الخميس ١٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم محمد علّوش

طفل البحر

يموت
حنظلة
يموت الموت
توأد أحلام الصغار
تدمى القلوب بالفجيعة
تهطل حجارة الفقيه
نتشظى غرقاً وقهرا .
في بلادي للفتوى سم العنكبوت
في بلادي للمذاهب شكل الأفاعي
في بلادي حتى الأحلام موشومة بالدّم
حتى الندى يأخذ لون الذبح
ووسائد النهار أوتاد خيمة
في بلادي لا بلاد .
يا الله
يا سر الرحمة والنهر
يا سر الخلق وسر الأمر
يموت الأطفال عراة
وجبة صباحية لساحل مقامر
يا الله ، ألا يكفي قميص السماء ليتدثر طفل البحر ؟
كان المتوسط مرعًى لغزلان فينيقيا
فكيف يغتالك بالعطش
كانت الحرب سواراً في ساق عناة
فكيف تحطم جمجمتك بالغرق ؟
يموت الأطفال كاللقاءات المؤجلة
هل يوقف غرقك يا حنظلة مجزرة الأعراب
يموت الأطفال بطوفان الدّم
فهل سيعطينا النفط سفينة نوح ؟
يا طفل البحر وأيقونة مجده
يا نجمة سوريانا
يا حنظلة الجرح النازف
والشجر الواقف في وجه الموت
يا قنبلة الصمت
فيك وفينا قد مات الموت !!
يا طفل الميلاد ، أبكاك البحر
يا طفل المعراج ، احتضنتك السماء
يا رفيق الملائكة ، هل كان النّص عليك سلاما ؟
مفتونٌ أنت بزهرة حزنك
بحصالة الياسمين في زيك المدرسي
بيديك البيضاء ، وقلبك البيلسان
لك ما تشاء
ولنا نّصنا الأسود .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى