الجمعة ٢٦ شباط (فبراير) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

محمود شكوكو

الفنان محمود شكوكو من مواليد أول مايو عام 1912 بحي الجمالية بالقاهرة واسمه الحقيقى محمود إبراهيم إسماعيل موسى وفي بداية حياة شكوكو الفنية نال أكثر من علقة من والده لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة وفي الليل يغني في الأفراح والملاهي وكان في المرحلة الأولى يقلد الفنانين ويغني لمحمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب ولم يجد استجابة فأدرك بفطرته أنه ليس مطربا ولو اتجه إلى فن المونولوج سيكون أفضل كثيرا.

والده يعمل في مهنة النجارة التي ورثها عن أبيه وورثها أبوه عن أجداده وكان من الطبيعي أن يعمل محمود شكوكو نجارا مثل والده وكلمة شكوكو جزء من اسم محمود وأدرجت في شهادة ميلاده وأصبح له اسم مركب محمود شكوكو وقد أطلقه عليه جده إسماعيل موسى.

بدأت شهرة وشعبية محمود شكوكو تزداد يوما بعد يوم بعد أن اقتحم مجال التمثيل والمنولوج واشتهر بالجلباب البلدي والطاقية الطويلة التي يضعها على رأسه وهو يغني ويمثل ومن شدة إعجاب أحد النحاتين به صنع له تمثالا من طين الصلصال وعرضه للبيع ومن هنا انتشرت تماثيل شكوكو.

محمود شكوكو علم نفسه بنفسه والتقى بالفنان علي الكسار الذي أعجب به واختاره ليقدم المنولوجات بين فصول المسرحية ولاحظ تفاعل الجمهور معه وإعجابهم به فرفع أجره ومن خلال فرقة على الكسار تعرف محمود شكوكو على عدد كبير من المؤلفين والملحنين وابتسم له الحظ عندما فتحت له الإذاعة المصرية أبوابها بفضل كروان الإذاعة محمد فتحي ولحسن حظ شكوكو أن الإذاعة كانت ستنقل حفلا على الهواء من نادي الزمالك بمناسبة عيد شم النسيم فاختاره الإذاعى محمد فتحي ليشارك في الحفل وتسمعه الجماهير في مصر من خلال الراديو ويسمعه الموجودون داخل حديقة النادي وبعد أن انتهى من إلقاء مونولوجاته الفكاهية هتف الحاضرون جميعا : عايزين شكوكو... عايزين شكوكو فخرج اليهم محمد فتحي ووعدهم بأن يعيد إليهم شكوكو مرة أخرى بعد المطرب الذي صعد إلى خشبة المسرح وما إن انتهى من وصلته الغنائية حتى هتفت الجماهير مرة أخرى عايزين شكوكو... عايزين شكوكو واضطر محمد فتحي أن يعيده ثانية إلى المسرح ليغني ويلقي المونولوجات وكانت أول وآخر مرة يظهر فيها مطرب أو مونولوجست مرتين على المسرح ويغني في الإذاعة في اليوم نفسه وبالرغم من هذا لم يترك مهنته الأصلية مهنة أجداده وهى النجارة وصناعة الموبيليا وانفصل عن والده وافتتح لنفسه ورشة مستقلة في منطقة الرويعي واشتهرت منتجاته التي كانت تباع في أكبر المتاجر في القاهرة وكان كل ما يجمعه من مال سواء من الموبيليا أو الاشتغال بالفن يسلمه لوالده لينفق عليه وعلى أخوته وفوجئ ذات يوم بوالده يبلغه خبرا سارا... قال له يا بني كل الأموال التي أعطيتها لي ادخرتها لك واشتريت لك بها هذه البناية وأطلقت عليها اسمك وأصبحت عمارة شكوكو.

في عام 1946 كون محمود شكوكو فرقة استعراضية باسمه تضم عبد العزيز محمود وتحية كاريوكا وسميحة توفيق وقدمت عروضها على مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة وكان يقوم بتصنيع العرائس الخشبية وقدم بعض مسرحيات العرائس مثل السندباد البلدي والكونت دي مونت شكوكو وكلاهما من تلحين محمود الشريف وسيد مكاوي ومن إخراج صلاح السقا وكان يقوم بالتمثيل فيها السيد راضي ويوسف شعبان وحمدي أحمد وأيضا المخرج صلاح السقا وبالرغم من أن مسرح محمود شكوكو للعرائس توقف نشاطه أواخر عام 1963 لضيق الأحوال المادية إلا أنه كان البداية الحقيقية لإنشاء مسرح القاهرة للعرائس.

يحسب للفنان محمود شكوكو أنه أحيا فن الأراجوز الذي كان قد اندثر لدرجة أنه غنى للأراجوز أغنية ع الأراجوز يا سلام سلم وكان يعاونه أحد أشهر فناني الأراجوز في مصر وهو علي محمود وطاف هو وشكوكو الكثير من بلدان أوروبا وأميركا اللاتينية بعرائس الأراجوز الخشبية واشتهر شكوكو بالطاقية والجلابية البلدي وأطلق عليه شارلي شابلن العرب.

بالرغم من شهرة محمود شكوكو الطاغية كممثل وفنان ومنولوجست إلا أنه لم يترك مهنته ومهنة والده وأجداده مهنة النجارة وصناعة الموبيليا حتى انه هو الذي قام بنفسه بتصنيع موبيليا شقته عند زواجه من أم سلطان ويوم تكريمه من الرئيس السادات في عيد العلم والفن ذهب محمود شكوكو إلى الحفل مرتديا الجلباب البلدي تكريما لتاريخه الحافل في جميع ألوان الفنون وبخاصة السينما التي قدم لها الكثير من الأفلام وكان آخر فيلم مثله محمود شكوكو في حياته فيلم شلة الأنس مع هدى سلطان وعزت العلايلى ووحيد سيف ومحمود التونى ومحمد رضا وغنى شفيق جلال ونعيمه الصغير وناديه الكيلانى وعماد حمدى ونور الشريف ونور الشريف. اشتد على محمود شكوكو المرض وتم نقله إلى مستشفى المقاولون العرب بالجبل الأخضر بمدينة نصر بالقاهرة وظل بها أكثر من 3 أشهر في الغرفة رقم 602 فقد خلالها ما تبقى له مما امتلكه بعد أن ترك عمله لفترة وساءت أحوال متجره واستكمل علاجه على نفقة الدولة دون إعلامه خوفا من أن يشتد المرض عليه وفى يوم 21 فبراير عام 1985 توفى الفنان محمود شكوكو.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى