برقية تهنئة لشارع يموت

و استفاقَ هذا الخجل على خنجر ٍ

يخترقُ جبينَ الآيات

من كلِّ الجهات..

فاستعدوا: قال النهرُ البكرُ

هنا مذبحة أخرى للجسر

هنا يُقتلُ الصقرُ

هنا يُنسف الصبحُ

و أشارَ إلى مهجته ِ البيلسان..

ردَّتْ عليه من على باب ِ النزف ِ

صفصافةٌ..

هتفتْ من دمها للفراشات:

هنا موقعة على أجنحة ِ التكوين

مبارزة ما بين النظرة و السكين

معاهدة بين البرتقال و النبضات

هنا تنتصرُ العيون..

هنا قبضةٌ تختصرُ العروبةَ

في ذكرى" جنين"

شهداء "نيسان"

نسور الرافدين..

و استفاقَ هذا الحبر على ليل طويل

شمعة في "غزة" يطفئها ليلٌ طويل

ذاكرة يدهسها الصمتُ

و الدبابات

تنهضُ ثانية

من موعد ٍ في الجليل..

تذهبُ..تمشطُ أسرارها

تحت ظلال ِ المستحيل...

تنفرُ..تعود إليها..

ترسلُ برقيةً من جرحها

لشارع مذهول!

يطلبُ منها ترتيب الفصول ِ داميةً

على خصرها الجميل..

يطلبُ منها أرجوان أكثر..

يطلب من "رفح" أن تحزن أكثر

لتوقع له على دفتر

كي تظهرَ صورةُ وقتنا

أحلى..أوضح..على المنبر

"فيشجب العسكر

من أجلنا جريمة العسكر"

و يخرج النبأُ من حفرة ٍ رملية ٍ

إلى تلفاز الأموات...

لن يستفيقوا!

لن ينهضوا!

لا تحاول..مع رمحي

قد جُهِّزتْ زنزانةُ الرؤيا

منعوا عني قمحي

ما تريد أن ترى

يا نظامهم!

في عمق جرحي

بئر نفط..

هجمة خامسة

غزوة سابعة..

أرتال خيانات ؟

مشاريع لذبحي!

ماذا تريد أن ترى في صدري

مدرسة لتعليب الحب؟

أم مزرعة ثيران؟

أم صندوق انتخابات

يشرف عليه قرصان؟

ماذا تريد أن تبصرَ في كفي

إيقاعات هابطة..

قاعدة أجنبية؟

قوالب تدجين

لسحب فائض الإنتاج في همّي!

فتوزعه-بالقسطاط- على خيبات

و أه...

هل نستعيد النبع

من ترنيمة ِ العجز

هل نبيع الحلم

من أجل ربطة ِ خبز ؟

و أه

يا نابلس

يا خانيونس

يا رام الله

يا قلقيلية

يا طولكرم

يا بصرة

يا الموصل

يا دمشق

أه يا بغداد

يا غزة..

يا قدسنا..

يا عراقنا

يا بواسل العز

فلا تتكاثروا في صيحاتنا شطايا

لا تخرجوا من أجسادنا السبايا

إنني أرفعُ تهنئةً

من عوسج نبرتي

إلى أشجع شارع!

فتمسكوا بها

قطعة أثرية

من الروائع..

و التصقوا بالمذياع

و ترنموا بالشرائع

لكم أن تتحلقوا حول جثتي

و تلتقطوا مشاهد

للعين و المدامع

لكن لن تبلغوا

ذروة السفوج

في حلمي الواسع.