الثلاثاء ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم نادية كيلاني

لا جديد عند الحب

ما كنت أتخيل يا من كنت حبيبي أن أفتح نافذتي فلا تطل عيني علي فناء بيتك.

وما كنت أتخيل أبدا أن يصدك قلبي بهذا العنف ويأبي أن يلتمس لك العذر هذه المرة كما اعتاد معك.

كم هو موحش لعيني هذا الظلام المقيت، ولكن ما باليد حيلة هي قسوتك وإصرارك لتهوي بي من عليائي إلي أسفل سافلين.

مأجور أنت لكسري، مدفوع لاذلالي بماذا يفيدك تحطيمي؟

فقط لأنك تلهو .. لتثبت لنفسك قدراتك في التخريب.

يمامة أنا تطير فوق السحاب، تغني للنجوم والسدوم والشمس والقمر.

أفرد جناحي لأحملك عليها واحدة تهدهدك وتغطيك الأخري، أظللك ببياض ريشي وأظل بك محلقة فوق الكبائر، والصغائر، واللمم.

وأنت تذكر دائما أنك رجل وأنك بشر خلقت من طين الأرض ولابد أن تظل مشدودا له بما فيه من عفن وروث دون أن تجشم نفسك عناء إزاحة ما علي مقعدك.

وقفت هناك علي فرع أنظر إليك من فوق شجيرتي وأراك وأنت ترميني بالحجارة كي أنزل.. فأنتفض وأرف بجناحي وتشب قدمي لكنهما تظلان ثابتة في مكانهما تأبيان مغادرة محيطك.
وأنا لا أطير ولا أنت تكف عن رجمي فما عساي فاعلة إذا أصابني حجر في مقتل.

يا من كنت حبيبي جرحت قلبي وأدميت كبريائي، وأنا الأميرة المتوجة في مملكتي، والدرة المكنونة في سابع سرداب، ملفوفة بالحرير، والقطيفة، ما تعودت لمسة هواء محملة بالتراب ولا تلمسني أنامل خشنة هدها العذاب.

أنا اللوحة المعلقة في صدر بيتي تقدم لها التحية في الخروج والاياب.

وأنا النجمة إذا أفل ضوؤها خرجت منها مئات النجوم تضيء وتدور حول النجمة الأم.

مالك تنتزعني من بينهم لتأخذني بعيدا حيث الظلام، واليأس والشجار اللا متناهي.

يا من كنت حبيبي كفي إلي هنا حتي لا تجرحنا الكلمات وتخنقنا العبرات، وتسن لنا السكاكين، والنصال، والنعال.

كفي إلي هنا لتكون لنا ذكري في يوم نبادلها علي البعد نحنُ لها في ضمائرنا.. ترقرق لها عيوننا فترطبها بدلا من أن تحرقها.

كفي يا من كنت نجما بعيدا، قمرا بعيدا، واغنية صداها البعيد ملأ كياني.

يا من غيرت كيمياء دمي كفي حتي لا ينزف دمي عناصرك التي ملاءته وحركته وسارت به في عروق فعلمها النبض الصحيح من جديد.

لا تركض خلفي ولا تعذبني بعذابك.. تعذب حيث أنت ، ودعني أتعذب حيث أنا حتي نألف عذابنا ويصير من ملامحنا ونصير منه الهوية والنشيد.

فأنت وإن رفضك عقلي ما زلت في قلبي خيوطا من نور .. تباغتني في ذكراك بسمة وتحدوني من شوقك دمعة أما مصمصة شفتي فتقول للأسف كنت أظنه نصيبا.

كتبتك علي جبيني وكفي قدرا، وأمليتك علي مشاعري عهدا، وألزمت القلب أن ينبض علي وقع حروفك في اتجاهك.

وعلمت العين كيف تحتفي بطلعتك وتسجل علي النني تفاصيل اليوم.. وعودت لساني أن ينطق بالكلمة الخطيرة التي إذا نطقت بها أو سمعتها أحس كمن أخذ حقنة في وريده، سبعة وسبعين حقنة في دقيقة.

هل اغتررت إلي هذا الحد وملاءك الزهو إلى هذا الحد.. نسيت خطوطي الحمراء التي رسمتها لك من أول يوم، من أول ساعة، من أول لحظة.. ترددها اسما ولا تقدرها معني.. كلما خطوت فوق خط أرجعتك.. وانت.. لا تمل المحاولة مرات ومرات.. يا الله أيكون هذا إلي ما لا نهاية.

طوال الوقت تجردني من صفاتي .. اتركي العقل.. دعك من الثقافة.. كوني أنثي.. معي لا تفكرين بمنطق ولا بمباديء..

ميزاتي التي جذبتك إليّ أدعها الآن .. ميزاتي التي طالما شدوت بها وسجلتها قصائدك أدعها الآن.. لمجرد أنك ضمنت مشاعري وملكت جوانحي .. تحولت رجلا مثلهم وتريدني أنثي مثلهن ولا جديد تحت الشمس، ولا جديد عند الحب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى