الخميس ٩ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم سليمان نزال

عسل على عوسج

كل يوم, أقدّمُ لها نجمةً هدية يوم جديد...تملأ حزائنها بالنجوم.. و ترسلني من حين إلى آخر لشراء خزائن..

بقيتُ على هذه الحال, أجمعُ لها الضياء في مستودعات وجوارير..إلى أن باغتني فضاء حبي لها برسالة من برق وعتاب تقول:

"أخذتَ لها أكثر مما طلبت.. أكثر مما ينبغي لعاشق.. أعطيتك بلا سؤال أو حساب..فوجدتني أسامر وقتي بلا نجوم! حرام عليك تتركني للظلام فريسة ومصيدة للوحوش"

كتبتُ لها: "آسف.. لن تصعب عليك المهمة في صناعة السناء والكواكب.. بنيزك واحد تردّين على عتمةِ الأحوال.. بشهاب منكِ تقهرين سواد المعادلات.. أما أنا فقد أفلست، تقريباً.. وصناديق حرقتي غارقة في حلكة الخيبات.."

ذهبتُ لحبيبتي وأنا أحملُ في يدي تفاحة صغيرة حمراء، وابتسامة أكبر.. زجرتني بعوسج على عسل، انتزعت من يدي تفاحة المعاذير ورمتني بها..

خلعت خاتمَ الشوقِ من يدها.. ومضتْ قائلة:

- إذا كنت تدفعني للحرمان والعوز، إلى هذه الدرجة.. ولا تستطيع أن تهديني مع مطلع كل شمس نجمة جديدة. أرى أن تفتش لكَ عن صبية أخرى.. فلعلها ترضى بتفاحتك هذه!

وأخذتُ أبحث.. إلى أن شعرت بالوهن.. وفي اليوم العاشر من شهر الخصام، دخلت القلب زهرةٌ بدتْ مختلفة.. مقتنعة بعطرها وضيائها.

دنتْ مني، قالت: أنا نادمة.. لا كنز َ بعد حبك..

كانت دموعها تتساقط على هيئة كواكب و التماعات حميمة.. و شرعتْ تدور في مجموعة اللوز، بلا تذمر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى