الخميس ١٤ أيار (مايو) ٢٠١٥

الإعلام العربى فى ذكرى النكبة

بشير العدل

أيام قليلة تفصل بين ذكرى حدثين من أشد الأحداث وأكثرها ألما ومرارة على الأمة العربية جمعاء ، حدثان تركا جرحا عميقا فى تاريخ العرب، الأول هو ذكرى النكبة التى حلت بأرض فلسطين وبشعبها الأبى المقاوم والتى توافق 15 من مايو، والثانى هو ذكرى نكسة عام 1967 والذى يوافق 5 يونيو من كل عام.

ومع مرارة ماخلفه الحدثان إلا أن جيش مصر الباسل استطاع أن يمحو ذكرى هزيمة 67 ويحولها الى تاريخ نصر فى 6 اكتوبر من عام 1973 والذى يسجل للجيش المصرى بل والعربى بطولات لن يمحوها التاريخ، وانتصارات صنعتها الإرادة الشعبية المصرية والعربية، لتبقى ذكرى النكبة هى الكابوس الجاثم على صدور العرب والجرح الذى لم يندمل بعد.
ففى خلال أيام تحل الذكرى 67 للنكبة، بآلامها ومرارتها، لتأتى حاملة معها التاريخ سيئ السمعة للاستعمار وأعوانه فى المنطقة، والذى أراد أن يقسم الأرض العربية الفلسطينية ويهجر أصحابها، لصالح الكيان الصهيونى ليظل حلمهم فى العودة قائما حتى قيام الساعة.

ورغم خطورة الأحداث التى تمر بها الأمة الجريحة وقف الإعلام العربى موقف المتفرج، وانصرف عن القضايا العربية لينشغل بأحداث جديدة افتعلها المستعمر الجديد من أجل تفتيت المنطقة العربية لصالح الكيان الصهيونى، وكأن المستعمر الأكبر أراد أن يعيد تقسيم المنطقة من جديد، بعد أن فرض همينته وقسم أرض فلسطين قبل أكثر من ستة عقود من الزمان، وقام بتهجير أهلها، جاء ليقسم المنطقة من جديد لصالح الكيان وأعوانه.

انشغل الإعلام، وقد يكون عن قصد أو غير قصد، بالمخطط الجديد للمستعمر والذى ظهر فيما يسمى "بالربيع العربى" فى البلاد والدول التى أراد المستعمر تقسيمها، وقد نجح فى دول واستعصت عليه أخرى، ليسير الإعلام العربى فى فلك ذلك المخطط وينشغل عن قضية العرب الأولى وهى قضية فلسطين ، لتكون ممارسات الإعلام اضافة ولا نريد أن نقول مساعدا على تمكين الكيان الصهيونى من المد الاحتلالى فى الأراضى الفلسطينية.

تحل ذكرى النكبة والكيان الصهيونى مازال يمارس وحشيته بحق الشعب الفلسطينى البطل ، والإعلام العربى تغاضى عما يحدث هناك، وهو مايعنى أن كثيرا من وسائل الإعلام التى تدعى الدفاع عن الحرية والاستقلال وتحقيق إرادة الشعوب يعمل ضمن منظومة المحتل الاسرائيلى والمستعمر الأكبر الذى يتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية.

يجب على الإعلام العربى أن يجعل من ذكرى الهزائم مناسبات للتذكير بجرائم المحتل بحق الشعب الفلسطينى الأعزل، كان ينبغى على الإعلام ألا يستسلم لضغوط قوى الشر فى المنطقة، وألا يعمل لصالحها بشكل غير مباشر بتسليط الضوء على قضايا فرعية ، كان ينبغى على الإعلام العربى أن يظل مدافعا عن قضية العرب الأولى وهى الصراع الفلسطينى – الاسرائيلى وأن يذكر العالم ببشاعة ممارسات الاحتلال فى الأراضى العربية ويسلط الضوء على جرائمه ويستمر فى فضح ممارساته.

غير أن ماحدث وما يحدث من الإعلام العربى خلال السنوات الثلاث الماضية يؤكد أنه تم اختطافه أو تم ترويضه لصالح أهداف خارجية لاتجلب النفع للمنطقة، وهو مايجب أن تتنبه إليه الأنظمة العربية التى مازالت تؤمن بالقضية الفلسطينية وضرورة بل وقدسية الدفاع عنها حتى يسترد الفلسطينيون حقهم ويعود المهجرون إلى وطنهم، ليبقى الدفاع عن القضية الفلسطينية واجبا مقدسا على كل الشعوب والأنظمة العربية.

كاتب المقال : مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة

بشير العدل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى