الخميس ٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم
خزعبلات و مرايا
بلا شفقةفقأت عيني فلا أبصر ... إلا من بؤرة عينيهاطمست شفتاي فلا اهمس إلا من وردة شفتيهاربطت كفي فلا المس إلا برقيق أناملهاوخلايا الحس بكفيها.عقلت قدمي فلا أخطو إلا بدليل خرائطهاوهدى من خطوة قدميهاسرقت ساعاتي من عمريوخبايا المهجة والأسرار.سحقت بي حلمي وكياني وحنايا القلب بلا شفقةولمحت مرايا عينيها .... تعكسني جسدا مبتورامقطوع الرأس بلا رقبة.بلا حركة.وتراه أما المرآة.... يرفع من دهش حاجبه ... ويمط الشفتين ( بقرف)يضحك زهوا ..يبكي قهرا ..يقفز كالقرد ويتكور ..يركب أحصنة من طينيقتل أشباحا وهواءبسيوف الوهم الخشبية..يشتعل كبندول الساعةيرقص قدام المرآة.يهذي بكلام مفهوم لا يحمل شيئا ذا معنى.يضرب بالدف ويتلوىيلبس أقنعة زاهية .. يتلون وفقا للحظة ..وتراه بكل الأنحاء.لكن الصورة في المرآة بلا صوت ..جامدة كل ملامحه ... ثابتة الرسم بلا حركة.بلا جدوىخلعت في الليل رداء الصمت بحجرتها.وقفت تتعجب .. تتغنى بالوهج يروي شجرتها ..تنبت بالشوق عناقيدا تأتي في غير مواسمهامفعمة برحيق الثورة. .تنتظر القطف بلا جدوى.فبدت في رقصة شمعتها ... هائلة الثروة... وانفرطت حبات العقد على البلورةو انكسرت قنينة عطر غجري.فبدت في صحو مراياها ... تتلوى بالرغبة أفعى.