الأحد ٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم محمد محمد علي جنيدي

الدين واللعبة السياسية

نجد تعبير يلعب سياسة، واللعبة السياسية، أما الدين فيستحيل أن تنسب إليه شيء كهذا لقدسيته ومصداقيته، فقواعد اللعبة السياسية كما يمارسها السياسيون تجمل الكذب ليصبح حقيقة، وتجهز على الحقيقة لتراها الناس كذبا، وترسخ للمراوغة، وتأسس للخداع، وتجيز أي وسيلة يمكن أن يتحقق معها الهدف.

ولذلك يصطدم رجل الدين الحقيقي بواقع سياسي مزري عندما يدير نشاطا سياسيا وكلما كان أكثر تورعا كان الأكثر اصطداما.

أعتقد أن الرئيس السادات رحمه الله أراد هذا التناول عندما قال لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة.
المهم - لا ينبغي أن نفهم أن حقيقة الدين تفتقر إلى العمل السياسي، ومن يقرأ التاريخ الإسلامي منصفا سيجد أن رسول الله (ص ) ومن اقتدي به من بعده مارسوا جميعا العمل السياسي محليا وإقليميا ودوليا إلى درجة لم يضاهيهم فيها أحد، ولكنها سياسة أخرى غير التي نفهمها ونتعامل بها الآن، فهي سياسة لا تجمل كذبا، ولا تصادر صدقا، سياسة لا تبيح قتلا، ولا تجيز خيانة، هي سياسة في النهاية لا تصطدم بحال بمبادئ الدين وقيمه وجوهره.

والسؤال المطروح لماذا يفشل أو يتم إفشال رجل الدين وإن كان مخلصا وصادقا ومؤهلا للعمل بهذا الحقل في عصرنا هذا، وللإجابة على هذا السؤال أرى السبب الرئيسي في وضع المثلث على رأسه، ولو أنه وضع على قاعدته لاستقر توازنه.
باختصار فإن رسولنا الكريم ( ص ) أسس للأمة قبل أن يستقر لها نظاما سياسيا مجتمعا متحد اللحمة مدهشا في اصطفافه ممارسا لشرائع دينه وقيمه ومبادئه، وبالتالي عندما انبثق من هذا المجتمع نظاما سياسيا ساد وتسيد وسار بالأمة لأكثر من ألف عام.

الكلام يطول، ولكنني أرى أن الحل في أن يعود الإسلام كما بدأ، ولعله بدأ بالفعل يعود ( غريبا )، والشواهد لا حصر لها وتكفي الإشارة - هنا - بانزعاج ورعب وقلق كبار الدول العلمانية منه هذه الأيام وتجييش جيوشها وحلفائها لمحاربته إعلاميا وسياسيا وإقتصاديا وعسكريا على نحو غير مسبوق، ولكن الإسلام بإذن من أنزله سيعود، لأن الله تعالى أراد له أن يعود كما بدأ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى