السبت ٢ تموز (يوليو) ٢٠١٦
بقلم أحمد بلحاج آية وارهام

جُثَّةٌ مَرْشُوشَةٌ بِأَلْوَانِ اللاَّمَعْنَى

فِي هَزٍيعٍ مِنَ الْجُثَثِ
سَحَبْتُ مِنْهُمْ جُثَّتِي
كَانَتْ مَرْشُوشَةً بِاَلْوَانِ اللاَّمَعْنَى؛
لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ أُثْقَلَ شَيْءٍ
لَيْسَ الْهَمَّ
وَلاَ الْفَقْدَ
وَلاَ الْغُرْبَهْ
أَثْقَلُ شَيْءٍ هُوَ الْجُثَّهْ
يَقْصَعُكَ حَمْلُهَا
وَيُفَكِّكُكَ جَرُّهَا،
دَلَفْتُ بِهَا إِلَى كَهْفٍ
عَلَى جُدْرَانِهِ نَبَتَتْ صُوَرٌ
مَا هِيَ مِنْ أَرْضٍ وَلاَسَمَاءْ
كَلَّمَتْنِي مَخَالِبُ فَوْضاهَا
بِلِبَانِ الْوَطَاوِيطْ،
لَكِنَّ شُعْلَةَ اللُّغُوبِ
أَنَامَتْنِي عَلَى جَنَاحٍ لَحْمِيٍّ لَزِجٍ
وَدَثَّرَتْنِي بِرَوَائِحِ خَوْفٍ أَبْكَمْ.
فِي دَاخِلِي
تَفَحَّمَ الزَّمَنْ
تَحَوَّتْ تَفَاصِيلُهْ ؛
لَمْ تَعُدْ لَهُ تِلْكَ الرَّقْرَقَةُ الَّتِي تُدْفِئُ الْأَشْيَاءْ
هُوَنُقْطَةٌ فِي جِدَارِ الرُّوحِ تَنْتَظِرُ لاَأَحَدْ،
هَلْ لاَأَحَدٌ أَنَا
تَبْحَثُ عَنْهُ الظُّنُونْ
لِتُجْرِيَ عَمَلِيَّةَ تَجْمِيلٍ
لِثَآلِيلِ الْيَقِينْ..
الْيَقِينُ الَّذِي كَسَرَ جَنَاحَ الْوَعْدِ
بِسَاطُورِ الْغَيْهَبْ،
وَأَدْخَلَ الذَّاتَ إِلَى مَحَارِيبِ الْعَمَاءْ
حَيْثُ الْأُفُولُ عِنَبٌ
وَالْفَضَاءُ قَصْعَةٌ
عَلَيْهَا يَتَدَاعَى
الطَّالِعُونَ مِنْ جَبَّانَاتِ الْبَرْقْ؟.
بَيْنَ نَشْنَشَةِ الْأَصْوَاتِ
وَكَثَافَةِ الرُّعْبِ
تَتَمَدَّدُ الْجُثَّةُ
تَتَقَوَّسُ هِلَالاً أزْرَقَ
فِي كَفِّ طِفْلٍ خِلَاسِي.
أَهُوَ الرُّوحُ صَاعِدَةً مِنْ بَرْزَخِ الْعَتَمَاتْ؟
أَمْ هُوَالْأَلَقُ الَّذِي يُعْطِي الطِّينَ قُبْلَةَ الْمَشِيئَهْ؟
أَمْ هُوَالْعُشْبَةُ الَّتِي فَاضَ مِنْهَا الْكَوْنْ؟.
 
صَوْتٌ فِي بَابِ الْكَهْفْ
(حَطَبٌ أَنْتَ
تُدْفِئُ بِهِ الْمَعْرِفَةُ تَلاَوِينَهَا،
إِسْأَلْ عَنْ خَيْطِ خُرُوجِكَ مِنْ وَحْشَةٍ تَهْرِسُكْ
لاَ عَنْ مَوْجٍ خَلْفَ الْعَقْلِ يَقْذِفُكْ
أَنْتَ الْآنَ بَيْنَ فَكَّيْ لُغَةٍ
تُدْمِنُ الْمَوْتَ زَرْعًا
وَالْحَيَاةَ فَحْمًا،
لاَسَبِيلَ لَكَ غَيْرُ ذَاتِكْ
هِيَ حَرْفُكَ الَّذِي
لاَيَضِلُّ وَلاَيَعْمَى
إِذَا غُمَّتِ الْجِهَاتُ
وَعَمِيَتِ الْأَنْهَارُ
وَسُجِّرَتِ الْبِحَارْ،
بِهَا تُدْرِكُ وَلاَتُدْرَكْ
وَعَلَيْهَا يَتَعَرَّشُ الْفَلكْ
مَا مِنْ كَبَدٍ مَسَّكَ
إِلاَّوَهُوَ عَرَقٌ
مِنْهُ تَأْتِي إِلَيْكَ الْأَرْضُ تَسْعَى،
فَاحْمِلْ جُثَّتَكْ
وَادْخُلْ بِهَا وَادِيَ النُّورِ الْأَخْضَرْ
هُنَاكَ...
فَإِذَا عَلَيْكَ أَطْبَقَ دَفَّتَيْهْ
سَتَرَاكَ وَمَا تَحْمِلُ خَلْقًا جَدِيدَا،
إِنْ تَمَاهَيْتَ مَعَهُ انْكَتَبْتَ فِي النَّاجِينْ
دَمُكَ الْآتِي مِنْ لُبِّ الْمُسْتَحِيلِ
يُرْشِدُكَ إِلَى بَلَدٍ مَا أَنْتَ بِبَالِغِهِ
إِلاَّ بِمَحْوِ مَاسُطِّرَ قَبْلَكْ
وَتُلِيَ عَلَيْكَ قَيْدَا.)
مُرَّ..لِتَرَاكَ فِيّْ
أَسْلَمْتُ قَدَمَيَّ لِتُرَابِ الصَّوْتْ
لَرُبَّمَا تُعْلِنُ الرِّيحُ مَجِيئِي
وَالْقَمَرُ شَهْوَتِي
وَالْجِبَالُ نَشِيدِي،
أَنَا الْمُحْتَرِقُ بِرُؤايْ
جِئْتُ مِنْ قَطْرَةٍ
عَشَّقَهَا هَوَايْ،
مُرَّ أَيُّهَا الْآخَرُ
عَلَى جِسْرِ أَنَايْ
لِتَرَاكَ فِيّْ
فَأَنَا امْتِدَادُكَ وَمِرْآتُكْ،
قَدْ ضَّرَّسَتْنَا الْفُوَّهَاتْ
وَالْأَرْضُ الَّتِي كَانَتْ سَرِيرًا مَوْضُونَا
يَنْسُجُ فِيه الْحُبُّ سَمَاوَاتِهْ
تَئِنُّ مِنْ مَحَارِيثِ غَبَائِنَا.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى