الاثنين ٢٧ آذار (مارس) ٢٠٠٦
في لحظة ارتباك وحماس، نسيتُ النظارة
بقلم سليمان نزال

النظارة

هذه المرة، لم تقف انتظاراتها البنفسجية على باب ِالقصيدة، لم تحملْ موجات الألفة برتقالا..كان الموسمُ لصفحاتي وهي تحملها بين يديها في كتاب.

أشارتْ لي بالدخول ابتسامةٌ..تقدمتُ منها بمشاعر قلقة..ألقيتُ نظرة عجلى على القاعة الغاصة بالزهور.. نزلَ نداءٌ من علياء التوقِ حتى لامس َ أعماقي المستنفرة:كل هذه الفيضوات والأجنحة الملونة، ستسمع زفراتي في نَفَس، واحد.. والصمتُ يقرأ.

سألتُ الفراشة الأولى: متى نبدأ هذه القراءة من نظراتهن المستطلعة؟

قالت مبتسمةً: استرح هنا في هذه الغرفة الجانبية,و اشرب قهوتك و تنفس قليل، قبل الاستدعاء والتقديم والحروف والمداخلات الحريرية.

خلعتُ نظارتي الطبية، وضعتها على الطاولة, استعداداً للنفور.. فجأة، انطلقَ صوتها يدعوني.. فحملتُ أوراقي وتوجهتُ صوبَ حديقة العيون الجميلة.

في لحظة ارتباك وحماس، نسيتُ النظارة..يبدو أنني لم انتبه لسقوطتها على مقربة، من تخيلاتي!!.

كنتُ في مواجهة مباشرة مع الصبا.. وسلاحي كلمات.. وبصري يرتدُّ إلى الداخل.. أتصورُ التكوينات في عنبر.. أتصورها في قرنفل.. تلك التي حدثتها على الباب، أين اختفت انتظاراتها؟

انتهبنا من فرح البوح.. وانتهى اللقاء.. وأنا أتحسسُ الطريقَ بحثاً عن النظر..

لبستُ معطفي بصعوبة بالغة، وأخذتُ أغادر القاعة..

باغتتني الفراشةُ بقولها: هذه نظارتك التي فقدتها في أول السرد..

قلت: وما فائدتها الآن؟

قالت بحزن شفيف: تستطيع أن تراني.. فهل تقرأ لي ثانية عن وطنك؟

أجبتها موافقا.. وعدتُ متأخراً إلى الصحيفة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى