ابن خَلدون وكتاب جديد

كتب الدكتور أحمد سلامة عن معرض التراث الذي أقيم مؤخرًا في إسبانيا وذكر فيه كتابًا جديدًا على معرفتنا وفي مكتباتنا، هو «ابن خلدون: البحر المتوسط في القرن الرابع عشر قيام وسقوط إمبراطوريات»، ومن نافلة القول إن هذا العنوان هو من وضع الباحثة الإسبانية نئومي غارسيا ميلان-، فالكتاب يشتمل على خمسين مقالة، حيث وجد البحثن فيها أن ابن خلدون كان يقرأ المستقبل، يتكهن أو يتوقع سقوط الخلافة العثمانية، وكذلك سقوط الإمبراطورية البيزنطية.
..
استشرف ابن خَلدون (1332- 1406) مفاهيم العولمة التي اشتهرت في العقود الأخيرة، فرأى أن الحضارة الإنسانية هي إرث للجميع، ولا بد إلا أن تعم الكون كله، ومن حق كل إنسان أن يتمتع بحضارة هذه الأمة أو تلك.
إن مقالاته تصف التقارب الحضاري بين المسلمين وبين الإسبان، فهو يذكر أنه كان على طالب العلم من الإسبان أو من غيرهم أن يدرس العربية، لأنها لغة لحضارة جديدة، الأمر الذي وثق العُرا والعلاقات بين المسلمين وبين الأوربيين.
تناول ابن خلدون في مقالاته موضوع التأثير المتبادل سلبًا وإيجابًا بين دول البحر المتوسط.

الكتاب هو بالإنجليزية:
وفيه مقدمة للمحققة نعومي ميلان تؤكد فيها أن هذه المقالات المجموعة لم تنشر في كتب سابقة – وهي لا تقل أهمية عن مقدمة ابن خلدون، لكونها توثق العلاقة الحضارية والإنسانية التي كانت تجمع بين العرب والإسبان.

الصورة لي أمام النصب التذكاري لابن خلدون في تونس العاصمة، وقد التقطت سنة 2009.

ملاحظة:

ثمة مدارس كثيرة سميت مدرسة "ابن خلدون"، وهذه ظاهرة حميدة، ولكن من المؤسف عليه أننا نسمع المعلمين قبل الطلاب يلفظون الخاء مضمومة، والصواب هو فتح الخاء: خَـلْدون.