الأحد ٣ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم إبراهيم الديلمي

أبجدية الحزن الخالد

الإهداء إلى روح والدي الطيب .

(ي)
يحيى . .
لقد هبط الردى المكتوبُ
مرتدياً ثياب النوحِ
لاينوي على أحدٍ
سواك اليومُ
فاصعد راحلاً
واسكب على أحداقنا البيضاءِ
سهدك.اليوم ترقد في سلامٍ
فابتسم ودع البكاء لنا
ودعني حينما أبكيكَ
أسألك امتناناً
من أكون بغير ضوءكَ؟
من أكون بغيرظلكَ يا أبي ؟
إن المسافة طولها ليلٌ
كسيرٌ طعمهُ مرٌ
وعرض أنينها خمسون ألف فجعيةٍ
لن تنتهي
مادمتَ قدعطرتَ
صدرالموت مبتسماً
وبين يديه قد ألقيتَ
وردك.
تلك الفجيعة صعقةٌ
شبت مفاجأةً لتشعلَ
عمر هذا البيت بالبلوى
وبالدمع الذي قصت لنا الأقدار قصتهُ
فكان ختامها المعلوم أنتَ
وبدءها المجهول داخلها أنا
فاسمع نشيج المستهلِ
اذا استفاقت فيك روح الشوقِ
متعبة وقل ياربُ
حمدك.أبتاه إني قد فنيتُ صبيحةالأثنينِ
واستلقيت فوق النعش مثلكَ
لم أعد قمراً ولا مطراً
لأن الحزن أحرقني وأطفأني
فما أصبحت إﻻ مثلما أمسيتُ
ذاتا ميتاً فاكتب الى الموتى وللأحياءِ
مفجوعا بأن بنيك قدسقطت كواكبهمْ
وأن فتاك ابراهيمَ
من فوق الثرى قد ماتَ
بعدكْ.
(ح)
حيٌ أنا ..
لكنني بطبيعة الموتى أعيشُ
مغلفاً بالقهر والأه الصموتِ
لأنه مازال يتبعني خيالكَ
أينما وليتُ
فاكتب أنني كـ بنيكَ
ماصدقتُ....
ماصدقتُ....
ماصدقتُ....
موتكَ
ماشبعتُ من النحيب عليك مذهولاً

فكل الحزن لا يكفيكَ كل الدمع لايكفيك يا أبتي فيا ليت الردى استثناك صانعهُولم يأخذكَ ياليت الفجيعة لم تكنْ ..!أو ليت من أرداك بعدالفجرِ
ردكْ.أواهُ مافعل التمنيبالذي أنجبتهُ يوماًكما ربيته فامتد ثم أشتدَحتى جاء بالألام والعبراتِ مختنقاً يقول:أبتاه يسعدني البكاء عليكَ يسعدني ارتشافكَ من فم الذكرىلأني ظامئٌ ﻻأعرف النسيانَصدقني وحتى لو نسيتك لحظة ًسأراك في النسيانِحياً لم يطل في الموتِعن مضناكَ
بُعدكْ.أبتاه يسعدني سماعكَ كل يومٍكلما ناديت ابراهيمُ . . .يااااللهُ يااااللهُيااااللهُصوت أبي يعلقني على الجدرانِ تذكارا لأوﻻدي الصغارِأراه فوق الرفِصوت أبي يعنقدني علىشجرالجوىعنباً ليأكله حسيسُ الشعرِصوت أبي يرتلني بيانا للعصافير التي
عزفتهُ في ديوانه العدني والغربي
وأناجالسٌ في ركنه وحدي ألوك القات في جزعٍووجه أبي هناك في أقصاه يرقبنيوأنت الله يااللهُفي ملكوتك الممتدِ
وحدكْ.

(ي)- يحيى الأسىوأبي يموت أذاك حكم الموت ياأبتي أجبني؟- بل قضاء الله ياولدي فلاتحزن فيوم غدٍ تكون معياذا غادرت يوم الوعدِمهدكْ.- سأقول يحيى الشوق يا أبتيفأخبرني متى ألقاكَ؟أخبر زمهريرالشجوِأين أنا؟وأين والدتي وأخواني
وضوء البيت؟شمس البيت ؟نجم البيت؟

ريح البيت ؟غيم البيت ؟ماء البيت ؟نارالبيت ؟درع البيت ؟عشب البيت ؟عطرالبيت ؟أين السلو والنسيانُ؟أين الأوكسجينُ؟وأنت أين ذهبتَ؟أخبرني لماذا تختفي الأشياء؟اذ لاشيء فوق الأرضِاﻻ القبر والأحزانُفاكتب أنها في القبرِعندكْ.

(أ)أكتب إذا الملكان وقفاعند باب القبرِأنك جنة الأطفالِثم أجبهما بلسانك العربيلو أخذا يتسائلان من المسجى؟قل أنا يحيى بن عبداللهِربي ربكم والمصطفى طهرسول اللهِقل لهما:أنا الريحانُ

تحت الريحان تحت الأرضِوالأنسانُ

كنت أعيش فوق الأرضِماأغضبت طفلاً أو حبيباً أو عدواًماتركت الأثم والأطماع تسرقنيعبدت الله في سري وفي جهريتلوت الذكرَطفت البيتَأديت الصلاةَوكان قلبي زنجبيل الحبِلم يحقدْولم يكرهْولم يلد الضغينة َقل أنا الصلوات تعرفنيورائحة الآذان تحبنيوأبي وأمي يشهدان بأننيمذ كنت حتى مُـتُلم أرهقهما ظلماً وعصياناًوغادر بعد ذلك يا أبيان شئت مرحوماً

إلى الفردوس لحدكْ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى