الأربعاء ٢٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم عـادل عطية

احملوا شعلة المشاعر الألمانية!

فى قلب العاصمة الألمانية، وفى نقطة محاطة بالتاريخ..
أقيم: "النصب التذكارى ليهود اوروبا المقتولين – الهولوكست"..
ليعبّر عن الفصل المظلم فى التاريخ الألمانى!
تمثال يمكنك السير ضمنه..
يأخذك بخيال الألم،
وإبداع التوبة.
إلى حقل كبير مزروع بشواخص خرسانية مربعة رمادية، ومائلة قليلآ..
لا يستطيع المرء الترجل بينها إلا منفرداً،
ومنصرفاً الى نفسه.
لا يحس الا بوقع خطواته على الكتل الحجرية المصقولة المنفرة الفظة، التى توحى بالتهديد!
انها واحة للتذكر والعبرة، تثير الذهول..
تجريد للفظاظة لا يمكن وصفه بالكلمات ابداً..
أقيم بيد أمة تبدأ من جديد..
على انقاض الطريق الضالة التى سلكتها الدكتاتورية الهتلرية،
لتشعل بها الاضواء فى ذكرى الابادة،
وتعيد الى أولئك الملايين من الموتى أسماءهم!
عمل مبهر..
يصفه المؤرخ الالمانى المعروف: "نوربرت فراى"..
فى صحيفة: "دى تسايت"،
كاتباً:
"أن تقوم أمة بالإعتراف بجريمتها التاريخية،
فى وسط عاصمتها،
حدث لا سابقة له فى التاريخ"..
،...،...،...
فهل تشعر الدول التى لها تاريخ مظلم فى الإبادة البشرية،
بالغيرة الإنسانية المقدسة،
وتنهض من الوحل الذى يحيط بها من كل جانب،
وتتجه بضميرها الذى غاب طويلاً..
صوب برلين..
وتستلم شعلة المشاعر الألمانية؟!..
فتثبت لبقية العالم المتألم،
انها تعلمت الدرس.
وانها استخلصت العبر من حماقات، واخطاء، وجرائم الاسلاف...
الذين استندوا إلى آلة الدمار، والابادة، فى هلاك ملايين البشر من جيرانهم، وبنى جلدتهم؟!..
لقد ركع يوماً، المستشار الالمانى السابق: "فيلى برانت"،
امام النصب التذكارى فى الجيتو اليهودى فى وارسو..
فى خطوة على طريق المصالحة مع بولونيا!
فهل يركع الضمير الامريكى،
و الضميرالتركى،
والضميرالرواندى،
والضميرالسودانى،
وكل ضمير ملطخ بالذنب والعار...
امام الويلات الأبدية التى يعانيها:
الهنود الحمر.
والارمن .
والتوتسى.
واقليم دارفور.
وكل الضحايا الأبرياء الذين لم يذكرهم أحد بعد..
ويطلب الصفح، والمصالحة.
تائباً عن صنع ضحايا المستقبل؟!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى