الأحد ٣١ آذار (مارس) ٢٠١٣

أضيئوا شمعه بدلا من أن تلعنوا الظلام

محمد زكي

يعيش المواطن المصري بين مطرقة الإخوان وسندان القوي الثورية فالجماعة منذ أن وصلت إلي سدة الحكم وهي تحاول التغلغل إلي كل مفاصل الدولة ولم تعطي أي اهتمام للإصلاح والتنمية وذهبت وعود الرئيس الانتخابية أدراج الرياح وأصبح مشروع النهضة وهما وانشغل المسئولون الجدد بالتناحر مع القوي السياسية حتى بلغ العداء مداه وانفجر بركان الغضب وخرج الشعب في عصيان مدني يمثل مرادف جديد علي الشارع المصري إذ ليس من المقبول أن تعادي السلطة القضاء والإعلام والأحزاب بدلا من أن تحتويهم وتعمل علي نزع فتيل الاشتباك إذا بها تلقي مزيدا من الوقود علي النار المشتعلة والأغرب نظرة المسئولين إلي المعارضة علي أنها مجرد قله لا تمثل أي قيمه بل ويتهمونها بتلقي أموال من الخارج لتحقيق أجندة تعمل علي عودة النظام السابق بكل رموزه وإفشال المشروع الإسلامي في مصر لذا كان التعامل مع المتظاهرين به الكثير من العنف والاستخفاف بمطالبهم المشروعة وقد ضاق الناس ذرعا بسوء الحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار وعدم وجود بوادر تبشر بان مصر علي طريق النهضة

أما القوي السياسية المعارضة فتعاني دائما من عدم تأثيرها علي الشارع وانقسامها علي نفسها في ظل اتهام السلطة لهم بالخيانة والعمل علي تدمير الوطن وليس أدل علي ضعف المعارضة من أنها لا تستطيع السيطرة علي المندسين داخل صفوفها لتشويه فعالياتهم من تظاهرات أو وقفات وأيضا عصيان مدني مما يعطي الفرصة للبعض أن يتهمهم أنهم السبب الرئيسي فيما تتجه إليه مصر من تخريب يطال مؤسسات السيادة في الدولة وقد أعطي القضاء دائما للمعارضة حقها وكثير من أجهزة الإعلام تحتضن رموزها لذا فلا توجد لديهم حجه في التضامن والعمل علي تصحيح المسار ووضع الحلول لان الشعب قد سئم طمع الإخوان وسلبية المعارضة

فالسلطة مطالبه بالوقوف علي رغبات غالبية الشعب من إيقاف لأخونه التي يراها الجميع إلا الجماعة وعزل النائب العام لان تعيينه خطأ دستوري لا يجب الانزلاق إليه وتعديل البنود المعترض عليها في الدستور وتغيير حكومة قنديل لأنها لم تفعل شيء ملموس بل فشلت في معالجة الأزمات وآخرها أزمة السولار التي أثبتت أن المسئولين ربما يعيشون في كوكب آخر ولا يدركون ما يعاني منه الشعب فالحكومة لديها عتمه في الرؤية وتحتاج إلي جراحه عاجله كفانا استهزاء بمصير أكثر من 90 مليون مواطن لمجرد العناد الذي لا طائل من وراءه وعليها أن ترمي الكره في ملعب المعارضة وتعطيها حقائب وزارية فإما أن تنجح وينجو الجميع أو تفشل فتنكشف أمام العالم إن الوطن أمانه في أعناقكم فحاولوا إضاءة شمعه بدلا من أن تلعنوا الظلام

محمد زكي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى