السبت ٢ آب (أغسطس) ٢٠١٤
بقلم فراس حج محمد

إلى امرأة لا تحسن القراءة!

امرأة تغتالني بسطر عفوي، تدعي حبّ غزة، ومناصرة أهل غزة، تستكثر عليّ أن أعيش طبيعيا في ظل الحرب، لا يرضيها أن أعبر بطريقتي عن تحسن حالتي النفسية نتيجة معركة المجد في غزة المجد، فلولا غزة لما احتفلت هذا اليوم بهذه الصورة، فقد كان يوم ميلادي يوما كئيبا إلا اليوم، كيف لي أن أتشاءم وأنا أرى سطور تاريخ جديد تكتب بحروف يضيئها دم البطولات الغزية!

إن هاتيك المرأة القابعة على حدود حزن مصطنع، في (مملكتها الزرقاء الافتراضية الخاوية)، ومعها مثلها كثيرون وكثيرات، لا تعلم، ولا تريد أن تعلم أن الرجال في غزة لا يموتون، إنهم يصنعون لنا حياة جديدة، ومن حقهم علينا ألا نحزن، بل علينا أن نفرح لانتصاراتهم الكبيرة غير المتوقعة، وأما من مات في الحرب من أطفال ونساء وشيوخ فهو قدرهم لا محالة (لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون)، وما هدمته الحرب والهمجية الصهيونية لهو شاهد حيّ على حضور عنفوان غزة! كل ذلك لم يكن غريبا عن نفسية الشهداء والشعراء ومعنوياتهم العالية، ألم يقل شاعرنا الشهيد عبد الرحيم محمود:

فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا

لعمر الحق إن موت الضحايا في غزة يغيظ أعداء غزة الكثيرين، ولا يريدون أن يروا المسرة في عيوننا، يريدون لنا أن نغرق في أوحال هزيمتهم وضعفهم، ونتخبط في دياجير عهرهم السياسي!

إنها الشهادة التي تسرنا وتسر أصدقاءنا، مقدمة للحياة التي نريدها، ألسنا نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا!
من قال إن الحرب بدون ثمن أو أن النصر سهل؟ فالحرب لا بد لها من ثمن، ولكنّ أفظع ما يمكن أن يناله منا العدو هو أن نحزن ونلطم، فالبشر يتوالدون، والشجر سينبت من جديد، والمباني ستعود أصلب، ولكن إن خسرنا أنفسنا وإحساسنا بقيمة فرحتنا الوجودية بالانتصار، سنكون قد أضعنا ما لا يمكن أن يعوض!

علينا أن نمارس حياتنا الطبيعية كما يجب! لم يكن حالنا أفضل قبل الحرب، إنها الآن أفضل مليون مرة، فالقتل لا يعني الهزيمة، القتل يعني الشهادة وقرابين لحياة نتشوق أن نعيشها!

وأما بالنسبة لضياء الصواريخ فهي أنارت دروب أمة كاملة وليس حفلة عيد ميلادي فقط، و(الترتة) المقترحة في حي العزة والفداء حي الشجاعية ستكون ممتزجة برائحة مسك الشهداء لهي أجمل ترتة، فشكرا لاقتراحك!
هل كنت تريدين نصرا دون تضحية ودم؟ فأنت وأمثالك تشيعون في النفوس خورا وحزنا، نحن وفلسطين لا نستحقه، ودماء الشهداء أكرم من أن نحزن عليها يا امرأة لا تحسن القراءة، فكيف لها أن تدرك معنى أن تقهر الأعداء بحب الحياة؟!

على الله تكون الرسالة قد وصلت... على الله!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى