الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
مصافحة
بقلم بلقاسم بن عبد الله

النادي الأدبـي والحوار المثمر

..وإلى أي حد يمكن للعمل الأدبي الجميل أن يواجه الصعاب ويضمن الإستمرارية والتألق؟. تساؤل منطقي مثير للجدل واجهني هذه الأيام، بعد مصافحة جريدة الجمهورية الصادرة بوهران، وتصفح كتابات النادي الأدبي في عودته الجديدة المتجددة مع مطلع شهر أفريل الحالي، بعد غياب ربع قرن. وسرعان ما عدت إلى مجلدات النادي الأدبي في سنواته العشر (1978- 1988) لأتأمل الوجوه المنيرة المشرقة التي كانت تزين صفحاته طوال أسابيع وشهور عشر سنوات، حرصنا أثناءها على الجودة والإتقان والحوار المثمر. واستوقفتني كلمة إفتتاحية كتبتها بالعدد 412 بتاريخ 17 مارس 1986 ثم نشرتها بعد ذلك في كتابي: بصمات وتوقيعات الصادر عن وزارة الثقافة سنة 2007 وأعتز اليوم بإعادة نشرها كاملة هنا بنفس العنوان تعميما للفائدة.

بالحوار البناء المباشر، نستطيع أن نربط جسور المحبة مع الآخرين، ونستعيد ثقتنا في جهودنا ونكتشف جوانب النقص في تجاربنا.

وهكذا، كان وصار الحال من قبل من خلال الحوار غير المباشر مع القراء، لكن الأمر يختلف هذه المرة حيث تحول غير المباشر إلى مباشر، وجها لوجه، فعبر أزيد من ساعتين، وأمام قرابة مائتي طالبة وطالب، أقيمت مساء يوم الأربعاء المنصرم (12 مارس1986) ندوة تكريمية حول تجربة النادي الأدبي في مسيرة ثماني سنوات، بمعهد تكوين المعلمين بيغمراسن ـ وهران. بحضور عدد من الأساتذة ومسؤولي هذه المؤسسة التعليمية الثقافية التي تحتضن حاليا 860 متربصا من أساتذة الغد بالتعليم المتوسط.

كانت الندوة إلى جانب معرض مماثل فرصة مواتية للإحتكاك المباشر وسماع 36 تدخلا وسؤالا حول مسيرة النادي الأدبي وبعض قضايا واهتمامات الأدب الجزائري الحديث. لماذا كل هذه التفاصيل؟.. وماذا يعني هذا الحدث في حد ذاته؟.. أي نتائج يمكن استخلاصها:

ـ لا بد من نقل النشاط الثقافي إلى حيث يتواجد الجمهور، حتى نقضي على خرافة غياب الجمهور عن النشاط الثقافي.

ـ بالحوار المباشر تتم عملية تلاقح الآراء والأفكار، ويخرج كل واحد من الطرفين منتصرا، ومزودا بغنائم جديدة مفيدة.

ـ كل تجربة تحتاج بعد مرور فترة من الزمن إلى تقييم وتجديد وتطوير، مستفيدة من إقتراحات وإنتقادات الغير.

ـ إن ثقة الآخرين مسؤولية ثقيلة على عاتقنا، تدفعنا دوما إلى مضاعفة جهودنا نحو الأحسن والأجود والأروع.

ـ على ضوء كل ذلك، سنحرص كل الحرص خلال الأسابيع والشهور القادمة، على إعطاء دفع متقدم للنادي الأدبي من خلال الخطوات التالية:

ـ توجيه دعوات إلى عدد من كتابنا المبدعين للمساهمة الفعالة في تطوير هذا الملحق الأدبي الأسبوعي.

ـ الإتصال ببعض الأصدقاء المتواجدين بكبريات العواصم لتزويدنا من حين لآخر بالجديد المفيد هناك عن طريق مراسلاتهم الدورية المنتظمة.

ـ إعداد ملفات خاصة حول عدد من القضايا والموضوعات الحساسة بساهمة المختصين والمهتمين.

ـ تنظيم مسابقات أدبية تشجيعية كحافز ضروري لحث القراء الأوفياء على المطالعة والبحث والإستفادة.

ـ وهناك مفاجآت هامة أخرى سيتم الإعلان عنها في الظرف المناسب، بعد توفر الإمكانيات اللازمة.

من هنا نبدأ خطوتنا التاسعة في مسيرة النادي الأدبي كتجربة فريدة من نوعها في صحافتنا الوطنية من حيث الصمود والإستمرارية واستقطاب الأقلام والتطور الدائم.

كل ما نأمله أن نظل دوما عند ثقة القراء، وأن يجد كتابنا المبدعون في هذا النادي واحة ظليلة لانتعاش أقلامهم وأفكارهم، وبالتالي إعطاء دفع جديد لحركتنا الأدبية والثقافية بشكل عام. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وما مات مشروع وراءه ساع مجد، وإن غدا لناظره قريب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى