الأربعاء ٢٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
بقلم عـادل عطية

القتل برسم الخيال!!

فنّنوا القتال: اسماً وفعلاً!
فالدراسات الحربية، أطلقوا عليها: "فنون القتال"!
وأصبحت الحملات العسكرية ـ هجومية، أو: دفاعية ـ..
تحمل اسماء رومانسية حالمة، من قبيل:
"عاصفة الحزم".
"عاصفة الصحراء".
"عناقيد الغضب".
"غضب الفرسان".
"الوهم المتبدد".
"الوعد الصادق".
"أمطار الصيف".
"الشتاء الساخن".
،...،...،...
ففي كل تسمية من تلكم التسميات الفخمة الأنيقة،
لوحة فنية من حروف وكلمات.
ولكنها ـ ويا للأسى ـ لوحات تُعبّر عن إبداع قلب متوحش مفترس،
يمتلك موهبة الفن القاتل!
وإن كان مبدعي هذه التسميات ذات الومضات الخاطفة الجاذبة،
يعترفون في سرهم: أنهم لا يستطيعون تجميل الموت بريشة من أنياب وأظافر!
فهناك تسمية أخرى،
هي أكثر شهرة، وأكثر حميمية، وأكثر خطورة في آن..
فكلمة: "شهيد"..
كلمة تملأ الفم.
وتعبير إيماني، يحمل الكثير من الرؤى، والوعود.
ولكن أصحاب القمصان السود،
وقاطني الكهوف،
الذين أدمنوا الابادة،
وبرعوا في مهنة الفناء،
المجاهدون كالأوبئة في استشراء الفن الفاشي الداعي إلى نشر الموت الزؤام،
تمكنوا باسم الاستشهاد المقدس،
من الأدمغة التي ليس لها من الفهم، والوقت..
لتتهجى نبضات الرؤوس المحرضة على امتلاك إرادة الموت سوى أنه وجه الطريق إلى الفردوس!
لذلك.. فطالبي الشهادة،
لهم عقل واحد كأفعى تأكل ذيلها!
يفجّرون أنفسهم بإخلاص ديني يحسدون عليه..
وكأنهم جيش بأكمله.
معتقدين انهم يصنعون الصواب.
وهذا يجعلهم يتخلون عن تجميل ما يصنعون!
ولكن ذلك اللقب الذي سحرهم ألقه، وأسكرهم نوره؛
حتى سعوا ورائه بكل قلبهم،
وسبحوا في فضاءاته،
سلب وعيهم..
واستغرقهم في الانجذاب إلى استئصال الحياة، ومحوها على صورة تتحدى الكلمات والوصف.
وإذ يصغون إلى أنين اشلاء الابرياء التي تتناثر حولهم،
وهي تصاحب عرس سرابهم..
يكتشفون: أنهم ليسوا سوى كائنات فقدت صفتها الإنسانية،
وضحايا اثارة راية الانتحار الحمراء!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى