الأربعاء ١٦ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم وحيد خيـــون

أنا لن ألومَكَ

أمْطِرْ على المَوْتى غيومَكْ
ما دامَ أهْلُ الحَيِّ قدْ مَسَخوا رسومَكْ
ما دامَ ظِلُّكَ لم يَعُدْ يهوى قدومَكْ
ما دامَ أرضُ الشوكِ من أشواكِها...
قلَعَتْ كُرومَكْ
ما دامَ خِلُّكَ لا يدُقُّ البابَ في يومٍ...
ولم يعْرِفْ همومَكْ
ما دمتَ أنتَ بَدَأتَ تخسَرُ في أراضيهِمْ نجومَكْ
ذبحوكَ فوقَ الريحِ ...
مثلَ صواعقٍ ذبحَتْ غيومَكْ
وبقيتَ تَنْزِفُ والذينَ تُحِبّهمْ أكلوا لحومَكْ
ما عادَ في الحقلِ القديمِ سنابلٌ ترعى قدومَكْ
أنا لن ألومَكْ
هم أرغَموكَ على الرّحيلْ
ولديكَ قرصٌ واحِدٌ ...
وأمامَكَ الدربُ الطويلْ
أنا لن ألومَكَ لو بدأتَ تموجُ في الرّهَجِ الثقيلْ
كبُرَ الذي يجري عليكَ وليسَ بالشئِ القليلْ
فاسمَحْ لدمْعِكَ أنْ يسيلْ
أحبابُ قلبِكَ أرغموكَ على الرّحيلْ
والناقةُ انكسَرَتْ وصارتْ مَيْلَ عاصِفةٍ تميلْ
والنّهْرُ هَرّبَ ماءَهُ الجاري وأصبحَ مُسْتَقيلْ
وبَدا الرّقيبُ يُهَرّبُ الصّحْراءَ ...
كي يضَعَ الكَثيبْ
في موضِعِ النّهْرِ الحبيبْ
قلبي يموتُ على فراقِكَ يا حبيبْ
قلبي كطِفلٍ تاهَ في بلدٍ غريبْ
بَدأ المغيبْ
بدأتْ كواكِبُنا تغيبْ
أنا لن ألومَكْ
لو أنتَ يا قلبي لأجْلِ دقيقةٍ ستبيعُ يوْمَكْ
وكفاكَ حُزْناً أنْ ترى أحبابَ قلبِكَ هُمْ خصومَكْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى