الاثنين ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
الفيلم البلجيكي: مسألة ذوق:
بقلم مهند النابلسي

الاعجاب المتبادل والطعام اللذيذ والعنف والكراهية!

يبتسمالحظ دوما للثري الصناعي الناجح فريدريك دولامون (الممثل برنار جيرودو)، وهو المتأنق الطموح الانتهازي الجامح، ولكن بسبب خشيته من ان يدس له شخص ما السم الزعاف في طعامه، يقدم على توظيف نيكولا ريفيير (جان-بيار لوي) النادل الوسيم الساعي "لوظيفة مريحة"، ليتذوق أولا ما يريد تناوله ويتأكد من سلامته...لكن العلاقة المهنية بين الرجلين تتحول الى علاقة غريبة، ويحدث بينهما اعجاب متبادل، يضعهما معا امام أخطارغامضة وغير متوقعة: يبرع المخرج البلجيكي برنار راب بنقل عمله اللافت هذا تدريجيا من الهدؤ للعنف، وكذلك من العاطفة والود للكراهية، وينغمس بمهارة بتحليل سلوكيات الانسان العصري المتمثلة برغبته بالطعام اللذيذ، وحب الاندماج بالمجتمعالمخملي، والسعي لممارسة الممنوع والمرغوب، لكنه يفشل بالتأكيد فيما يتعلق برسم الشخصيات، فنرى تشتت البطلين وضياعهما ، دون أن يتمكن من دمج وتماسك الأحداث في اطار "هارموني" جاذب، وربما انجذب تلقائيا لنمط نجاحه بفيلمه الأول اللافت "موضوع جانبا" الذي يستند لرواية ادبية، حيث انغمس بموضوع "لجريمة" وأجرى مقاربة فنية لمواضيع مشتركة جاذبة!

كان بامكان المخرج البارع أن يحول هذا الفيلم لتحفة سينمائية لو انغمس اكثر برسم الشخصيات، وتعمق دراميا بسمات الوحدة والخداع والهوس والوسواس القهري (الرهاب)، ولكنه انجرف متسرعا لانجاز دراما بوليسية مقلدا النمط الدارج للأفلام الأمريكية!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى