الأربعاء ٢٣ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم جهاد غريب

مبهجة هي الحياة

إذا لم تستعصِ علينا

الحياة سلسلة أفكار.. والمعرفة قلادة لها أسرار:

فكرة جاءت على حين غرة.. فانسكب الكلام، وسال حبر الأقلام.

لعلّه من المناسب أن ينفجر محك ما، أو ربما شرارة.. تُشعل حطب التفكير فينا، لينتشر عبير المعرفة، ويطرد من الرأس الدخان، ومعه ضباب الأوهام.

هذه المعرفة بحاجة إلى تكرير المعلومات الواردة - إلى أذهاننا- من كل فجٍ وصوبٍ، ولعلّنا نُحسن تصفيتها لتخرج كالهواء النقي الذي.. يملأ الرئتين بالأوكسجين، فتُصبغ علينا مناخاً يكون للحوار مقبول، قبل أن تنزلق الكلمات من دون إرادة أصابعنا.

لماذا قلق؟:

أقول:

لا قلق، لا أرق، فالأرض تسير بلا أقدام، وفي السماء شفق - للحظاتٍ- يتوسد حضن الغيوم، لا يغفو هناك، ولا ينام.
نحن من علّق على الشجرة الجرس، وقلنا لـ الريح.. دونك الباب فأهلاً باقتحامك والعولمة، وكل ما تبقى في سلة العَصْرَنة.

كنّا نقول: طالما أنها لا تمُس أصالتنا.. فلا عتب، إذ تجاهلنا موازين القوى، والطرح بات لغيرنا، وكنّا نعلم جيداً أنه قد فاتنا قطار اللّوم والاستنكار، وذابت غيرتُنا ومعها الغضب.

هو الفضاء الذي.. يتسعُ لكل العوالق، وما بأيدينا حجب المطر، فكيف بفضائيات تدغدغ شهواتنا؟
لقد تعالت ضحكاتنا، إذ قلنا : "كي ينفذ الروتين"، هي حُجة تلاحقنا، وتبرّر انتهاك الشجب في دواخلنا، فمات الضمير. بئس الظالمون لأنفسهم وساء المصير.

العمر رصيد، والجنة وعيد، والنار تهديد:

من الروتين هربنا إلى روتين آخر جعل يلجُ من عنق اليوم وساعاته الغادرة كالقراصنة يتسللون، ليسرقوا منّا أحلامَ العمر، وأشياءَ جنيناها في معترك الدار.

عقارب اليوم الجائعة.. تفتك بنا، وتتناول وجبات التفاؤل فينا، وتلتهم أطباقاً طازجة من طموحاتنا، حتى ذابت في كأس الرأس أمنياتنا، وتلاشى سكّر الأمل. يا ويلنا، ما عاد في العمر رصيد.

تلك إذن مصيبة، وتيه نتيجة لـ فراغ أسقط سهم الاستثمار في حلبة مساومة، والجمهور نحن، في تخبط دائم لعقناه ونحن ننظر إلى مغريات الحياة دون مقاومة، حتى سقط السهم من القوس، وبارت المبارزة.

باختصار:

هو انشغالنا عن الأهم (العبادة) بغير المهم (الدنيا)، وربما هروبنا من الهم.. هذا الذي صنعناه من مقادير لا تكفي لقطعة سلاح من المعرفة، أو ربما هو الفضول وسنبلاته اليابسات، هذا الذي جعلنا ندخل إلى عالم مجهول، فقلنا للسماء.. افتحي أبوابك لليأس والبكاء.

أصلح النفس بـ.. الغبطة :

نصيحتي..

إن خابَ ظنُكَ فيمن أسئتَ له، وجادَ – من أحسنتَ إليه- عليكَ بالظنون، فأصلح النفس وإن هاجمتكَ المِحن، أو لا تكون.

إذن.. مبهجة هي الحياة.. إذا لم تستعصِ علينا، والغبطة خيرٌ لكم لو تعلمون.

إذا لم تستعصِ علينا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى