الجمعة ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب

أنا والقدر

أنا والقدر
 
أسئلة وإجابات ربَّما تُفيد من يقرأها
فما أصبت فيها فمن الله وما أخطأتَ فمن الشيطان
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
كثيراً ما يطلب الإنسان إجاباتٍ كثيرة تتعلق بنهر حياته
من أين يبدأ وكيف يسير وإلى أين ينتهي ؟
 
وكوني فرداً من المجموعة البشريّة التي تبحثُ دائماً عن إجابات للعديد من الأسئلة
انتابني حُلمٌ أرسمُ فيه الرموز القدريَّة لتكتمل أحيانا
أو أنّي أشعر أنّها تنمو وتكتمل في صورة إنسان ، واثقُ الخُطى ، ينتهكُ حقوق عُزلتي
له لسانٌ ينطق بإجاباتٍ أفهمها أحياناً وأعجز عن فهمها كثيراً
 
وفي شُرفة منزلي جلستُ مع القدر نتجاذب أطراف الحديث أسألُ فيجيب
لم تنتهي أسئلتي ، ولم يتلعثم القدر ولو بُرهة في الإجابة .
 
سألت القدر
1ـ أشعرُ بالملل وخيبةُ الأمل ؟
قال
لا تُسرف في الأحلام ، فهي كالخمر تقتل العقل وتُضلل البصر
قُلتُ
2 ـ وكيف يكون الحُلم ؟
قال
تتمنى المستحيل وتجتهد في تحقيقه .
قلت
3 ـ وإن فشلت ؟
قال
لا يفشلُ مُجتهد ، فالعجلة في الأمر تلغي البصيرة . والصبر مفتاح النجاح .
قلت
4 ـ وكيف يكون الصبر ؟
قال
أن تجتهد في الزرع ولا تنتظر الثمرة .
قلت
5 ـ وإن أثمرت الأرض بما لا تشتهي النفس ؟
قال
بعضٌ من الدواء ينفع الإنسان ولا تشتهيه النفس .
قلت
6 ـ وبعضٌ من الدواء يضرُّ الجسد !
قال
دواءٌ وصفه طبيبٌ جاهل ، وطبيبُ النفس البشرية عالمٌ لا يُخطئ.
قلت
7 ـ ومن أين يأتي الخطأ ؟
قال
الطبيبُ وصف العلاج واستخدامه . والمريض مُتغافلٌ عن العلاج أو أنه أخطأ في استخدامه .
 
قلت
8 ـ اشتاق إلى أمي ؟
قال
النفسُ تشتاق إلى بارئها ، والبعض يبحثُ عن الكل، والجسدُ يئنُّ دائما إلى الروح .
قلت
9 ـ كلما اقتربتُ من الدنيا تبتعد عنّي ؟
قال
لا تنشغل بها ، فالدنيا امرأة فائقة الجمال ، شديدة الغرور ، حادة الطباع
تهوى من يهجرها وتهجر من يهواها .
قلت
10 ـ أحيانا أشعر بالغيرة ؟
قال
النفس البشريّة بالونةٌ تحتاج دائماً إلى الهواء كىْ تعلو في السماء ، لا تقنع بما هي فيه
فاحذر منها واغلق فوهتها جيدا ولا تُعطها إلا قدر حاجتها .
 
قلت
11 ـ أفعل أشياء أشعر انّي قد فعلتها من قبل ؟
قال
بعضٌ من أحداث المستقبل يراها الأطفال على هيئة رؤيا في المنام تغفل عنها الذاكرة
وتنتبه إليها حين تحدث .
قلت
12 ـ أهكذا هي ؟
قال
وتسجّل ذاكرة الأطفال ما ترى أعينهم من أحداث ولا يدركونها
وحين ينمو ادراكهم ويقابلوا أحداثاً مشابهة ، يعود شريط الذاكرة إلى الوراء
فلو تشابه السلوك في مرحلة الرضاعة ، يُترجمها العقل على أنها أحداثه الخاصة
ولو تشابه في مرحلة الطفولة يفهم ماهية السلوك والغرض منه .
قلت
13ـ أهكذا هي ؟
قال
وهناك أحداث يقشعرُّ لها البدن وتألفها المشاعر ، يترجمها العقل إلى عواطف يهيم بها القلب حتى يصير لها صدى يتردد في الآذان وظِلاً يُغازل الأعين .
 
قلتُ
14 ـ تنتابني أفكارٌ كثيرة في فراش النوم ؟
قال
حين يخملُ الجسد ، وتستكين الأعضاء ، يُصبح العقل وحيدا يبحثُ عن الجماعة
فيرسمها على هيئة أفكار يتنقّل معها فيما كان وما سيكون .
......
 
وانتهي المقال
ولم ينتهي حواري مع القدر
نُكمل الحوار في المقالات القادمة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى