الخميس ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٥

فن الدوغما أو السهل الممتنع

سميرة سلمان عبد الرسول

اصطلاحيا فأن الكلمة "دوغما " اليونانية الاصل "δόγμα" تعني رأي واحد او معتقد واحد .. وكذا هو الدوغماتي او الدوجماتي المشتق من هذه المفردة يشير الى شخص معتد برأيه معتز بتفرد كينونة معتقداته فهي بالنسبة اليه حقيقة مطلقة غير قابلة للشك او النقاش لمضمونها ..

لقد استفحلت هذه الفكرة او المنهجية في العديد من الجوانب الحياتية فيما يخص الدوغما والتمثيل فقد اسس المخرج الدنماركي" لارس فون ترير" مع زميله" توماس فنتربرغ" في الدنمارك حركة سينمائية مستحدثة سمياها "بالدوجما " كان من اهم منهجياتها هو التحرر من كل الشروط الانتاجية التي تفرض على المقاربين لمجال السينما بأن يصبغوا الافلام بنكهة الواقعية بدون مؤثرات او خدع سينمائية لدرجة تصل احيانا للأرتجال فكان الهدف هو صنع افلام راقية فنيا بأقل التكاليف الممكنه ...
من اكثر الافلام الناجحة التي اضحت بصمتها مميزة في هذا المجال Breaking the Waves", "The Idiots" لفون رير..

ولم يقتصر تأثير الدوغما على الافلام بل امتد لينطبق تعريفه على الاغاني الوطنيه والحملات الاعلانية الكبيره والعديد من الاعمال الأبداعية التي تحمل رساله مباشره الى المستمع والمشاهد لها ... وأصبح الفنان هو صاحب الرؤية الجمالية غير التقليدية والشاذة احيانا. فحسب تعريف وولتر بنجامين الكيتش (مؤسس مدرسه الكيتش – التي تتبنى المنهاج الدوغماتي ) الفن هو عل نفعي يفتقر الى وجود المساحة بين العمل واللمتفرج فهو يوفر اشباع عاطفي فوري دون جهد تفكيري ودون المساحه اللازمه ودون تشذيب "

لذا كان المربع الاسود الذي ابتدعه " ماليفيتش " ثورة على معايير الفن التي وضعها النقاد والحزب الحاكم.

سميرة سلمان عبد الرسول

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى