الأحد ١٤ آب (أغسطس) ٢٠١٦
بقلم وفاء شهاب الدين

شبكات التواصل كسرت نظرية حارس البوابة

تصبغ الكتابة أصحابها بطابع من التأمل والتخيل والأناه، كما يصبغ عالم الإدارة اصحابه بالجدية والتركيز والدقة، فكيف إن اجتمع الاثنين في كاتب يمارس الإدارة و متخصص في التسويق والتطوير يغازل الكتابة، فتأسره بسحرها ،فيضرب بعصا الخبرة والحنكة والمعرفة أرض بكر من الموضوعات التى أراد أن يثري بها الذهنية العربية متخصص في مجال الإدارة والإستشارات التسويقية والإعلامية .. بإلاضافة الى كونه صحفي وكاتب .. عرفنا بأسامة العمري بشكل أكبر ..

تستهوني الكتابة منذ الصغر ولعل أول هدية استحققتها في حياتى كنت في الصف الرابع الابتدائي وكانت كتاب كليلة ودمنة وقتها لم أفهم شئ من الكتاب لكنى حرصت على قراءته لاتمتع بالجائزة.

أمارس الكتابة والصحافة كهاوى، لكني أعمل في مجال الإدارة والتسويق كمحترف في إنشاء الشركات وإعادة هيكلتها، استمتع بمهام الإدارة في التنظير والتنفيذ بغية تحقيق الربحيه وحصد مزيد من الحصص السوقية.

أشعر أن الغلبة للعمل على الهواية في كلامكـ فأين الكتابة منك ؟

الكتابة موطن السكن ومهبط الوحي، وجنة الخلق ، فالكتابة هي الطريق الذي نعبر فيه عن يشغلنا من أفكار وهواجس.

تحدثت في كتابك البشرى عن النهضة الإسلامية من منظور تاريخي فكيف ترى النهضة المصرية؟

النهضة المصرية هي جزء من النهضة العربية فمتى نهض العالم العربي نهضت كل أقطاره الإ إن النهضة المصرية لن تتأتى بالمشروعات والرؤية بحسب، فكل المشروعات إذا لم يواكبها مواجهة حاسمه للعطب في الشخصية المصرية فلن تحقق الأثر المطلوب. فلقد عانت الشخصية المصرية من التجريف على مدار الثلاثين سنة الماضية ، فاستشرت فيها الكثير من الأمراض كالفهلوة والتبسيط والاستسهال إلى جانب العديد من الأمراض الأخلاقية كالسب والقذف والمراء والنفاق والتطبيل، وتم تمييع العديد من القيم الوفاء والاخلاص في العمل والثقة في النفس .

أنتج هذا التجريف مواطن مشوه، فما نعانيه من أوجه الفرقة والإختلاف والتباين التي تظهر في معاول للهدم هي نتاج خلخلة القيم وذوبان الشخصية المصرية على أعتاب العولمة وعدم وجود ردع مضاد لمواجهة هذا المد الفكري .

مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي أصبح هناك كاتب الفيس بوك وشاعر توتير وأديب اليوتيوب كيف تفسر هذه الظاهرة؟

شبكات التواصل الإجتماعي مثلت نقلة على المستوى الإعلامي الداخلي، فكسرت نظرية حارس البوابة وأنتقل لإاعلام من مفهوم المركزية إلى أن أصبح كل شخص بكاميرا وهاتف ذكي صحفي ومحرر وناقد وخبير، تأمل ذلك مع شعوب تعاني من الكبت السياسي والفكري والاجتماعي، تخاف مقص الرقيب ووطأة السلطة، تأقلمت لسنوات عدة على أن المشي جنب الحيط نجاة، وترى أن التعبير عن رأيها في السلطة شر تنصح نفسها وأبناءها بالبعد عنه وليس ذلك فحسب بل بالغناء له وتمجيده.

فكانت شبكات التواصل الاجتماعي بوابة مفتوحة للتعبير دون قيد أو شرط فالكل سواسية، صاحب الموهبة وصاحب الإدعاء، والجمهور الواعي هو القادر على الفرز وإسقاط الأدعياء من أجندة الاهتمام والمتابعة .

ماهو دور الثقافة في خلق الوعي لدى المجتمع؟

الثقافة شريك للإعلام في تنمية الوعي المجتمعي ،والإعلام من يلعب دور البطولة في دعم الثقافة و بلورة الوعي لدى الشعب .
وكيف ترى الاعلام العربي؟

للإسف الإعلام العربي يعيش حالة فقدان البوصلة، فنراه في مهب ريح العولمة بإستيراد برامج ومسلسلات وأفلام أجنبية لا تمت لثقافتنا بأى صله، وفي المقابل نرى بعض القنوات تحاول على استحياء التعبير عن خصوصية مجتمعاتنا وقضاياه ويقوضها قلة التمويل أو التسويق .

ولكن هذه القنوات حققت نجاحاً باهراً واستطاعت أن تحقق جماهيرية وانتشار كبير؟

كل ما يخاطب المتعة والترفية سيجد له آذان صاغية ، فالصحافة الصفراء نشأت في أمريكا معتمدة على اعلام الاثارة وحققت انتشار كبيرا لكن هل نستطيع القول إن الصحافة الصفراء حققت إثراء للوعي – لا بالتأكيد- بل قامت بتغييبه وتكبيله، فبرامج الغناء وتليفزيون الواقع والمسابقات برامج ترفيهية مطلوبة لكن في اطار محدد فليس من المعقول أن يقتصر دورالإعلام على الترفيه وإغفال التعليم والتثقيف والتوعية.

وهذا يفسر وجود نسبة كبيرة في الاجيال الحالية مجوّفه ومفرّغه من الداخل ترى الأمور من السطح فحسب .
ما هي روشتة النهضة من وجهة نظرك ؟

العرب مغرمون باختراع العجلة من جديد، رغم إنها اخترعت واستخدمت منذ زمن طويل ،ومعايير النهضة حاضرة في تاريخنا الاسلامي الزاخر بالعديد من الامثلة التى جعلتنا امبرطورية اسلامية تهيمن على العالم بإسره وتحققت بالإيمان بأهمية العلم والاستثمار في البشر من العلماء والموهوبين وتنمية الاقتصاد وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية و الإنفتاح على الأخر.

لكن هذه الروشتة قد تصلح في العصور القديمة لكن العالم الان تغير ويحكمه الاقتصاد والسياسة فهل تصلح هذه المعايير في عالمنا المعاصر؟

المعايير واحدة تختلف طريقة تنفيذها فحسب، والمحك هنا في التنفيذ فلا أعتقد أنه يغيب على الكل أهمية العدالة الاجتماعية والأخذ بأسباب العلم الخ .. ولكن المهم فيمن لديه القدرة والفاعلية لتنفيذ هذه الرؤى بشكل قابل للقياس،هؤلاء الرجال والنساء هم من يحققون النهضة .

تطرقت في كتابك الى مفهوم القيادة، فما دور القيادة في تحقيق النهضة؟ وهل القيادة بالفطرة أم تكتسب؟

القيادة هي القاطرة التى تحرك الوطن والشعب نحو الهدف، نظرية القيادة بالفطرة أو بالاكتساب تعرضت للكثير من النقاش والجدل وفي نظري إن القيادة تتوفر بالفطرة والاكتساب ومن طريق الاخيرة هي ممارسة الانشطة المميزة التى تحقق بناء القائد ممارسة الكشافة منذ الصغر، فلها أثر كبير في تهيئة الفرد على ذلك ، والإنضمام لإندية التوستماستر في الصبا فإنها تصقل شخصية الفرد على القيادة والتأثير على الاخرين .

هل تريد أن تضيف شئ في نهاية الحوار ؟

في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بوطننا العربي إن نستمسك بتعاليم ديننا وقيمنا وأخلاقنا، وأن نسترجع ثقتنا بأنفسنا -إننا قادرون -على التفوق والتميز وبناء حضارتنا من جديد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى