الخميس ١٦ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم ياسين عبد الكريم الرزوق

رسائل من الأزل على صفحة الأبد«3»

وقفت هاوية ُ الهلاك على شفير يوم ٍ من أيامنا الملتهبة فآثَرَتْ أنْ ترحم نفسها وترحمنا بنارها الشهيَّة وتزيح أيَّامنا بحجَّة التقصير بالسعار على ألفاظ اللَّهب.

الأملُ نورٌ نفتحُ طاقاته بين أكوام الصُّعوبات والآلام والتحدِّي نبراسٌ نضيء فتيله بشرارة الانتكاسات.

بدأَتْ زفرة ُ الموت ِ الأسود ِ تغريني وصارتْ أشباح الظَّلام ِ تتخايلُ أمامي وهرَبَتْ منِّي ملائكة الحياة الهادئة لِتَلْتَهبَ في مفاعيل السَّهر ِ والأرق المسنونين لِشَحذِ سكين ذكرياتي القاتلة.

لا تساوم العين على ذرف الضعف لِأنَّ العينَ الفائضة بنظرة ِ الرحمة لنْ تنكسر بجمود القلب الميِّت.

الشَّبق مقطوعة ٌ تعزفها النِّساء بألحان ٍ من عرق.

العيد أشجارٌ نقطف ثمارها من حدائق الفرح ِ ولمِّ الشَّمل والغبطة مشوارٌ متساقط في تلك الحدائق على أنغام صلة الرحم ووصل الوتر المقطوع ونبذ الحقد المشدود وإفراغ النفوس من شحنات العظمة المتكبِّرة والأَنَفَة المتجذِّرة.

ساوَمَ جرح ٌ دماءَه على وَقْفِ النَّزيف فقالت الدِّماء ضاحكة ً فَلْتَبْدَأ بالالتئام لِتَرى أنَّ النَّزيف كلماتٌ لا تجري على السطور إلَّا من جروح القلم.

بين ضلوع الزَّمن نعيش ما بعد الزَّمن في فجوة الزَّمن.

غارَتْ عينٌ على مَرْأى الشَّجر حينما رَأَتْ فأساً يغتصب غصون الحلم الجَّميل فأفاقتْ على نار النَّاموس ِ المُنْطفِئ تاركاً مداها لشرود الصَّمت ِ المَحمي بيباس النخوة في أرض التراب الخصيب!.

في أحضان العذاب شتلة ٌ تسقيها دموعٌ بصوت النشيج ولون النجيع كيْ تثمر ليمون الأمِّ الباقية.

الشموسُ مخلوقاتٌ في جسدها عرق العظماء وفي حرِّها جبروت القاهرين.

عندما تجري خلف الشَّمس فحاذرْ النُّعاس لأنَّ مَنْ ينظرُ الشَّمسَ عليه أن يكون يَقِظاً كي لا تنطفئَ أحلامه حرقاً على مفارق السَّماء الشَّاهقة!.

اركبوا قطار الحياة السَّريعة لكنْ لا تحاولوا الهروب من قَدَرِكمْ عندما يُرسمُ على جبينها.

النِّساء متعة ٌ صفراء سَتَسقط في فصل اللامبالاة!.

اقتطفْ من صدرها رمانَ النهود وأغدقْ على فمِكَ بِفَرْطِ حبَّاته الحلوة كي تعيش منتشياً بوجبة العمر المصبوبة في طبق الانبهار.

ضغطَتْ أنثى زرَّاً في قلب رجل مشعلة ً فيه ضوء الشَّبق الأخضر تُومضُ فيه نبضات ٍ حمراء فهل سينيران معا ً ضوءاً من استمرار أمْ سَيَنْطَفِئان شهوة ً على سرير ٍ عابر ؟.

إذا أردْتَ أنْ تغزوَ أرض العمالقة عليك َ أنْ تكسبَ إلى جانبك الأقزام.

أيقنوا دربَ السماء عندما تحبوضائعة ً في المجرَّة.

أبقوا على خطوةِ المعصية كي لا تحترقوا بنور الإيمان.

لنْ نكشفَ لون الأرض لأنَّها نتاج مجرَّة ٍ حرباء.

وتبقى سوريا سطراً حيَّر قلوب الأوطان وأدخل العشق إلى صفحات الشعوب لِتَرويه حبَّاًً متَّقداً على مَرِّ الأزمان.

من فجر المسيحية ونبينا عيسى عليه السلام إلى شمس الإسلام ورسولنا محمد سيد الأنام لم نعرف يوماً في سوريا إلا وحدة الأديان وتوحُّد القلوب بقيم المحبَّة والتآخي والسلام مضيئة ً نفوسنا بمعاني الدفء والأخوة والوئام.

العجيزة في المرأة سرُّ الافتتان والصدر لوحة ٌ يغشى من سحرها الرمان.

المرأة مخلوقٌ على هيئة تفاحة مقطوفة من شجرة تين ٍ عملاقة!.

اغرق في بحر التورية مهما ذقت ملوحة الغموض فالغموض مهما كان عميقاً وإنْ كثُرَ ملحه سَيقْذِفكَ يوماً إلى شطآن الخلاص الواضح!.

على العين أن تقاوم دخول المخارز كي لا تفْقأها على مذبح المشاهد!.

مَنْ يغرقُ في بحار النَّهد لن يصل شواطئ الرمال الزاهدة إلَّا بقارب أنثى تغوى الصيد من أعماق النهود.

تعلَّموا السير مغامرين في وعورة العظمة الخالدة كيْ لا تُدْفنوا منسيين في سهل الفناء!.

يخدعنا الشعور لِيأخذ أفكارنا نحوجداول الإخلاص فيسحبنا تيار الخيانة.

مَنْ تعرفُ أنَّ الله امرأة ٌ عارية تسير في عروق الرجل تخلعُ عنها رداء الخجل السميك وتتعرى في شفافيتها.

لا تؤثروا فناءَ فرحكم على بؤسكم الخالد.

سوريا اسمٌ يحلِّق عالياً في سماء الحروف كي يتربَّع على عرش الأوطان والكلمات.

الرجل حاكمٌ بأمر الله يسير بوقود العري النسائي لأنَّ الله امرأة ٌ خلعت وهم الحشمة وأدارت مقود الرجل الحاكم المحكوم.

كلُّ امرأة ٍ عليها أن تدخل ثدييها في أرتال الذكور كي تسرق من أعينهم توسلات الشهوة بقضمة الجسد العاري علَّها ترميهم في زاوية الفاقة الممهورة بأختام الكبت الشرقيِّ!.

المرأة التي لا تذرف حرارة النهود لن تشعَّ من فخذيها بريق الأنوثة.

إذا صرخْتَ فلا تحاول إثارة الصدى من حولك! وإذا حفرْتَ فتأكَّد من تراب حفرتك المجيدة وإذا تاهت بين جَنَبَاتِ قلبك أحاسيس الكون فتأكَّد أنَّ اليقين بين يدي الموت سليل النهاية وإذا ثُرْتَ فأكمل مشواركَ لكنْ لا تُعرِّج على كوَّات الهراء!.

أَعِنَّ أجسادكن على فتنة العيون لكنْ احذرْنَ عري الذكورة واعتقلْنَ مساحيقَ الجمال لكنْ حاذرْنَ أنْ تُفرجْنَ عن أنوثتكن الطاغية فما أنتن إلَّا محضٌ من ضلع الرغبة تتوارثكن براقع الأزواج.

الحبُّ شمسٌ تنزل بنا عرق الألفة فائضاً في قمصان حياتنا.

لا تسفكوا الضوء كي لا تُفْرحوا العتمة وإيَّاكم أن تبتروا النهار من جسد الشَّمس.

كلَّما اغبرَّ النهد الأبيض متلطخاً بعفرات الغرور الأسود ضاع بين أجنحة الرجال القاسية.

قرأْتُ عنها في مذكَّرات التبرُّج المشلول تَتَبَّعتُها بين سطور الخجل البارق طرقتُها من باب الأنوثة الشاحبة فنادَتْني من باب الجنس المقتحم وأغلقَتْ من حولنا نوافذ الرجوع فصرنا نتعابر من غابات الصدور!.

القلب الذي يبكي يقع على جلِّ المشاعر الصادقة لذلك لا بدَّ من إسقاط دولة القلوب الباكية في عالم القسوة السائر بشريعة الأبوَّة ذات العمق الغائر حتَّى السقوط المتكسِّر!.

مَن يرى ما يحصل يستنبط جنون الحياة ومن يدرك ما يُحاك يقبع في أحضان حكمتها.

من يبتاع صناديق الفراغ سيجد نفسه محبوساً داخل سخام روحه البائسة.

الأنوثة بطَّة ٌ عرجاء تثني قضاياها لِتلامس شفة الغرق وتبدأ الصراخ لا لِإنقاذها بل لِإغراق مَنْ حولها.

الأمم التي تنزل من أرحام البكاء الصابر ستعيش العمر تشرب من حليب الانتصار الباسم.

البزوغ هونعوة الليل المقروءة بثغر الفجر الباسم.

أحبَبْتُ فيك الصدقَ الملوَّنَ بضحكة العاشقين ومن قلبي نزل قطر الحبِّ بلسماً على شفاه حياتك الجوفاء ويوماً بعد يوم امتزجَتْ لحظاتُ عمري الحيَّة بأنفاسك تشهق هواء الحبِّ الأزرق من بحر السَّماء وها هي بعد ليلك المخادع عيوني الزرقاء تذرف دموع الخداع الحمراء علَّها تجري في قلبك الأسود كي تُنْبتَ فيه غصون الوفاء فيُزهر صدقاً أخضر ينموفي حياة الكاذبين لكن ليس لأمثالك سنين غضَّة لينة بالصدق بل ستمضي مع شهورك القاسية حتَّى تُكسر ملويَّة ً بمطرقة النسيان!.

الحزن يسحبنا إلى مطاف الذكريات ويفرض علينا ذرف الدموع لكن به سنعبر إلى خطوط الضحكة المنتصرة فوق أشلاء الدروب السوداء.

من يتكلَّف بالعمر لن تؤويه بساطة السنين بل سيبقى هائماً شارداً في عراء اليوم الزاهي بثوب الاحتياج!.

الأنوثة التي تطغى بجمالها تنبثق منها عوالم الذكورة الحقَّة ومنها تجري سيول الشهوة فائضة ً على معالم الحياة!.

مفصل الحياة يدير أبواب الرجولة وتغلقها أيدي المفارقة!.

عندما نضع عنق الليل بين سيافي النهار لا بدَّ لنا أن نعيش قسوة الفجر قبل أن نضرب أعناق متسولي النهار المختبئين في أركان الظلام!.

من يبكي لا يعرف فكَّ ألغاز الدموع وحدهم الضاحكون يخيطون أحاجي الحزن ويحبكون ألغاز الدموع.

عندما ينزلق المرء من أعماق المرأة السائرة بأشرعة عري الفخذين يضيع معنى النزول على مثلجة الاحتشام.

الانطلاق من كلمة الوجد يعني الوقوف على أطلال المناجاة والوصول إلى نشوة الطمأنينة يتطلب العبور من نافذة القدر المفتوح على احتمالات الموت والعجز والحياة لكنْ رغم كلِّ الأقفال وقشاعم الجوارح التي تحيطنا لا بدَّ من نسخ مفاتيح الإصرار حتَّى لا نقع في دائرة فقدان الأمل الواعز بالطلوع الخائف الخجول.

لا تبتسموا إلَّا عندما تجبرون على الحياة ودعوا الوجوم يقودكم نحوجادَّة الصواب السائر ضدَّها!.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى