الخميس ٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم محمد نديم علي

خزعبلات و مرايا

بلا شفقة
فقأت عيني فلا أبصر ... إلا من بؤرة عينيها
طمست شفتاي فلا اهمس إلا من وردة شفتيها
ربطت كفي فلا المس إلا برقيق أناملها
وخلايا الحس بكفيها.
عقلت قدمي فلا أخطو إلا بدليل خرائطها
وهدى من خطوة قدميها
سرقت ساعاتي من عمري
وخبايا المهجة والأسرار.
سحقت بي حلمي وكياني وحنايا القلب بلا شفقة
ولمحت مرايا عينيها .... تعكسني جسدا مبتورا
مقطوع الرأس بلا رقبة.
بلا حركة.
وتراه أما المرآة.... يرفع من دهش حاجبه ... ويمط الشفتين ( بقرف)
يضحك زهوا ..يبكي قهرا ..
يقفز كالقرد ويتكور ..يركب أحصنة من طين
يقتل أشباحا وهواء
بسيوف الوهم الخشبية..يشتعل كبندول الساعة
يرقص قدام المرآة.
يهذي بكلام مفهوم لا يحمل شيئا ذا معنى.
يضرب بالدف ويتلوى
يلبس أقنعة زاهية .. يتلون وفقا للحظة ..
وتراه بكل الأنحاء.
لكن الصورة في المرآة بلا صوت ..
جامدة كل ملامحه ... ثابتة الرسم بلا حركة.
بلا جدوى
خلعت في الليل رداء الصمت بحجرتها.
وقفت تتعجب .. تتغنى بالوهج يروي شجرتها ..
تنبت بالشوق عناقيدا تأتي في غير مواسمها
مفعمة برحيق الثورة. .تنتظر القطف بلا جدوى.
فبدت في رقصة شمعتها ... هائلة الثروة
... وانفرطت حبات العقد على البلورة
و انكسرت قنينة عطر غجري.
فبدت في صحو مراياها ... تتلوى بالرغبة أفعى.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى