الأحد ٥ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم سليمان نزال

همهمات..

سمعَ عنها من أنفاسهم, تتنزلُ في همهمات, تتلوَّنُ رغبات و تتموجُ في مساحاتِ اللهفة, تتشكلُ في تعليقات..استوقفه وصفهم لعينيها , لإشارات الكرز, تفيضان به على زرقة, فتكبر معهما دوائر التوق في آهات..

قال لهم: كم نضجتْ عناوبن أنوثتها, و أنا بعيد على الشط الآخر..ثم أردفَ بشيء من الغرور: لن تصعب المهمة على أصابعي, كما لم تصعب على أمها في عهد السلالة..

قال صديقه المقرب" سعيد": هي لا تناسبك! بل ستمرغ سمعتكَ في الأرض..فابتعد عن هذه الساحرة, و اطلقْ مواعيدك لوردتكَ التي تحبك و تواصل في شؤون عبيرها..

أجابه: أريدها..أطردُ الغبارَ عن ماضيها, أعيدُ غرسها في تربة مناسبة, و أنا أحاولُ ملكاً لجوهرة في الخراب..

قال سعيد: إذن,إخلع ملابسك المرقطة ثم تقدم إلى الحريق!

ردَّ عليه: الحب أوله صقرٌ. و آخره هضبة للعشق, فكيف تفصل بين الهضاب في موعظة, تفرغ الإنتماء من محتواه..تقطع جذر الاصلاح؟

قالَ: كفى! لا أناقشك في الحب.. بل في الطريقة و الهدف؟

و انهمكَ يجمع لها باقات عذرية, و يكتب عن بساتين عينيها في مجلة الجدار..

تدنو.. و يبتعد.. تهمس , يتردد, تبوح, يتهارب, تكشف عن اللغة الأولى, يخفي لغته في رداء الحياء, و يتراجع عن دائرة الفوح و التفاح.

باغته هذا التحول في رغباته..باغتته كلماته..فعلامَ قالَ الذي قاله ثم وقعَ في الانكسار..

أخذتْ تتفادى اللقاء معه, تحت شجرة الخروب, و في شقوق الخفاء, تنتحلُ الأعذارَ وتتوارى في غلالات الغموض..

في مرة, كان في طريقه إلى مهمة..أبصرها تعانق شاباً, سيء الصيت, مشبوه العلاقات, استشاطَ في الأسى , وضعَ يده على مسدسه الصغير..ثم سحبها , بصقَ , ثم تابع الطريق.

كانت الوردة الأخرى في انتظاره و كان يعرف أنها له.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى