الخميس ١٧ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم سليمان نزال

نثر الفقدان في يوم النكبة

ليست كل المواقيت تبدأ من جراح الأهلّة
يهديها الصمتُ النازف وساما
وإن مرّت عليها الحدائق الشريدة
ورمت عليها من الأرجوان رايات ومناديل..
فالقاتل ليس في النار، هذا النهار
لما يأخذ النزف رهينة..
ويطلب الجسر الكوني من المياه للمياه
كي يعيدَ لي خصلة من شَعر البداية
لكن كفك النقدي في الميزان
لا يعدل كفة الفقد في ذاكرة صعبة..
ليست كل طريق
تحنُّ إلى دم الأقمار
تحفظ لغة الياسمين في حقول التاريخ
قد قطع السارق يد المرحلة..
ثم بنى بارا ومدرسة تهجير
فوق أعلى تلة من ضلوعك القروية
ولم يكشف التلفاز..
غير قطرة من ظلال الشكوى
المبللة بصدى الغيوم المارقة..
ومن شلال عذاباتك الأخيرة..
لم يبصروا سوى صورتهم في المهرجان
هي نكبة فيهم!
نكبة..نكبات..
شهداء للأرض..
شهداء للبحر..
للنبض..للفجر
للخلد..للسماء
كم تنقص الأشياء فينا
كلما اكتملت في جوف هذا الوعد
قوافل الضياء..
ألا أقبلي يا حياة..
كي تعلم كل الجهات..
أننا ما زلنا صقورا في الحياة..
هي نكبة فينا..
كم تعلو الرايات
كلما فقد الشروق من عروقنا
بعض البهاء..
شهداء للنصر شهداء..
فخذ خطواتك إلى الوريد..
خطاك المسافات..
وقد تلاقت على درب النداء
كي تكشف للنبع سر الجريمة..
خذ الخطى
وأنت ترفع رأسك نحو الغياب
يا فتى!
كي تحتالَ على حبةِ قمح
وتقنعها بالرجوع إليك..في آخر الظلام..
وأنت تصنع رمحك من زفرة النظرة الخجولة
وتقول هذه الواحات دمي..
في صحارى الهوان
وأنتَ تسافرُ في حنينِ الجباه
وتسلم الموج رائحة العود و الطفولة
فاستريحوا بعد الذكرى
واستريحوا بعد قطف الزمان
من ساعات الأسير والأسيرة..
واحتملوا مكاشفة العاشق لخيانة
أصابعها من حرير الصفقات..
لكنها تحرك المسيرة!
ليست كل الدروب تقود المفاتيح
كي تتعرفَ على أبوابِ صدركَ الرحبة..
ما زلت كبيرا في الفقد..
ما زلت جموحا في القصد
ما زلت صهيلا في العهد
وما زلت قوي الظهر في يوم نكبة..
وليست كل القلوب تعيد الجذور
لجذع حكاية
رفعت اسم «كنعان»
في اقتراب البعد
على تلة من كبرياء وصهيل احتمالات
تضمد البقاء صمودا ً
وتمشط غابات التوقِ
بحثا عن ما تبقى من رذاذ الصحبة..
للنهر طُرق أولى..
تمخرُ عبابَ الحزنِ
ترسلُ جبينَ الشمسِ
لكتابةٍ جديدة
وقيامة مبكرة في زلزلة النكبة..
للشجر المضرب عن الطعام
درب محفورة بالأحرف العاشقة..
«قد لا يصل الخبز إلى الأمعاء..لكن الضياء يصل»
هنا دروبنا..تحصى الخطوات التي لم تصل..
هنا تكبرُ المدنُ المحاصرة في شرايين انتساب
هنا تبدأ المواعيد رحلة الفجر والغيمة بوصلة
والصبر تراب..
هنا احتفال الذكرى بالذكرى
والقاتل ليس على طرف التفاؤل..
والطريق تعرف طريقها ولا يخطىء السنديان
في نبضات العائدين.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى