الخميس ١٦ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

القناص

من أبطال مصر الذين سطر التاريخ بطولاتهم بالفخر والشرف البطل القناص الرقيب أول سمير عبد الرحمن طه أحد أبطال السرية الثانية مشاه بالفرقة 19 بالجيش الثالث،وهومواليد دمياط في 28 أبريل عام 1950 وحرص والده على تعليمه في مدارس شبرا حيث السكن والمستقر،وبعد حصوله على الشهادة الإعدادية التحق بمدرسة محمد فريد الثانوية بشبرا،وفي عام 1967 قامت إسرائيل بهجوم مفاجىء على مصر وأحتلت سيناء الحبيبة فحزن سمير وقرر ترك الدراسة والتطوع في القوات المسلحة لأجل تحرير سيناء وبالفعل في 14 من شهر نوفمبر عام 1968 تحقق مراده وواصل مع رفاقه الأبطال معارك الاستنزاف التي مهدت الطريق إلى معارك أكتوبر 1973 م وعندما حانت ساعة الصفر عبر البطل سمير عبد الرحمن طه مع رفاقه الابطال قناة السويس بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973م / 10 رمضان 1393هـ وسارع البطل باقتحام الساتر الترابى وتوغل إلى مسافة 3 كيلومترات فى عمق سيناء الحبيبة وتم الاتصال بالبطل يوسف عفيفى قائد الفرقة 19 والبطل السيد الشافعى أبو العلا قائد اللواء،وعلى الفور صدرت التعليمات للبطل سمير عبد الرحمن طه ورفاقه بالتوغل واكتساب أرض جديدة وتم تنفيذ المهمة ووصل البطل ورفاقه إلى مسافة 9 كيلومترات،وتمثل دور السرية التى تضم البطل فى كونها رأس الكوبرى للفرقة 19 ومن ثم تعد المفتاح للتقدم،ودارت معركة عنيفة بين الأبطال وبين القوات الإسرائيلية وقامت القوات المصرية بإمداد السرية بالدبابات والأسلحة واستمر القتال ونجح البطل سمير عبد الرحمن طه ورفاقه في تدمير النقطة 149 الإسرائيلية الحصينة حيث قام البطل محمد زرد بإقتحام النقطة ونسفها ثم استشهد،وفي 9 أكتوبر 1973 م / 13 رمضان 1393 هـ دارت معارك طاحنة داخل ممرات متلا وصمم البطل سمير ورفاقه على اقتحام وتدمير مركز القيادة الإسرائيلي وبالفعل تمكنوا من تدميره،جن جنون القائد الإسرائيلى شموئيل جونين ولذا كثفت القوات الإسرائيلية الضرب على أبطال السرية ومن شدة الضرب غطت الرمال الأبطال وقامت الطائرات الإسرائيلية بإلقاء المنشورات على موقع الأبطال بهدف إعلان إستسلامهم وكان المنشور باللغة العربية وتمت كتابته بخط اليد وموقع عليه قائد المنطقة الجنوبية ومما جاء فى هذا المنشور:(إن الذخيرة والوقود التى معك والماء أوشكت على الانتهاء وستصبح تحت رحمة الجوع والعطش فى الصحراء،إنك توشك على الهلاك،لقد حاربت بكل مالديك من قوة وأديت واجبك نحو وطنك والآن أصبح مصيرك فى يدك،قدم هذه البطاقة إلى أول جندى إسرائيلى تراه ونحن نضمن سلامتك وصيانة كرامتك كمحارب وسوف نعمل على إعادتك إلى أهلك ووطنك سالما) سخر البطل سمير عبد الرحمن طه ورفاقه من هذا المنشور الإسرائيلى وواصلوا الكفاح والصمود وقامت القوات الإسرائيلية بترديد النداء أكثر من مرة عبر مكبرات الصوت،ولكن هيهات فالمصرى خير الخلف لخير السلف،عاش البطل سمير ورفاقه تحت الحصار لمدة 114 يوماً وانقطعت الأخبار واعتبر البطل فى عداد الشهداء الأبرار وتقاضى والده المكافأة المخصصة للشهداء بعد فك الحصار والوصول إلى البطل الرقيب أول سمير عبد الرحمن طه ورفاقه عاد فى القطار وعندما وصل إلى محطة السكة الحديد برمسيس وجدها مغطاه بالزهور واستقبله شعب مصر بالفرح والسرور وعندما استقل التاكسي إلى منزله بشارع الترعة البولاقية بشبرا مصر رفض السائق تقاضى الأجرة بل حمل البطل على كتفه وصعد به إلى الطابق الخامس وعندما فتحت أم البطل باب الشقة ووجدت ابنها أمامها سقطت على الأرض فى حالة إغماء وهكذا كان حال والد البطل،حصل البطل القناص الرقيب أول سمير عبد الرحمن طه على ميدالية أبطال متلا وميدالية أبطال السادس من أكتوبر وميدالية جرحى الحرب وميدالية فى الإحتفال بمناسبة مرور 25 سنة على نصر أكتوبر كما تم تكريمه في ندوات ليالي الشاعر التي يقيمها الشاعر جمال علي الشاعر والمخرج المبدع صبري شاهين والشاعرة أسماء محمود والصحفية دعاء فاروق والشاعر محمد فتحي كما تم تكريمه ومنحه ميدالية رابطة شعراء العامية المصرية وتكريمه في الحفل الختامي لمهرجان ومسابقة بلقاس للمواهب وأيضا تكريمه في المهرجان الكبير لرابطة شعراء العامية والذي عقد بطماي الزهايرة مسقط رأس قيثارة الغناء أم كلثوم وحتى وقتنا هذا يحتفظ البطل بقطعة من طائرة إسرائيلية من طراز الفانتوم ودانة مدفع إسرائيلى 125 مم وشريط طلقات رشاش مضاد للطائرات وأفرول القائد العسكرى الإسرائيلى للمنطقة الجنوية فى سيناء وباريه لعسكرى إسرائيلى عليه نجمة داود وخريطة للمواقع الإسرائيلية فى سيناء ونسخة من التلمود حصل عليها من الحاخام الذى إستلم جثث القتلى بعد وقف إطلاق النار وقطعة من الشظايا الناتجة عن إنفجارات القنابل الإمريكية التى ألقتها الطائرات الأمريكية خلال المعارك وهذه الطائرات قد جاءت من أمريكا إلى إسرائيل على ظهر الأسطول السادس الأمريكى فى البحر الأبيض المتوسط لإنقاذ إسرائيل وكانت تلقى القنابل والصواريخ خلال المعارك ولا تنفجر فور وصولها إلى الأرض بل تنفجر بعد فترة وتفرش الأرض بالشظايا وهى عبارة عن بلى من الحديد المسموم وإذا لامس الجندى فإنه يستشهد على الفور،هذا وقد كتبت عن بطولات البطل سمير عبد الرحمن طه في كتابي (يوميات مقاتل) وأيضا كتابي (أبطال النصر) وحرصت على تواجده معي في البرامج واللقاءات الإذاعية والتليفزيونية ليكون القدوة الوطنية الشريفة والمثل الحي في زمن نعاني منه من حالات التغريب وغياب المثل العليا وتهميش الرموز وقبل أن نفترق أهديكم قصيدتي هذه التي ضمها ديواني إحكي وقول ياورق:

أحلف بحبّات العرقْ...
سايلة تغنّى ع الجبينْ
أحلف بإنك دنيتى...
واحلف بأيام الحنين
واحلف بإنك زرْعتى...
واحلف بفاس الفلاحين
واحلف برعشة دمعتى...
لمّا بازورك يا حُسين
أحلف بترتيل الآدان...
وصمود ولادك فى الميدان
إنك يا مصرى فى عبورك...
كنت أسطورة الزمان.

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى