الخميس ٢١ تموز (يوليو) ٢٠١٦
سؤال في اللغة:
بقلم فاروق مواسي

الطفولة المُـبْـكِـرة؟ أم المُـبَـكِّـرة؟

يصرّ محاضر في قسم التربية على أن نلفظ كلمة (المبْكِرَة) ويخطّئ من يلفظ (المُبَـكِّرة)، فهل هناك فرق دقيق وحقيق بالذكر بينهما؟ وما هو وجه الصواب؟

عائشة- قسم الطفولة المبكرة- أكاديمية القاسمي

ج-

ورد في كتاب (أدب الكاتب) لابن قتيبة - ص 460 وفي باب فعّلْـت:

"تأتي فعّلت بمعنى أفعلت كقولك: أخبرت وخبّرت، سمّيت وأسميت، وبكّرت وأبكرت، وكذّبت وأكذبت، وكثّرت وأكثرت، وقلّلت وأقللت ومحضت وأمحضت.....".

اسم الفاعل إذن: مُبْـكِر أو مُـبَـكِّـر.

بالطبع هناك استخدامات خاصة أو أغراض مفادة في كل وزن منهما= (أفعل) و (فعّل)، وهذا لا يحول دون التقائهما في معنى واحد، كما ورد في (أدب الكاتب)، فأبكر الفلاح فهو مُبْكر، وبكّر الفلاح فهو مبَـكَّر، والطفولة المبكرة تقرأ وتلفظ في صورتين كلتاهما صحيحة= مُبْـكِرة ومُبَـكِّرة، والثانية هي الأشيع.
يقول صاحب اللسان:

"بكَر على الشيء وإليه يبكُر بكورًا،
وبكّر تبكيرًا، وأبكر وباكر: أتاه بُكرة، كلها بمعنى"- انظر مادة (بكر).
ويقول ثعلب (ت. 291 هـ) في كتابه "مجالس ثعلب" ج2، ص 468 (المادة 536):
"يقال: بكَرَ وبَكَّـرَ وأبْكَر ثلاث لغات- إذا تقدّم في الأمر، ومن هذا باكور الثمر".

يقول ابن الرومي:

أبكرتُ فاصطدتَني والقوم في سِنَـةٍ
وصاحب الصيدِ قدمًا كلُّ مبكار

ويقول ابن رشيق:

بكّرت للحظ الذي
صادفته في الليل أسرى
فهل ثمة فرق في معنى إبكاره أو تبكيره؟
..

في هذا السياق أسمع كثيرًا من المعزّين، وخاصة من شباب الجماعات الإسلامية، وهم يتعمّدون الدعاء الذي يخاطبون به ذوي الفقيد:

أعظم الله أجركم!

سألت أحدهم:

اعتدنا الدعاء: عظّم الله أجركم، فلماذا الإصرار على (أعظم)؟

قال: ما رأيك أنت؟

كلا اللفظين صحيح، ومعنى كل منهما: كبّر الله وفخّم أجركم!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى