرتفعة على الباب القرميدي. مجموعة من قطاع الفرح، سرقوا العريس واقتادوه إلى ظلمة مجهولة.

في غرفة المحقق السمين، والقادم من بولندا الباردة. انحرفت الأسئلة عن مسارها وتصاعد العنف والشتم ، وأستهلك"روني" الألفاظ الصفراء من لسانه العفن.

دخلت الخوف لقلب عدلي الصغير ولم يدر ما الذي حدث له. يداه مثلا تضاعف حجمهما، وجهه تحول للون أزرق، لم يعد يشعر برجله المنى.

في سجل المحقق الأقرع، قرأ المحامي للعائلة لائحة الاتهام، ومجموعة الاعترافات...

قبل أن يكملا، ذهل من معلومات مفصلة وثقت في اللائحة عن تفاصيل ليلة العمر، تبدل لونه ولم يصدق ما يسمع...

في الحي، عرف الشاب الأصفر سمران، تفاصيل الملف، واستمتع بقراءة تفاصيل ليله العمر للشاب الذي اختطف منه الفتاة التي كان يحبها من طرف واحد، ورافق ذلك حاجة لإعادة الاستحمام غير مرة في مياه باردة....

مونيكا و الشاطر حسن....

سأل حسن والدته، بعد أن صار يقرأ ويربط بين كل حرف تعلمه في سنين مدرسته الثلاث الأولى عن خبر قرأه في جريدة: مونيكا تعود من جديد....ماذا حدث لهذه المرأة، وما قصتها مع الرئيس بيل كلينتون؟

ذهلت الأم من السؤال المبكر لشاطرها حسن، ولم تدر بماذا ينبغي عليها الإجابة.

صمت قليلا ثم قالت: كانا شركاء في بقالة لبيع الذرة الصفراء، قبل أن يصبح الرئيس رئيساً. ووقعت بينهما خلافات مادية...

مرهم وسياسي

صار صفوان يتلون كحرباء مراهقة، في كل يوم يبدل جلده السياسي والاجتماعي. عرف اليسار واليمين وانقلب على الوسط، وأسس طريقاً ثالثاُ، واقترب من التيار العلماني، ثمن قلب عليه الطاولة، رفض التطبيع، ثم هام في مبادئ النضال اللاعنفي.

دعم التطرف، ولم يلبث إلا وأن انقلب على رأيه. في عمله كان ينتقد زوجته لأن كذا وكذا، ويتفاخر بتحرر أولاده وابنتيه.

منى مثلاً أعجبت بالسفر إلى بلاد بعيدة، وصارت تعشق الأفكار اللامعة والجديدة، وصفاء هامت بالتطبيع و السباحة.

في يوم قائظ، أخرجت صفاء علبة مرهم مستوردة، وراحت تلاطف جلدها، وتناقش رفاقها حول بركة في فندق أقيم على أرض خالها المسروقة.

وهم

كانت أحلام ذات الربيع الثاني عشر ترتدي تنورة قصيرة ذات منشأ تركي، وكان ساقاها طويلين. صعدت إلى سيارة الأجرة، وجلست بجانب شاب أصفر.

سعت في كل لحظة لإحداث امتداد للتنورة السوداء لتغطية القليل من بيضها الثلجي.

راح السائق أيضا يسترق النظر من مرآته، قبل أن تتكلم أحلام بصوتها الطفولي( سيدو عندك إذا بتسمح...).

انقلاب و شائعة

في الحي تتكاثر الشائعات كبكتريا وقحة، وعلى شاشة التلفاز يسرف سعيد، صبي القهوة الأشقر في متابعة الإطاحة بولد الطايع في موريتانيا.

تقول الشائعة الأولى، فلانة فعلت كذا وكذا، وعلانة تشاجرت مع جارتها وصفعتها بحذاء مستورد على وجهها، ويونس تخاصم و شقيقه بفعل حبة ليمون.

يصبح عاجل موريتانيا كخبر بارد، وتنكشف صحة الشائعات، ويحتار لسان سعيد بمن يستهل في مهمة "هضم" الكلام...

"موبايل" و وقاحة

تطايرت في أفق المكان رنات هاتف نقال يحمل علامة تجارية مميزه، أسرع بلال أو "الكرس" كما يطلقون عليه إلى هاتفه. على الخط الآخر زميله سعيد، يجلس في الجامعة في "ساعة صفا".
يبشره السعيد: سأسمعك أغنية جريئة لفتاة..
بلال: ماذا.. ماذا...؟؟
سعيد: أغنية محرفة لنجوى كرم، تقدمها فتاة من الجامعة......
بلال: بسرعة، البطارية خاصتي غير مشحونة.
يرد سعيد: وأنا لا أمتلك كرتاً سميناً...

تأتي أصوات الفتاة، وهي تحرف وتتلون وتغري وتغنج وتتطرف وتصف وتُجسد وتتمنى، فيسيل لعاب سعيد، ويصبح من المرشحين للاغتسال....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى