الثلاثاء ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم محمد زكريا توفيق

سيجموند فرويد والتحليل النفسي 1

ولد سيجموند فرويد في منتصف القرن التاسع عشر، 6 مايو 1856م، في بلدة مورافيا(تشيكسلوفاكيا)، داخل الإمبراطورية النمساوية المجرية، التي كانت تتكون من النمسا حاليا والمجر وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا ورومانيا وشمال إيطاليا. قضى حياته كلها، فيما عدا السنوات الثلاثة الأخيرة من عمره، في مدينة فيينا، إحدى عاصمتي الإمبراطورية النمساوية المجرية.

النمسا تبدو اليوم مكانا هادئا جميلا للسياحة وللاستجمام، لكنها كانت ولمئات السنين، أهم الدول الأوروبية سلطة ونفوذا. مركز للتجارة بين شرق وغرب أوروبا، وبين شمالها وجنوبها. ومنذ القرن العاشر، كانت النمسا البوابة الشرقية للإمبراطورية الرومانية، وخط الدفاع الأول ضد غزوات السلاف والترك.

من القرن الثالث عشر إلى القرن العشرين، كانت النمسا تحكم بملوك الهاسبروج، الذين تسببت طموحاتهم السياسية في فرض سيطرة النمسا على بلدان أوروبية كثيرة، أدت إلى منازعات ومشاكل على الحدود بينها وبين هذه الدول.

ملوك النمسا، كانوا بمثابة أباطرة رومان مقدسين، مسؤولين عن الدفاع عن الديانة الكاثوليكية. النمسا الآن، يعتنق 90% من سكانها الديانة الكاثوليكية. ويتحدث سكانها عدة لغات, منها الألمانية والتشيكية والإيطالية والتركية وغيرها.

بين عامي 1750م و 1860م، ضعفت سلطة الإمبراطورية النمساوية المجرية، وفقدت بلجيكا وشمال إيطاليا بسبب ثورات سكانها. وفي عام 1806م، تنازل فرانز الثاني عن لقبه كإمبراطور روما المقدس، واكتفي بأن يكون إمبراطورا للنمسا فقط.

في عام 1836م، عشرون سنة قبل ميلاد سيجموند فرويد، ثارت المجر واستقلت عن الإمبراطورية النمساوية. الإمبراطورية الجديدة اتخذت العلم القديم الذي يمثل نسرين. أحدهم ينظر إلى النمسا والآخر ينظر إلى المجر.

لكن الإمبراطورية الجديدة لم يكن لها القوة والتماسك السابقين. ولم تقو أمام المنازعات العرقية وتعدد اللغات. فحاولت عام 1878م، إحياء مجدها القديم باحتلالها إقليمي البوسنة والهرسك التابعان للإمبراطورية العثمانية. وبعد 30 سنة من إحتلالها للإقليمين، قامت بضمهما إلى الإمبراطورية النمساوية الجديدة.

في عام 1914م، قام أحد مواطني سيربيا باغتيال ولي عهد النمسا. مما أدى إلى عدة أحداث متلاحقة، أدت إلى الحرب العالمية الأولى. التي انتهت عام 1918م، بهزيمة دول المحور المكون من المانيا والإمبراطورية النمساوية.

بعد الحرب العالمية الأولى، تفككت الإمبراطورية النمساوية. وفي عام 1936م، أرسل أدلوف هتلر، مستشار ألمانيا والمولود في النمسا، جيوشه إلى النمسا وضمها إلى ألمانيا. وهو قرار وافق عليه معظم الشعب النمساوي.

أثناء سنوات القلاقل هذه وتفكك الإمبراطورية النمساوية المجرية الجديدة، ولد وعاش سيجمون فرويد. فيينا عاصمة النمسا التي جاءها فرويد مع والديه وهو طفل عمره أربع سنوات، كانت هي مدينة الثقافة والأدب والموسيقى والفنون والفلسفة والصناعة ورجال الأعمال. مدينة نهاية القرن (fin de siecle)، كما كانت تسمى. هذه الحركة الثقافية،أثرت في ثقافة وفكر بطل قصتنا، سيجمون فرويد. وجعلت قضيتي الجنس والموت تستحوزان على عقله وتفكيره.

كانت هذه المقدمة ضرورية حتى نستطيع فهم سيجموند فرويد فهما جيدا، بصدق وأمانة. فلا يمكن فصل الرجل، أو أي رجل، عن العصر الذي يعيش فيه. وخصوصا عندما يأتي بأفكار ونظريات ثورية غير معروفه من قبل. تعتبر من أهم النظريات التي تفسر لنا سلوكنا وأسباب عللنا وأمراضنا النفسية.

كان سيجموند فرويد أكبر أخواته الثمانية. أمه كانت الزوجة الثانية لوالده جاكوب، الذي كان يعمل بتجارة الصوف، في وقت تنامى فيه الشعور العدائي ضد اليهود. لذلك انتقل الأب بتجارته مع عائلته، أولا إلى مدينة ليبزج في ألمانيا، ثم استقر به المقام في فيينا. وكان فرويد الابن لايزال طفلا صغيرا. ظلت المضايقات التي عانتها أسرته بسبب الدين، عالقه بذاكرته طوال حياته، بالرغم من تخليه لاحقا عن ديانة والديه.

في عام 1880م، كانت حكومة الإمبراطورية النمساوية المجرية حكومة لبرالية. حررت اليهود ومنحتهم الجنسية. لكن عندما جاء المحافظون، بدأ اضطهاد اليهود من جديد، واستمر هكذا حتى جاء هتلر إلى الحكم.

كون سيجموند فرويد يهوديا بالوراثة، فرضت عليه أنوعا معينة من الدراسة والتخصص. ومنذ صغره، كان محبا للدرسة نهم القراءة. كان يقرأ مسرحيات شكسبير المترجمة وهو في سن الثامنة. وبعد ذلك، بدأ في قراءة الأدب اليوناني والروماني القديم، والأدب الفرنسي والألماني بلغاته الأصلية.

تخصصات معينة كان مسموحا بدراستها في الجامعات النمساوية للطلبة اليهود في ذلك الوقت. لذلك، اختار فرويد أن يتخصص في الأبحاث الطبية. فانضم إلى كلية الطب جامعة فيينا لدراسة نظرية دارون، تحت إشراف البروفسور كلاوس. وكان أو بحث قام به، هو اكتشاف الأعضاء الذكرية التناسلية لسمك الثعبان. كان من المعروف أن سمك الثعبان يتناسل، لكن لا أحد يعرف مكان الأعضاء الذكرية التناسلية.

في عام 1879م، خطب فرويد مارثا برنايز. لكنهما لم يستطعا الزواج لمدة سبع سنوات. لم يكن فرويد، قادرا على فتح بيت بدخل وظيفته كباحث. لذلك، توجه لممارسة طب الأعصاب. وكان منبهرا بطريقة جوزيف بريوير في علاج المرضى المصابين بالهستيريا، بإستخدام التنويم المغناطيسي.

ذهب فرويد إلى باريس للتدريب على طريقة الدكتور دين مارتن شاركوت في التنويم المغناطيسي. ابتعد الدكتور بريوير عن فرويد عندما وجده مهووسا بفكرة أن الجنس هو العامل الأساسي والسبب الرئيسي للهستيريا.

في عام 1899م، نشر فرويد أول بحث في التحليل النفسي ، في شكل كتاب في تفسير الأحلام بنفس العنوان. وبصدور الكتاب، بدأت مجموعة من الأطباء تتجمع حوله. كان يجتمع بهم في منزلة. هذه المجموعة، أصبحت تعرف ب"جمعية علم النفس التحليلي النمساوية". ثم "الجمعية الدولية لعلم النفس التحليلي".

في عام 1909م، دعي فرويد لإلقاء عدة محاضرات في جامعة كلارك بولاية ماساشوسيتس بالولايات المتحدة. وكانت هذه هي الزيارة الوحيدة له للولايات المتحدة، التي لم ينبهر بها بالرغم من أن أسلوبه في التحليل النفسي، لاقا استقبالا أفضل من استقبال أوربا له في السنين الأولى.

وبمرور الوقت، انشق الكثير من أتباع وتلاميذ فرويد عنه، مكونين مدارسهم وأساليبهم الخاصة في العلاج باستخدام علم النفس التحليلي. بسبب إصرار فرويد على وضع الغريزة الجنسية كمركز لدراسة المشاكل العاطفية والعصابية.

على سبيل المثال، كارل يونج العالم السويسري، الذي رافقه في زيارته للولايات المتحدة، كانت مدرسته تركز على الخصائص الإيجابية، وليست السلبية، للعقل الباطن. ألفريد نادلر، كان يركز على فلسفة نيتشة الخاصة ب"إرادة القوة"، بدلا من "الهي" عند فرويد، كأحد العناصر الأساسية التي تشكل الدوافع السلوكية عند الإنسان.

وفي الجانب المقابل، كان ويهيلم ريخ يلمح بأن فرويد لم يركز بما فيه الكفاية على الجانب الجنسي للإنسان. أي أنه كان يقول: "يا عالم، الجنس هو كل شئ". إلا أن فرويد قام بطرد ريخ من الجمعية الدولية لعلم النفس التحليلي. لا بسبب أفكاره في علم النفس التحليلي، ولكن بسبب إنضمامه للحزب الشيوعي النمساوي.

سببت الحرب العالمية الأولى صدمة لفرويد ولكل المجتمع الثقافي الأوروبي. أصابته بالكآبة والياس. أضف إلى ذلك، إكتشافه أنه مصاب بالسرطان في فكه، وقلقه وخوفه من تصاعد النازية في بلد الجوار ألمانيا.

عندما ضم هتلر النمسا إلى ألمانيا عام 1936م، فر فرويد إلى لندن. وكانت فرصة لكي يكمل أبحاثه في علم النفس التحليلي. لكن بسبب إنتشار مرض السرطان في جسمه وبعد 33 جراحة، ومعانات آلاما إستمرت 17 عاما، مات في 23 نوفمبر عام 1939م.

لقد عاش فرويد مدة كافية لكي يرى اسمه يذكر في معظم المحافل العلمية والاجتماعية في جميع أركان العالم. وجاءت بعده ابنته آن، لكي تتبوأ مكانا مرموقا هي أيضا، في مجال علم النفس التحليلي، لتكمل مسيرة والدها.

نظرية فرويد في التحليل النفسي، ترتكز على دعامتين: العقل الباطن، بمعني العقل الغير واعي، ومشاكل الجنس عند الأطفال. هذه المفاهيم ليست من اختراع فرويد. يمكننا أن نجد آثارها عند أفلاطون وعند مفكري العصر الوسيط وعصر النهضة، وفي شعر الرومانسيين وعند فلاسفة القرن التاسع عشر، شوبنهور ونيتشة وغيرهم. لكن فرويد، كان أول من استخدم هاتين الدعامتين لبناء صرح متكامل من العلوم النفسية، إسمه: علم النفس التحليلي. ولننظر الآن كيف فعل ذلك؟

يقول فرويد أن معظم غرائز الإنسان تتعارض مع قيم المجتمع الذي يعيش فيه. الحشرات التي تعيش في مجتمعات مثل النمل والنحل، لها غريزة اجتماعية، تجعل الأفراد ترتبط بعشها، وتقسم العمل، وتمنع التنافس والقتال فيما بينها، وتجعلها تدافع وتبذل حياتها لحماية عشوشها وأخواتها، إلخ. لكن الإنسان ليست له مثل هذه الغريزة الإجتماعية. الغرائز التي لديه، تشمل: غريزة طلب الغذاء، وغريزة طلب الجنس، والغريزة العدوانية.

غرائز الإنسان هذه، قد تكون كافية لحياته بمفرده في الغاب، عندما كان جدودنا الأولين، يجرون عرايا في غابات السافانا شرق أفريقيا. محاطين بحيوانات تصلح للصيد والأكل، ونباتات وفاكهة وجذور، هي الأخري تصلح للأكل.

لكن عندما شح الغذاء بسبب تغير المناخ، كان عليه، لكي يواصل الحياة، أن يعيش في مجتمعات صغيرة. لزوم التعاون لصيد الحيوانات الكبيرة التي لا يقدر على صيدها بمفرده.

الحياة في المجتمعات، يلزمها التضحية بعض الشئ. الغرائز الموروثة عند الإنسان، لا يمكن إلغائها. لكن يمكن كبتها والسيطرة عليها أو تأجيلها. السيطرة على الغرائز البدائية، وهو ما يعرف عند فرويد بالحضارة. تظهر فيما نسميه بالحب والتعاون والعائلة والصداقة وتقسيم العمل،إلخ. وهي المسؤولة عن تكوين أو ولادة ما أسماه فرويد ب: "الأنا" من "الهي". أي تكوين الضمير من الغرائز البهيمية. فماذا يعني هذا؟

مصطلح "الهي" (ID)عند فرويد، يشير إلى مجموعة الغرائز الموروثة للإنسان والتي رُوضت فيما بعد إلى عناصر تكون ما يعرف بالحضارة. هذه الغرائز البدائية من الصعب ترويضها بالعقل وحده. العقلانية والمنطق والفطرة السليمة، التي تمثل في مجموعها عند فرويد "الأنا" (Ego)، هي من إنتاج "الهي" أو الغرائز، وليست سببا لها.

لذلك، يلزمنا للسيطرة على "الهي" وترويضه، شيئا من نوعه، يكون أقوى منه وأشد تأثيرا. "الأنا" لا يصلح لأنه ناتج من "الهي". من ثم، جاء فرويد بمفهوم "الأنا الأعظم" (Superego)، وهو ما نسميه بالضمير. عامل طاغي قادر على إثارة الشعور بالذنب. الشعور بالذنب، هو سلاح "الأنا الأعظم" في ترويض وكبح جماح الغرائز أو "الهي".

لكن الغرائز أو "الهي"، يواصل وظيفته القديمة منذ الأزل في طلب المتعة التي يجدها في الطعام والجنس والرغبة في العنف. في وجود "الأنا الأعظم"، ليس أمام "الهي" سوى تحويل هذه الغرائز إلى مجرد رغبات. رغبات جنسية ورغبات عدوانية. غالبا ما تكون في بداية الطفولة، موجهة إلى أفراد من العائلة. لأن هؤلاء هم أول من قابلهم وتنبه لوجودهم. الابن يميل إلى والدته، والابنة إلى والدها. وهذا ما أسماه فرويد ب"عقدة أوديب" عند الرجل، و"عقدة إلكترا" عند المرأة.

وظيفة رقابة "الأنا الأعظم"، هي تحرير العقل الواعي من هذه الرغبات أو التجارب المؤلمة التي قد تنتابه من حين لآخر. لكي يستطيع أن يقوم بوظائفه الحياتية بيسر وسهولة. أي واحد يمر بتجربة فقد عزيز أو فشل في حب، يعرف مقدار الحزن والألم الذي تسببه هذه الفواجع، ويعرف مدى تأثيرها على نشاطة وحياته وسلوكه.

الذكريات الأليمة يجب كبتها بقدر الإمكان. وخصوصا إذا كانت هذه الذكريات هي ذكريات الطفولة، أي قبل أن تكتمل شخصية الفرد وتتبلور. في هذه الحالة، تدفن الذكريات في أعماق اللاشعور أو العقل الباطن. وتستبدل في العقل الواعي بمكان خالي، أو بذكريات خاطئة مختلفة. المهم هنا هو طمس هذه الذكريات الأليمة التي تجعل الحياة لا تطاق عندما نتذكرها.

هذه الذكريات الأليمة المدفونة في العقل الباطن، والتي لا يتذكرها العقل الواعي، ليست بدون تأثير. فهي قد تشكل سلوك الفرد وتتحكم في قراراته وفيما يحب ويكره دون أن يدري.

حتى الذكريات السارة، كما يقول فرويد، يمكنها أن تُكبت هي الأخرى. فمثلا، الشعور بالدفئ والشبع والأمان والحب المصاحب للإرتماء في حضن الأم وتناول ثديها في الصغر، هي ذكريات لن تتكرر. هذه الذكريات السعيدة، لا يجب أن تترك لكي تتداخل مع النشاط اليومي للإنسان. إذا كنت تقود السيارة، أو في إجتماع مع رفاقك في العمل، ذكريات الطفولة الجميلة هذه لن تفيد وربما تكون معوقا للعمل والتفكير.

لهذا السبب يقول فرويد بأن الشعور باللذة الجنسية المصاحبة لهزة الجماع (الأورجازم)، لا توجد بكاملها في الذاكرة الواعية. لأنك لا تريد تذكر ذلك وأنت تقوم بالعمل. أو كما قالت القديسة تريزا في القرن السادس عشر: "من الصعب غسل الأطباق بعد رؤية وجه الرب".

يقول فرويد، ليست فقط بعض الذكريات الحقيقية هي التي تكبت في العقل الباطن، ولكن أيضا بعض الذكريات الخاطئة أو الفالصو. الذكريات الفالصو، هي مجرد خيالات وتصورات. أمير بحصان أبيض، يأتي ليختطف البنت الفقيرة ويذهب بها لقلعته. أو ما شابه.

الطفولة عند فرويد مليئة بالعقد النفسية والرغبات المكبوته الجنسية وعقدتي أوديب وإلكترا. وهو مفهوم يتعارض مع مفهومنا للطفولة البريئة النقية التي لا تشوبها أي علاقة جنسية من قريب أو بعيد.

الطفولة ليست بريئة كما كنا نعتقد. ولكنها مليئة بالرغبات الجنسية الموروثة منذ البداية حتى النهاية. ولأن المواضيع الجنسية محظورة بالنسبة للأطفال بسبب تقاليد المجتمع، لا يجد الطفل أمامه سوى تحويل هذه الرغبات إلى خيالات وتصورات. "الأنا الأعظم" يقوم في هذه الحالة، بربط هذه الخيالات والتصورات الجنسية لدى الطفل بالشعور بالذنب. ثم يقوم بكبتها في العقل الباطن.

ليست فقط الرغبات والذكريات والتخيلات، تكبت في العقل الباطن، ولكن الشعور بالذنب المتولد عن "الأنا الأعظم"، هو الآخر يمكن أن يكبت. العقل الواعي لا يمكنه العمل بكفاءة، طالما يتعرض لمضايقات مستمرة في صورة الإحساس بالذنب.

وللحديث بقية عن نظرية فرويد الهامة في التحليل النفسي، فإلى اللقاء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى