الجمعة ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم ياسين عبد الكريم الرزوق

غصون

غصونُ امرأةٌ متدلية من روانق سحر عينيها
غصونُ بنتٌ تثمر بين أوراقها زهور الأزل المتفتِّح
غصونُ تسلَّقتني
فَذُبْتُ في رحيق أزهارها
لترتشفني فيجري في عروقها إحساسي الموله بها
و بدأت أخيلةُ غصون تلاحقني
بل بدأت تتربَّص بي في صحوي وفي خَلدي
صارتْ أفنانُ حبِّها تلتف حول رقبة أفكاري
و كادت تخنقها بحلم لقاءٍ تائهٍ في سراب القرب البعيد
عندها صحوتُ متفاجئاً من أحلام اليقظة التي عادت أدراجها
و استعادت أفكاري أنفاسها لبُرهة
بعدها انتكست من جديد بعذاب الحقيقة
لِتصاب بذبول ٍ حاد مع حشرجة اختناق
ناجمة عن غُصَّات بعدٍ متراكمة
و صارت أفكاري تنتح سوائل الحياة
و تجفُّ ذابلة ً في صحراء الأمل الكاذب
و صار رحيقُ إحساسي مرَّاً جافاً دامياً
عندها أحسَّت غصون تلك المرأة الخارقة بطعم الحُرقة الصادقة
و جاءها صوتُ تأنيب ٍ لاذع
من غابات الضمير والهوى والهيام
فقرَّرت أن تعرِّي نفسها من أوراق التكبُّر
و أَنْ تُجري دموع عينيها الخضراوين المزخرفتين بانعكاسات الرمال الصفراء
في صحراء أفكاري
لعلَّها تعيد بثَّ روحها في عروقي اليابسة
لِتنبض من جديد في غصون امرأةٍ
عادت من سراب القرب البعيد!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى