الجمعة ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٦
أعجبني:
بقلم فاروق مواسي

العلّامة السُّيوطي وشيخاته

مما أثار انتباهي أن الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي (١٤٤٥- ١٥٠٥) كان قد تلقى العلم على شيخات بلغ عددهن اتنتين وأربعين شيخة، وبالطبع - وعلى شيوخ كثيرين بلغوا نحو الستين.

الجميل في الموضوع أنه نهل العلم من سيدات هن حُـجَّـة في الفقه والتفسير واللغة والنحو والكلام والبلاغة- كما يشير إلى ذلك خالد الطبّاع في كتابه ( الإمام الحافظ- السيوطي)، دمشق- ١٩٩٦،ص ٦٥-٦٨، وقد ذكر أسماءهن وبعض المعلومات عنهن.

ما يهمنا في هذا السياق هو دور المرأة في الحركة العلمية في زمن المماليك، ونشاطها في نقل الرواية وتخريج الأحاديث.

لا أتخيل الشيخة هنا إلا سافرة الوجه بحركات وجهها وبتعابيرها وأدائها- الأمر الذي يجيزه الإسلام، فليس صوت المرأة عورة هنا كما ذهب المتشددون، وليس بالضرورة أو الريبة أن يكون الشيطان ثالثهما في مجالس العلم والدين.

يذكر الطباع أنهن- أي الشيخات " كثيرًا منهن سليلات بيوتات علمية عريقة بالفقه والحديث".

هذا ما جادت به الشيخات بدروسهن وثقافتهن، فنهل السيوطي من علومهن كما نهل غيره. كذلك نهل من شيوخه الأجلاء حتى غدا بفضل الله مَعْلَـمة العلوم الإسلامية.

ولد السيوطي وتوفي في القاهرة، نشأ يتيمًا ورحل في طلب العلم، فجاب بلاد العرب، حتى وصل إلى الهند.
انقطع عن الناس وهو في الأربعين ليتفرغ للكتابة الموسوعية، وقد أثبت الطباع في كتابه المذكور نحو ألف ومائتي مصنّف له، وهي في الحديث والفقه واللغة والتفسير والبلاغة والتاريخ والمنطق والميقات، من أشهرها (تفسير الجلالين- أتم ما بدأ به جلال الدين المحلي)، و( لباب النقول في أسباب النزول) و (الناسخ والمنسوخ) و (حسن المحاضرة) و (المزهر..)، (بغية الوعاة..).....

ملاحظة:

على ذكر الشيخات كانت ( الهلال) المصرية قد أصدرت قبل نحو ثلاثين سنة عددًا خاصًا عن الأزهر- جامعًا وجامعة، وقد طالعت فيه مقالة عن شيخات الأزهر اللواتي كن يجلسن في صحن الأزهر وفي حلقات، كل شيخة في مكان مخصص لها، يتلقى العلم عليها رجال ونساء.

لا أعرف من استعار المجلة لبحث له أكاديمي، وليتني أحصل على صورة للمقال الخطير، لأطلع عليه ثانية، ففيه تفاصيل أدهشتني يومها.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى