الاثنين ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
خاطرة أدبية
بقلم فاروق مواسي

أين القصيدة؟

من القراء من يسأل الشاعر:

أين القصيدة الجديدة؟

وكأن الشاعر عليه أن يضغط على زر، فتولد القصيدة، أو كأن القارئ اطلع على القصائد السابقة فارتوى منها، ولم يكتفِ.

من جهة أخرى ما أكثر الشعراء عددًا، وما أقلهم نتاجًا ذا مستوى يُذكَر، فجلّهم إن لم يكونوا كلَّهم يدّعون السبق، وأنهم من الصفوة الأولى، لكن التاريخ أو المجتمع بعد حين من الدهر يبقي ويذر، ولا بد أن يُميَّز بين الشاعر الشاعر وبين كاتب الخواطر، كما يُغربَل القمح من الزؤان.

سئل ديوجانس –صاحب المصباح الذي أضاءه في النهار- عن أشعر اليونانيين، فقال:
"كل واحد عن نفسه، وهوميروس عند الجمهور".

في رأيي أن لفظة (الجمهور) في قول الفيلسوف يجدر أن تكون بالمعنى الذي خصّه الفقهاء، واللفظة تعني لديهم العلماء أو أشراف الناس، وهذا المعنى الذي أحب أن يكون هنا في جواب دياجانس، وليس الحُكم لكل من هبّ ودبّ.
أقول ذلك وأنا لا أختلف مع حكم جمهور الشعب لدى اليونانيين بأن هوميروس هو الأشعر.

أما عن الكثرة والقلة في الإبداع، فليس الأمر مقيسًا بهما، فمن الشعراء من اشتهر بقصيدة يتيمة، أو فذّة، ومن الشعراء من له أربعون مجموعة ولا يعرف اسمه إلا القليل الأقل.

أعجبتني في هذا السياق حكاية إيسوب الجميلة:

"اختلفت البهائم في أن أفضلها أكثرها أولادًا في البطن الواحد، فقصدت إلى اللبؤة لمعرفة رأيها، فقالت:
ألد واحدًا، ولكنه شبل... لكنه أسد!

إن قيمة الشعر- ما نشر منه سابقًا أو سينشر لاحقًا- تُحدد بنوعه وبمستواه، وبتأثيره في القارئ، واستيعائه، وكذلك في فاعليته وتركه أثرًا ما.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى