الثلاثاء ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٦
(142) كيف اغتالت الولايات المتحدة
بقلم حسين سرمك حسن

المناضل شافيز بالسرطان؟

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

(تحدّى هوجو شافيز أقوى المصالح، ورفض أن يركع... أعتقد أن هناك احتمالا قويا جدا هو أن الرئيس تشافيز قد اغتيل).

إيفا غولينغر

مستشارة سابقة لشافيز

"وفقا لوثائق أمريكية سرية رُفعت عنها السرية، أن الجيش الاميركي قام بتطوير سلاح إشعاعي يُعطى عن طريق الحقن لاستخدامه في الاغتيالات السياسية لأعداء مختارين، وأن هذا الأمر يعود إلى عام 1948. في جلسات استماع لجنة الكنيسة في اغتيال كينيدي كشفت أيضا عن وجود سلاح اغتيال وضعته وكالة المخابرات المركزية يسبب النوبات القلبية وسرطان الأنسجة الرخوة. توفي تشافيز من سرطان الأنسجة الرخوة العنيف. وبحلول الوقت الذي تم الكشف عنه كان الأوان قد فات".

"بعض الأجزاء التي تم ربطها من المؤامرة تشمل اكتشاف عدد من المساعدين المقربين لتشافيز الذين كانوا يتعاملون معه بشكل خاص ومباشر، ويصلون إليه دون عائق على مدى فترات زمنية طويلة، والذين فرّوا من البلاد بعد وفاته وكانوا يتعاونون مع حكومة الولايات المتحدة. فإذا كان تشافيز قد اغتيل بواسطة نوع خاص من التعرّض لمستويات عالية من الإشعاع، أو تلقيحه إو حقنه بفيروسات مسببة للسرطان، فقد تم القيام بذلك من قبل شخص يصل إليه بسهولة؛ من المقربين منه، ومن الذين كان يثق بهم".

"كانت هناك، مؤامرة أخرى أقل شهرة ضد شافيز اكتشفت في مدينة نيويورك خلال زيارته للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2006. كان من المقرر أن يجري شافيز لقاء عاما مع الجمهور في جامعة أمريكية مشهورة، حيث تم الكشف عن وجود مستويات عالية من الإشعاع في الكرسي الذي كان مقررا أن يجلس عليه. أظهرت الاختبارات اللاحقة ان الكميات المنبعثة من الإشعاع هي كميات غير عادية يمكن أن تؤدي إلى أضرار بالغة بشافيز لو لم تُكتشف العملية".
إيفا غولينغر

المحتوى

(الولايات المتحدة خططت وحاولت قتل شافيز مرّات عديدة- محاولة اغتياله بكرسي مزوّد بالإشعاع سيجلس عليه في محاضرة في جامعة أمريكية- مؤامرة من إرهابيي كوبا الذين تحتضنهم الولايات المتحدة- حقن شافيز بالسرطان من قبل مساعدين له مرتبطين بالولايات المتحدة- "لمسي سالازار" حارس شافيز الشخصي من المتواطئين في اغتياله وقد نقلته أمريكا إليها بطائرة خاصة- النقيب فيلاسكيز مساعد شافيز متواطىء أيضا- وزوجته كانت الممرضة الخاصة لشافيز متواطئة ايضا- أوراق بنما: الإثنان يملكان ثروة بالملايين في الدومنيكان ! غادرا فنزويلا ولهما صلة وثيقة بلمسي سالازار- وكالة المخابرات الأمريكية لديها سلاح إشعاعي مميت للاغتيال من عام 1948- هذه سمات المناضل العظيم التي تكرهها الولايات المتحدة- شافيز اشار إلى مؤامرة السرطان من الولايات المتحدة قبل موته- كاسترو يحّر شافيز وشافيز يحذّر رئيسي بوليفيا والإكوادور من الاغتيال بالسرطان- رئيس بوليفيا يخشى اغتياله من قبل الأمريكان- وخزة إبرة سبّبت السرطان لدى شافيز- مصادر هذه الحلقات)

الولايات المتحدة خططت وحاولت قتل شافيز مرّات عديدة

ردّاً على سؤال: هل تعتقدين أن هوجو شافيز قد اغتيل، وإذا كان الأمر كذلك، فمن الذين تورّطوا في ذلك برايك ؟

قالت "إيفا غولينغز" المستشارة السابقة للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، وهي محامية وصحفية وناشطة في مجال حقوق الإنسان:

"أعتقد أن هناك احتمالا قويا جدا ان الرئيس تشافيز قد اغتيل. كانت هناك محاولات اغتيال سيئة السمعة وموثقة ضده طوال فترة رئاسته. وكان من أبرزها انقلاب 11 أبريل 2002، الذي تعرض خلاله للخطف وكان من المقرر أن يتم اغتياله لو لم تحصل انتفاضة غير مسبوقة للشعب الفنزويلي والقوات العسكرية الموالية له التي انقذته وعاد بعدها إلى السلطة خلال 48 ساعة. وكنت قادرة على العثور على أدلة دامغة من خلال استخدام قانون حرية المعلومات في الولايات المتحدة، تؤكّد أن وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات أمريكية أخرى كانت وراء هذا الانقلاب وأنها دعمت المتورطين ماليا وعسكريا وسياسيا. في وقت لاحق، كانت هناك محاولات أخرى ضد شافيز وحكومته، كما هو الحال في عام 2004 عندما تم القبض على العشرات من القوات شبه العسكرية الكولومبية في مزرعة خارج العاصمة كراكاس كان يملكها الناشط المناهض لشافيز، روبرت الونسو، قبل أيام فقط من توجههم للهجوم على القصر الرئاسي وقتل شافيز.

محاولة اغتياله بكرسي مزوّد بالإشعاع سيجلس عليه في محاضرة في جامعة أمريكية

كانت هناك، مؤامرة أخرى أقل شهرة ضد شافيز اكتشفت في مدينة نيويورك خلال زيارته للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2006. ووفقا للمعلومات التي قدمتها الأجهزة الأمنية التابعة له، كان من المقرر أن يجري شافيز لقاء عاما مع الجمهور في جامعة أمريكية مشهورة، حيث تم الكشف عن وجود مستويات عالية من الإشعاع في الكرسي الذي كان مقررا أن يجلس عليه. تم اكتشاف الإشعاع بجهاز كاشف "جيجر"، وهو جهاز يدوي صغير للكشف عن الإشعاع، كان يستخدمه الأمن الرئاسي لضمان عدم تعرض الرئيس لمخاطر الأشعة الضارة. في هذه الحالة، تم إزالة الكرسي وأظهرت الاختبارات اللاحقة ان الكميات المنبعثة من الإشعاع هي كميات غير عادية يمكن أن تؤدي إلى أضرار بالغة بشافيز لو لم تُكتشف العملية. ووفقا لتقارير الأمن الرئاسي عن هذا الحدث، فقد تبين أن شخصا من الولايات المتحدة شارك في الدعم اللوجستي لهذا الحدث وقدم الكرسي، شوهد وهو يتعامل مع عملاء مخابرات أمريكيين.

مؤامرة من إرهابيي كوبا الذين تحتضنهم الولايات المتحدة

كان هناك العديد من المحاولات الأخرى لاغتيال شافيز تم إحباطها من قبل وكالات الاستخبارات الفنزويلية، وخاصة وحدة مكافحة التجسس التابعة للحرس االرئاسي التي أنيطت بها مهمة اكتشاف وإعاقة مثل هذه التهديدات. وكانت محاولة أخرى معروفة قد حصلت في يوليو 2010 عندما اعتقل "فرانسيسكو تشافيز أباركا"، ​​وهو مجرم يعمل مع الإرهابي كوبي الأصل "لويس بوسادا كاريليس"، المسؤول عن تفجير طائرة كوبية في عام 1976 قتل فيها جميع ركابها الـ 73 الذين كانوا على متنها، خلال محاولته دخول فنزويلا، واعترف في وقت لاحق انه تم ارساله لاغتيال شافيز. قبل خمسة أشهر فقط، في فبراير 2010، عندما كان الرئيس تشافيز في حفل أقيم بالقرب من الحدود مع كولومبيا، اكتشفت قوات الأمن التابعة له "قناص" كامنا في مكان يزيد قليلا على ربع ميل بعيدا عن مكان وجود الرئيس، وتم تحييده لاحقا.

في حين أن هذه التقارير قد تبدو خيالية، فإنها موثقة بما فيه الكفاية وحقيقية جدا. تحدى هوجو شافيز أقوى المصالح، ورفض أن يركع. كرئيس لدولة أمة تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، وكشخص تحدّى بشكل صريح ومباشر الولايات المتحدة والهيمنة الغربية، اعتُبر تشافيز عدوا لواشنطن وحلفائها.

حقن شافيز بالسرطان من قبل مساعدين له مرتبطين بالولايات المتحدة

لذلك، مَنْ من الممكن أن يشارك في اغتيال شافيز؟

بالتأكيد، يمكننا القول إن الحكومة الأمريكية متورطة في الاغتيال السياسي لعدوٍ لها أرادت بشكل واضح - وبصراحة – أن تخرجه من الصورة. في عام 2006، شكلت حكومة الولايات المتحدة بعثة خاصة لفنزويلا وكوبا تحت إشراف الاستخبارات الوطنية. كانت هذه الوحدة المخابراتية من النخبة وأنيطت بها مسؤولية توسيع العمليات السرية ضد تشافيز والقيام بمهمات سرية انطلاقا من المركز الاستخباراتي الموحد (وكالة المخابرات المركزية ووكالة المخابرات الدفاعية ووكالة محافحة المخدرات) في كولومبيا. بعض الأجزاء التي تم ربطها من المؤامرة تشمل اكتشاف عدد من المساعدين المقربين لتشافيز الذين كانوا يتعاملون معه بشكل خاص ومباشر، ويصلون إليه دون عائق على مدى فترات زمنية طويلة، والذين فرّوا من البلاد بعد وفاته وكانوا يتعاونون مع حكومة الولايات المتحدة. فإذا كان تشافيز قد اغتيل بواسطة نوع خاص من التعرّض لمستويات عالية من الإشعاع، أو تلقيحه إو حقنه بفيروسات مسببة للسرطان، فقد تم القيام بذلك من قبل شخص يصل إليه بسهولة؛ من المقربين منه، ومن الذين كان يثق بهم.

"لمسي سالازار" حارس شافيز الشخصي من المتواطئين في اغتياله وقد نقلته أمريكا إليها بطائرة خاصة

كان لمسي سالازار واحدا من أقرب مساعدي شافيز منذ ما يقرب من سبع سنوات. وكان برتية مقدّم في البحرية الفنزويلية وأصبح معروفا لشافيز بعد أن لوّح بالعلم الفنزويلي من فوق سطح ثكنة الحرس الرئاسي في القصر الرئاسي خلال انقلاب عام 2002، وعندما كانت محاولة إنقاذ شافيز جارية. أصبح سالازار رمزا للقوات المسلحة الموالية التي ساعدت في هزيمة الانقلاب، وقد كافأه شافيز بجعله واحدا من مساعديه. كان سالازار حارسا شخصيا ووحدا من مساعدي شافيز في الوقت نفسه، وهو الذي من شأنه أن يؤمن تقديم القهوة والوجبات له، والوقوف إلى جانبه، والسفر معه في جميع أنحاء العالم وحمايته خلال المناسبات العامة. لقد عرفته وتعاملت معه عدة مرات. وكان واحدا من الوجوه المألوفة التي تحمي شافيز لسنوات عديدة. وكان عضوا أساسيا في نخبة دائرة الأمن الداخلي لشافيز، مع إذن خاص بالدخول على شافيز ومعرفة متميزة وسرّية للغاية حول مجيء شافيز وذهابه، وروتينه اليومي، وجدوله الزمني وتعاملاته.
بعد رحيل تشافيز في مارس 2013، وبسبب خدمته الطويلة، وولائه، تم نقل لمسي سالازار إلى دائرة أمن "ديوسدادو كابيلو"، الذي كان آنذاك رئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا ويعتبر واحدا من الشخصيات السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في البلاد. كان كابيلو واحدا من أقرب حلفاء شافيز. وتجدر الإشارة إلى أن سالازار بقي مع تشافيز في معظم مراحل مرضه حتى وفاته، وكان دخوله عليه متميز لا يتمتع به حتى أفراد من فريق الرئيس الأمني.

ما هو مثير للصدمة، هو أنه في ديسمبر عام 2014، كشفت تقارير إخبارية أن لمسي سالازار قد طار سرا إلى الولايات المتحدة من اسبانيا، حيث كان في إجازة مع عائلته. وقيل إن الطائرة التي حلّقت كانت من وكالة مكافحة المخدرات. تم وضعه في حماية الشهود، وذكرت تقارير اخبارية انه قام بتوفير معلومات للحكومة الأمريكية عن مسؤولين فنزويليين مرتبطين بحلقة عالية المستوى من الإتجار بالمخدرات. زعمت وسائل الإعلام المملوكة للمعارضة في فنزويلا بأنه أعطى تفاصيل تتهم ديوسدادو كابيلو بأنه من الأشخاص المهيمنين على تجارة المخدرات، ولكن أيا من تلك المعلومات لم يتم التحقق منها بشكل مستقل، ولم يتم الافراج عن أي سجلات أو ادعاءات من المحكمة، إذا كانت موجودة.

تفسير آخر لذهاب سالازار إلى برنامج حماية الشهود في الولايات المتحدة يمكن أن يتضمن تورطه في اغتيال شافيز، الذي ربما كان جزءاً من عملية سوداء لوكالة المخابرات المركزية، أو ربما تمت تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية ولكن قامت بها العناصر الفاسدة داخل الحكومة الفنزويلية.

النقيب فيلاسكيز مساعد شافيز متواطىء أيضا

قبل اعلان أوراق بنما، كنتُ قد اكتشفتُ بالصدفة وأنا أحقق في ملفات فساد، شخصا على مستوى عالٍ وخطير داخل الحكومة، قام شافيز بإبعاده في وقت سابق، ولكنه عاد بعد وفاته وتم وضعه في منصب قوي حتى أكثر تأثيرا. ويبدو أن هذا الشخص كان أيضا يتعاون مع حكومة الولايات المتحدة. أشخاص من هذا النوع، من الذين تركوا الجشع يحجب ضمائرهم، ومن الذين يشاركون في النشاط الإجرامي المربح، يمكن أن يكونوا أيضا قد لعبوا دورا في وفاة تشافيز.

على سبيل المثال، كشفت أوراق بنما مساعدا آخر سابقا لشافيز، ضابط في الجيش برتبة نقيب هو "ادريان فيلاسكيز"، الذي كان مسؤولا عن أمن ابن شافيز "هوجو".

وزوجته كانت الممرضة الخاصة لشافيز متواطئة ايضا

وكانت زوجة النقيب فيلاسكيز، وهي ضابط سابق في سلاح البحرية، "كلوديا باتريسيا دياز غيلن"، ممرضة شافيز الخاصة لعدة سنوات، وكانت تدخل عليه بإذن خاص، ووصولها إليه غير خاضع للرقابة. وعلاوة على ذلك، فإن كلوديا كانت تدير الأدوية، والحقن والمواد الأخرى ذات العلاقة بصحة وغذاء شافيز على مدى سنوات طويلة. قبل شهر واحد فقط من اكتشاف مرضه المميت في عام 2011، عيّن شافيز كلوديا أمينة لخزانة فنزويلا، واضعا إياها مسؤولة على أموال البلاد.

وما زال من غير الواضح لماذا قام شافيز بتسميتها لهذا المنصب الهام، باعتبار انها كانت في السابق ممرضة له وليس لديها تجربة في هذا المجال. تمّ إعفاؤها من المنصب بعد رحيل شافيز مباشرة.

أوراق بنما: الإثنان يملكان ثروة بالملايين في الدومنيكان! غادرا فنزويلا ولهما صلة وثيقة بلمسي سالازار

ظهر إسم كلّ من النقيب فيلاسكيز وزوجته كلوديا في أوراق بنما كمالكين لشركة تعاملات تجارية بملايين الدولارات. وكانت لديهما ممتلكات خاصة في منطقة النخبة في جمهورية الدومينيكان، بونتا كانا، حيث تكلف الممتلكات الملايين من الدولارات، وقد أقاموا هناك قبل يونيو 2015. وتظهر الوثائق أنه بعد رحيل تشافيز مباشرة، وانتخاب نيكولاس مادورو كرئيس لفنزويلا في أبريل 2013، افتتح النقيب فيلاسكيز شركة في الخارج في 18 أبريل 2013 من خلال شركة بنمية وسيطة هي Mossack Fonesca، وسمّاها بلكنر وشركاه المحدودة. أكّدت شركة الاستثمارات المالية السويسرية، ثري كابيتال بارتنرز، أنها تدير أموال النقيب فيلاسكيز، التي تصل قيمتها إلى الملايين من الدولارات. إن من المستحيل لنقيب في الجيش أن يحصل على مثل هذا المبلغ الهائل من المال من خلال الوسائل المشروعة. لا هو، ولا زوجته، كلوديا، عاد إلى فنزويلا منذ العام 2015. كان النقيب فيلاسكيز وثيق الصلة بلمسي سالازار خصوصا!!

بطبيعة الحال كان مريبا جدا أن سالازار نقل من اسبانيا، حيث كان يزعم أنه في إجازة مع عائلته، ونقل إلى الولايات المتحدة على متن طائرة تابعة لإدارة مكافحة المخدرات. ليس هناك شك في أنه كان يتعاون مع حكومة الولايات المتحدة وخان بلده. ما يبقى هو أن نرى ماذا كان دوره بالضبط. هل كان يقدّم السم القاتل لشافيز، أو أن واحدا من شركائه كان يقوم بذلك، مثل النقيب فيلاسكيز أو الممرضة/أمينة الخزانة كلوديا؟

ومن المهم الإشارة إلى أن وكالة مكافحة المخدرات لم تشارك وحدها في عملية نقل لمسي إلى الولايات المتحدة. أعتقد أن وكالة المخابرات المركزية معنية أيضا. وهم يعملون معا على القضايا السياسية رفيعة المستوى، وكانوا يعملون معا من مركز الاستخبارات الموحد في كولومبيا. لماذا كانت وكالة مكافحة المخدرات وليس وكالة المخابرات المركزية هي التي جلبت لمسي سالازار إلى الولايات المتحدة فهذا لم يتم الكشف عنه بعد، ولكن هذا لا يعني أن وكالة المخابرات المركزية لم تشارك في العملية برمتها.

وكالة المخابرات الأمريكية لديها سلاح إشعاعي مميت للاغتيال من عام 1948

وفي حين قد يبدو هذا جزءا من نظرية المؤامرة، فهي حقائق يمكن التحقق منها بشكل مستقل. وصحيح أيضا، وفقا لوثائق أمريكية سرية رُفعت عنها السرية، أن الجيش الاميركي قام بتطوير سلاح إشعاعي يُعطى عن طريق الحقن لاستخدامه في الاغتيالات السياسية لأعداء مختارين، وأن هذا الأمر يعود إلى عام 1948. في جلسات استماع لجنة الكنيسة في اغتيال كينيدي كشفت أيضا عن وجود سلاح اغتيال وضعته وكالة المخابرات المركزية يسبب النوبات القلبية وسرطان الأنسجة الرخوة. توفي تشافيز من سرطان الأنسجة الرخوة العنيف. وبحلول الوقت الذي تم الكشف عنه كان الأوان قد فات. وهناك معلومات أخرى موثقة عن تطوير "فيروس السرطان" الذي تم تحويله إلى سلاح وزعم أنه كان مخططا لاستخدامه لقتل فيدل كاسترو في الستينات. قد يبدو ذلك مثل الخيال العلمي، ولكن يمكن إجراء البحوث الخاصة ومعرفة ما يجري في الواقع فعلا. ولكن حتى لو اعتمدنا على وثيقة رسمية للجيش الأمريكي من عام 1948، فانها حقيقة ان الحكومة الامريكية كانت تعمل على تطوير سلاح إشعاعي للاغتيالات السياسية. وبعد مرور أكثر من 60 عاما، يمكنك أن تتصور مقدار التطور الهائل الذي حصل في القدرات التكنولوجية.

هذه سمات المناضل العظيم التي تكرهها الولايات المتحدة

وعن مشاعرها الخاصة تجاه خسارة شافيز وعن خصاله الإنسانية كمناضل نادر قالت إيفا غرينغلر:

"كان فقدان هوغو تشافيز ساحقا. كان صديقي وقضيت ما يقرب من عشر سنوات مستشارة له. الفراغ الذي تركه من المستحيل ملأه. على الرغم من عيوب الإنسان، كان لديه قلب كبير وكرّس نفسه لبناء بلد أفضل لشعبه، وعالم أفضل للبشرية. كان يهتم بصورة بالغة بكل الناس، وخصوصا الفقراء والمهملين والمهمشين.

هناك صورة التقطت لتشافيز من قبل أحد المارة، عندما كان في حفل أقيم في مركز كراكاس وكان يمشي في ساحة كبيرة تم إخلاؤها من قبل الأمن. فجأة، رأى شابا، أشعث، وعلى ما يبدو أنه كان مدمنا على المخدرات، بالكاد كان قادرا على الحفاظ على نفسه في وضع مستقيم، وكان يرتدي ملابس رثة. وإلى حدّ إثارة الرعب في حرّاسه، ذهب شافيز نحوه ووضع ذراعه حوله بمحبة، وقدم له فنجانا من القهوة. لم يحكم على هذا المسكين أو يوبّخه، أو يظهر له الاشمئزاز. كان يعامله كإنسان يستحق أن ينظر إليه بكرامة. مكث هناك معه لفترة من الوقت، يسردان القصص ويدردشان مثل الأصدقاء القدامى. وعندما كان عليه أن يذهب، طلب من واحد من حراسه أن يقدم أي مساعدة يحتاجها هذا الرجل.

لم تكن هناك كاميرات، ولا تلفزيون، ولا جمهور. انها ليست دعاية. كانت حقيقية، ورعاية صادقة وحرص على إنسان زميل في أمس الحاجة إليه. على الرغم من كونه الرئيس ورئيس قوي لمؤسسات الدولة، كان شافيز يرى نفسه دائما على قدم المساواة مع جميع الناس.

كان موته خسارة غير متوقعة ومأساوية لفنزويلا. للأسف، المسؤولون الذين جاءوا بعده غير قادرين على إدارة البلاد خلال هذه الأوقات الصعبة. مزيج من الفساد والتخريب الخارجي من قبل قوى المعارضة (بدعم من الخارج) شل الاقتصاد. وكان سوء الإدارة على نطاق واسع ومدمر. انتهزت الأجهزة الأمريكية وحلفاؤها في فنزويلا الفرصة لمزيد من زعزعة الاستقرار وتدمير كل ما تبقى من التشافيزية. الآن هم يحاولون تشويه ومحو تراث شافيز، ولكن هذه مهمة مستحيلة. وحتى إذا لم تنجو الحكومة الحالية من الهجمات الشرسة ضدها، فإن ذاكرة شافيز الراسخة في عقول وأرواح الملايين من الناس الذين اثر فيهم وحسّن حياتهم، ستصمد في وجه العاصفة. أصبحت "التشافيزية" أيديولوجية تقوم على مبادئ العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. ولكن هل يفتقده الناس بشكل رهيب؟ الجواب: نعم، فعلا.

الصورة رقم (3): إيفا غرينغلر تحمل شعار مساندة غزة المظلومة كما عوّدها المناضل شافيز

إيفا غرينغلر هي صحفية فائزة بالجائزة الدولية للصحافة في المكسيك (2009)، وهي محامية وكاتبة من نيويورك، تعيش في كراكاس، فنزويلا منذ عام 2005. وهي مؤلفة كتب من أعلى المبيعات: "قانون شافيز: تحطيم تدخل الولايات المتحدة في فنزويلا" (2006)، "بوش مقابل شافيز: حرب واشنطن على فنزويلا" (2007).

الصورة رقم (3): المناضل الراحل شافيز بعد إصابته بالسرطان من قبل الولايات المتحدة

شافيز اشار إلى مؤامرة السرطان من الولايات المتحدة قبل موته

في 29 ديسمبر كانون الأول 2011 أخذت أحاديث الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز عن الولايات المتحدة الأمريكية منحى غير عادي، عندما أشار إلى أن واشنطن قد تكون وراء موجة من الإصابات بالسرطان بين رؤساء دول أمريكا اللاتينية. قال شافيز:

"هل سيكون من الغريب أنهم قد اخترعوا تقنية لنشر السرطان ونحن لم نعرف عنها رغم مرور 50 عاما عليها؟" هكذا صرح شافيز، بعد يوم واحد من إعلان رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر أنها قد شُخّصت كمصابة بسرطان الغدة الدرقية، وستخضع لعملية جراحية في يناير كانون الثاني.

كان شافيز يتحدث في خطاب نهاية العام الموجّه للقوات المسلحة، لمّح شافيز إلى أن موجة من السرطان بين زعماء المنطقة يمكن أن تكون مؤامرة أمريكية - على الرغم من انه اعترف ان ليس لديه دليل ولا يريد إطلاق الاتهامات "المتهورة".

"أكرّر: أنا لا أتهم أي أحد. انا فقط أستغل حرّيتي لأتأمل حوادث تجري وهي غريبة جدا وعصية على التفسير. فالسنوات الأخيرة شهدت سلسلة من الإصابات بالسرطان بين قادة اليسار الأمريكيين اللاتينيين تشمل رئيسة البرازيل الحالية ديلما روسيف، رئيس باراغواي فرناندو لوغو، ورئيس البرازيل السابق لولا دا سيلفا".

في حزيران الماضي (عام 2011) أقر شافيز بأنه يُعالج حاليا من السرطان، وأخبر الفنزويليين بأن الأطباء قد أزالوا "خلايا سرطانية" من جسمه.

"أنا لا أعرف.. لكن يبدو غريبا جدا أن يُصاب لوغو بالسرطان، وديلما عندما كانت مرشحة رئاسية وهي تدخل السنة الإنتخابية، وقبلها بمدة قصيرة لولا، والآن كريستينا.. إنه شىء عصي على التفسير، حتى وفق قوانين الإحتمالات، ما يحصل لبعض قادة أمريكا اللاتينية. إنه شىء غريب جدا.. غريب جدا جدا".

وبالرغم من أنه يفتقد للأدلة القاطعة، فإن شافيز قد دعا قادة أمريكا اللاتينية الآخرين أن يتذكروا ويتأملوا كيف قام أطباء الولايات المتحدة الأمريكية بإصابة 2500 مواطن غواتيمالي بالسفلس في الأربعينات.

"كاسترو يحّر شافيز وشافيز يحذّر رئيسي بوليفيا والإكوادور من الاغتيال بالسرطان

"إيفو عليك أن تعتني بنفسك. كوريا، توخى الحذر. نحن لا نعرف"، هكذا قال شافيز محذرا أول رئيس لبوليفيا من السكان الأصليين، إيفو موراليس، ورافائيل كوريا، رئيس الإكوادور.
وقال شافيز إنه تلقى كلمات تحذير من الزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو، الذي كان هدفا للعشرات بل للمئات من محاولات الاغتيال الفاشلة وغالبا الغريبة بما في ذلك بدلة غوص ملوثة بالفطريات وسيجار ينفجر عند إشعاله.

قال شافيز: "قال فيدل لي، شافيز هؤلاء الناس يملكون تكنولوجيا متقدمة. أنت مهمل جدا. احرص على ما تأكله، وانتبه لما يُقدّم إليك من طعام... إبرة صغيرة ويحقنونك بما لا أدري ما هو".
ويتهم شافيز الولايات المتحدة بالتخطيط لغزو بلاده والمشاركة في محاولة انقلاب عام 2002 التي أطاحت به لفترة وجيزة من السلطة.

رئيس بوليفيا يخشى اغتياله من قبل الأمريكان

في يوليو من هذا العام طرح ايفو موراليس نظرية المؤامرة من تلقاء نفسه، عندما أعلن أن وكالة المخابرات المركزية قد زرعت عمدا المخدرات على متن الطائرة الرئاسية في بوليفيا بهدف تشويه سمعة حكومته.

قال موراليس: "هل تعرف لماذا؟ أنا أعتقد أنهم يعدّون لشيء ما. ولهذا صرتُ أخشى كثيرا أن أسافر الى الولايات المتحدة بطائرتي الرئاسية".

وخزة إبرة سبّبت السرطان لدى شافيز

ويقول المحلل السياسي ويليام بلوم عن اغتيال شافيز:

"لقد حاولت وكالة الاستخبارات المركزية اغتيال أكثر من 50 من الزعماء الاجانب ونجحت في قتل نصفهم على الأقل. وكان عدد قليل جدا منهم قد أعلن احتقاره لحكومة الولايات المتحدة وقادتها كما فعل شافيز. لذلك لن يكون هناك أي سبب على الإطلاق لأن نتوقع أن وكالة الاستخبارات المركزية لن تضع خطة لقتله، كما أن طبيعة مرضه أمر غريب جدا.

لقد أصيب بالسرطان، الذي لم يتحسن على الرغم من عدة جلسات من العلاج الكيميائي والعلاجات المتوفرة. ثم أصيب بالتهابات خطيرة في الرئة، التي لم تتحسن أيضاً مهما فعلوا. وبعد ذلك أصيب، فجأة، بأزمة قلبية حادة. جميع هذه العلل في نفس الرجل مع عدم وجود سبب واضح، وكان عمره 58 عاما فقط، وبقدر ما نعرف فإنه كان بصحة جيدة جدا إلى أن حدث هذا التدهور الصحي الغريب، كل ذلك غريب جدا".

وردا على سؤال هل يعرف أو سمع عن أي تكنولوجيا جديدة ذات فاعلية أو برامج جديدة يمكن أن تسبّب مثل هذا السرطان؟

أجاب بلوم: "إن الوسيلة تكون إبرة، ذات طعنة حادة سريعة، وكل ما تحتاجه هو أن تحصل على شخص واحد يعمل قريبا بما فيه الكفاية من تشافيز للقيام بذلك. والمشكلة هي أن شافيز كان دائما وسط الجمهور، ويتعامل مع الناس بصورة مباشرة وقريبة. كما كانت هناك مناسبات لا تعد ولا تحصى في السنوات القليلة الماضية كان فيها عرضة لوخزة سريعة لا تُحس بإبرة من شأنها أن تكون وسيلة لنقل الأمراض. وأذكر أن فيدل كاسترو كان قد حذّره من ذلك تماما عندما قال له: "وخزة سريعة بإبرة، وسوف تفعل... لا أعرف ماذا!".

مصادر هذه الحلقات

مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن عمليات الإغتيال وأساليبها القذرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية سوف تُذكر في ختام الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى