الأربعاء ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم حازم الشلختي

سلامتها أم حسن

بالتأكيد لم يكن يدرك المطرب المصري أحمد عدوية عندما غنى رائعته المعروفة "سلامتها ام حسن" في سبيعينات القرن الماضي بأن أغنيته ستكسر السوق، وستصبح على لسان كل عربي وسنبقى حتى يومنا هذا "نلهج" بمفرداتها بعد أن أصبحت من التراث الغنائي الخالد للأمة العربية!

في مثل هذه الأيام ، وعندما تمرض زوجة احدهم ويريد أن "يدلعها" و "يشخلعها" فأول ما يخطر على باله "سلامتها أم حسن" بكل مفرداتها وكلماتها الرومانسية التي تخترق الحواجز وتدخل إلى القلب مباشرة بدون استئذان . وبمجرد سماع الأغنية سرعان ما "تنشكح" الزوجة المريضة وتنفرج أساريرها وتبدأ تتمايل على أنغام أحمد عدوية بالصوت الجهوري للزوج المكلوم الذي يشبه صوت "جاروشة" جارتنا ام خليل ولكن "القلب وما يعشق" و"النفس وما تهوي" و "ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب" و"اللي بيعد العصي مش مثل اللي بياكلهم" خصوصا وانه "جاب الثقيلة" واظهر مكنونات قلبه ودعواته الصادقة بسلامة "أم حسن" من الوعكة الصحية التي ألمّت بها بشكل رومانسي يندر وجوده في عصر "الفيديو كليب" والقنوات الفضائية الغنائية!

أما أغنية "سلامتها أم حسن" فلها عندي قصة أخرى ، واستعمال مبتكر ، نظراً لأن زوجتي تفضل جميع أنواع المضادات الحيوية وعلب الأسبرين والبنادول على أن تشنف آذانها بصوتي "العذب"! – ألم أقل بأنها من الأغاني الخالدة في تاريخ الأغنية العربية – فقد أصبحت "رائعة" احمد عدوة "لازمة" على لساني عندما أصل لنقطة معينة من النقاش وحتى أريح نفسي من التعليق الساخر على قضية ما ، وحتى لا اكرر كلامي ، والكلام لك واسمعي يا جارة ، أفضل أن أنطق الجوهرة المكنونة والعبارة المجنونة فأقول "سلامتها أم حسن".

ولكنني لم اكتف بذلك ، فأنا من جيل التجديد والإبداع ، قمت بإعادة "توزيع" هذه الأغنية واستعرت أسماء جميع نساء حارتنا القديمة ، فلم تعد أم حسن تكفيني بعد أن تقدم بها العمر ووصلت إلى خريف العمر ومرحلة الشيخوخة المتأخرة ، وإنما انتقلت إلى أم وليد ، وأم باسم ، وأم مصطفى ، وأم زهير ،.والقائمة تطول! ولم اترك امرأة من شر لساني الطويل ، حتى أم عبده التي كانت تزور حارتنا في المواسم الزيت والزيتون والجبنة قمت باستعارة اسمها في بعض تعليقاتي الساخرة.

هذا ما يحدث لأم حسن وجاراتها على صفحات المجلات والجرائد ومنتديات الإنترنيت من العبد لله ، ورغم ذلك ، إلا أنني أحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، على أنني لم "ألازم" رائعة عدوية الأخرى "السح الدح امبوه" لواجهت مصيري المظلم وجنيت سوء ما اقترفته يداي الغادرتين في التجرؤ على هوامير السح وحيتان الدح وتجار الإمبوه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى