الأحد ٢١ آب (أغسطس) ٢٠١٦

في منزل يغمره جو الثقافة والسياسة ولدت فيحاء...

عن موقع (أنا زهرة)

في منزل يغمره جو الثقافة والسياسة ولدت فيحاء عبدالهادي سنة 1951 في نابلس. أخذت من والدتها ولعها بالعمل العام، ومن والدها نظمه للشعر وشغفه بالقراءة. وهاهي الآن تقارب الستين، ولكن حيويتها وشبابها باديان عليها وهي تحمل حقيبتها مسافرة من عمّان إلى رام الله وبالعكس. أو وهي تقوم بأنشطتها الكثيرة والمتنوعة، إذ تترأس مجلسَي إدارة «مركز أوغاريت الثقافي للنشر والترجمة»، وشاشات «سينما المرأة» في فلسطين. هذا بالإضافةً إلى عضويتها في المجلس الوطني الفلسطينيّ كمستقلّة، هذا بالإضافة إلى نشرها تسعة كتب بين الشعر والأبحاث الاجتماعية والدراسات النقدية والسياسية والتاريخ الشفوي.
تستعيد عبدالهادي ذكريات بيت العائلة في نابلس، كانت فدوى طوقان صديقة للعائلة، التي طلبت منها مرّة إلقاء إحدى قصائدها «شكَّل الشعر واحة حرية لي، ومساحة للتنفس، ونافذة لإطلاق الخيال، لم تتحها ظروف نابلس الاجتماعية». وفي مكتبة البلدية، تعرفت إلى أعمال نجيب محفوظ ويوسف السباعي.

وبعد حرب حزيران 1967، بدأت ابنة الستة عشر عاماً في العمل السياسي بشكل حقيقي، متظاهرة مرة ومعتصمة مرة أخرى، حتى تم اعتقالها بعد استشهاد معلّمتها شادية أبو غزالة «كانت شادية طالبة سنة أولى علم نفس في القاهرة، وعندما احتُلّت الضفة وغزّة عادت إلى فلسطين لتنخرط مع المقاومة». كانت الأحداث تتسارع فبعد استشهاد شادية، كُشف التنظيم الصغير الذي كانت فيحاء جزءاً منه فاعتقلت هي ووالدتها وأربعون من زميلاتها.

حين خرجت عبدالهادي من المعتقل، تم ترحيلها إلى الأردن، حيث مكثت 27 عاماً. فابتعدت عن أجواء العمل السياسي من الداخل، مما ساهم في انشغالها تماماً بالتحصيل الأكاديميّ. من بكالوريوس الأدب العربي في الجامعة الأردنية، إلى الماجستير في التخصص نفسه من جامعة القاهرة. بالإضافة إلى دراسة النقد المسرحي من معهد الفنون المسرحية، ثم الدكتوراه في الأدب العربي الحديث. وخلال هذه المدة تزوّجت من وائل أبو غزالة واستقرّت في القاهرة.
تنقلت عبدالهادي بين كثير من المؤسسات الدولية، تعمل ناشطة في القضايا العامة. من اليونيسيف إلى جامعة الدول العربية. ولكنها كامرأة فلسطينية شغلها كثيراً توثيق حكايات النساء الفلسطينيات التي يروينها شفاهية.

تقول عبدالهادي «حين تعرَّفُت على التاريخ الاجتماعي من منظور النساء سحَرني. وجدت تقاطعاً خاصاً بين التغيير الذي يتيحه هذا المنهج، حيث تمكّنت من إعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر النساء».
أتى هذا الاهتمام من عبد الهادي بثماره، فنشرت بحثين «أدوار المرأة الفلسطينيّة في الثلاثينيات» و«أدوار المرأة الفلسطينيّة في الأربعينيّات» عن مركز «المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق».

كانت رواية التاريخ على هذا النحو مفاجأة بالنسبة لعبد الهادي، فهؤلاء النسوة اللواتي يتميزن بالبساطة لا يدركن الأهمية الفعلية لما يخبرن به الآخرين عن التجربة الفلسطينية. تبين عبدالهادي “عندما نسأل إحداهنّ عن مشاركتها في المقاومة أثناء ثورة عام 1936 كانت تسرد الأحداث ببساطة شديدة. منهن مَن كانت تخبّئ السلاح، وأخرى تنقله في قماشة على رأسها مجازِفةً بحياتها أمام الجنود». هذه الرواية المقابلة لرواية الرجل، كانت إعادة اعتبار لمكانة المرأة في العمل السياسي ومشاركتها في المقاومة والتي غابت عن التوثيق حين تم تأريخ المقاومة الفلسطينية في بدايات القرن الماضي.

ومن سلسلة «قالت شهرزاد» التي تكتبها فيحاء عبد الهادي كتبت «رواية من مجزرة غزّة» عن العدوان الإسرائيلي الأخير عليها. وفيها تقوم فيها عبد الهادي برواية الحكايات على طريقة شهرزاد في ألف ليلة وليلة.
وربما استطاعت عبد الهادي من خلال هذا النوع من الكتابة أن تشبع رغبتها القديمة في كتابة الأدب، والتي لا زالت حلماً يراود الجدة والزوجة والأم «الأدب حلمي وأقرب شيء إلى قلبي». ربما تعتقد عبد الهادي أن الأدب بعيد المنال ، لكنها من حيث لا تدري كتبت التاريخ الشفوي والدراسات التي قدمتها على نحو أدبي يكشف عن المرأة الشاعرة الكامنة فيها.

عن موقع (أنا زهرة)

عن (أنا زهرة)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى