الأربعاء ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٦
(145) أوباما وأمّه وأبوه وزوج أمّه وجدّته وجدّه
بقلم حسين سرمك حسن

وكلاء لوكالة المخابرات المركزية (القسم الثاني)

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

المحتوى

(عائلة أوباما ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية- جدّ أوباما عمل لصالح وكالة المخابارت المركزية في الشرق الأوسط- أوباما عمل لوكالة المخابرات منذ الكلية- كل المؤسسات التي عملت فيها أم أوباما هي واجهات وممولة من وكالة المخابرات المركزية- جدّة أوباما وغسل الأموال لصالح وكالة المخابرات المركزية- أوباما: لا للشفافية- أول عمل لأوباما بعد تخرجه كان في شركة واجهة لوكالة المخابرات (هل أوباما هو المرشح المنشوري؟)- ملاحظة عن مصادر هذه الحلقات)

عائلة أوباما ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية

هناك كميات هائلة من المادة المكتوبة عن خلفيات علاقة جورج بوش الاب بوكالة المخابرات المركزية والأنشطة ذات الصلة بالوكالة من قبل والده وأولاده، بما في ذلك إبنه الرئيس السابق جورج بوش الإبن. باراك أوباما، من ناحية أخرى، تستر بذكاء على علاقاته الخاصة بوكالة المخابرات المركزية وكذلك والدته، ووالده، وزوج أمّه، وجدّته (هناك القليل جدا مما هو معروف عن جدّ أوباما، ستانلي آرمور دنهام، الذي كان يُفترض أنه يعمل في تجارة الأثاث في هاواي بعد أن خدم في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية). الرؤساء ونواب الرؤساء لا تطلب عنهم التحريات الأمنية، على عكس الأعضاء الآخرين الذين يتولون مناصب حكومية. يُترك هذا الدور للصحافة. لكن في عام 2008، فشلت الصحافة فشلا ذريعا في واجبها في التحرّي عن الرجل الذي سيفوز في البيت الأبيض. مع علاقات آباء أوباما بجامعة هاواي وصلاتها بمشروعي MKULTRA و ARTICHOKE، يبقى السؤال الملح: هل باراك أوباما هو "المرشح المنشوري" manchurian candidate في الحياة الواقعية؟"

كشف تقرير واين مادسن WMR سابقا الروابط بين وكالة المخابرات المركزية ووالدة الرئيس أوباما، وأبيه، وزوج أمّه، وجدته. ولا يُعرف الكثير عن جدّ أوباما، ستانلي آرمور دنهام، الذي اشار اوباما إليه عن طريق الخطأ على أنه "والده" في خطابين، واحد في الآونة الأخيرة لقدامى المحاربين الامريكيين المعاقين.

ما يعرف رسميا عن ستانلي آرمور دنهام هو أنه خدم مع القوات الجوية في بريطانيا وفرنسا قبل وبعد هجوم يوم النصر. بعد الحرب، انتقل دنهام وزوجته مادلين وابنته آن دنهام – أم أوباما - الى بيركلي، كاليفورنيا، الدورادو، كانساس، سياتل، وهونولولو. ويقال أن آرمور دنهام قد عمل لسلسلة من محلات بيع الأثاث.

أوباما يذكر أن والدته ووالده اجتمعا لأول مرة في صف اللغة الروسية في جامعة هاواي في عام 1959. ولكن، ظهرت صورة لستانلي آرمور يرحب بباراك أوباما، الأب، القادم من كينيا، بطوق من الزهور يمثل التحية التقليدية لهاييتي.

أوباما، الأب، كان الطالب الكيني الوحيد الذي جاء جوا إلى هاواي كجزء من مشروع الجسر الجوي الأفريقيا الذي أوحت به وكالة المخابرات المركزية التي نقلت أوباما الأب و 279 طالبا آخر من المستعمرات البريطانية في شرق وجنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة للحصول على شهادة جامعية قبل ان تحصل أوطانهم على الاستقلال من بريطانيا. وقد تم اختيار الطلاب من قبل الزعيم الوطني الكيني توم مبويا الذي سيقوم في وقت لاحق بالمراقبة لصالح وكالة المخابرات المركزية في اجتماعات مؤتمر عموم شعوب أفريقيا. ركّز مبويا بشكل خاص على اثنين من القادة الأفارقة الذين ينظر إليهما على أنهما قريبان جدا من كتلة الصين والاتحاد السوفيتي، وهما كوامي نكروما من غانا وسيكو توري من غينيا.

ستانلي آرمور دنهام مع باراك أوباما الأب في مراسم الترحيب عند وصول الأخير إلى هاواي. وجود اثنين من أفراد البحرية الأمريكية يشير إلى أن الطائرة قد هبطت في قاعدة هيكام الجوية، مما يدل على دور الحكومة الامريكية ووكالة المخابرات المركزية في مشروع الجسر الجوي من أفريقيا.

ظهور آرمور دنهام مع باراك أوباما، الأب، في الصورة يعني أن "بائع الأثاث" في هاواي كان، في الواقع، يعمل مع مشروع ممول من وكالة المخابرات المركزية لتثقيف الطامحين السياسيين بسرعة للعمل في الحكومات الأفريقية بعد الاستقلال لمواجهة القادة السياسيين المدعومين من السوفيت والصينيين في المنطقة.

جدّ أوباما عمل لصالح وكالة المخابارت المركزية في الشرق الأوسط

وهناك سبب قوي للاعتقاد بأن آرمور دنهام عمل في الخمسينات لصالح وكالة المخابرات المركزية في الشرق الأوسط. هناك ملف موجود في مكتب التحقيقات الفدرالي عن آرمور دنهام ولكن المكتب ادعى بأنه دمر الملف في 1 مايو 1997. وبالنظر إلى العلاقات المتوترة بين مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية خلال الحرب الباردة، فمن المرجح أن آرمور دنهام قد تمت مراقبته من قبل مكتب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إدغار هوفر" بنفس الطريقة التي يعامل بها عدد من المسؤولين وعملاء وكالة المخابرات المركزية الآخرين من ناحية مراقبتهم. وبالمثل، فإن سجلات جواز سفر ما قبل عام 1968 لوالدة أوباما، ستانلي آن دنهام، قد دُمّرت من قبل وزارة الخارجية.

هناك دليل صوري على أن آل دنهام قد تم إرسالهم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية إلى بيروت، بلبنان في أوائل الخمسينات. لقد ظهرت صورة لوالدة أوباما وجدّيه تظهر فيها آن دنهام وهي ترتدي ما قد يكون الزي المدرسي مع شارة "NDJ"، والتي تعني كلية نوتردام دي جامهور، وهي مدرسة لغة فرنسية يسوعية كاثوليكية خاصة في بيروت، لبنان. يشمل خريجو المدرسة ثلاثة رؤساء سابقين للبنان، أمين الجميل، وبشير الجميل، وشارل حلو، وجميعهم حافظوا على علاقات وثيقة مع واشنطن.

هل ذهبت والدة أوباما [اليسار] إلى مدرسة خاصة في لبنان في أوائل الخمسينات بينما كان والدها [الوسط] يعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية في بيروت؟.

وهناك أيضا الطبيعة الغريبة لرقم الضمان الاجتماعي للرئيس أوباما، الصادر في ولاية كونيتيكت، وهي ولاية لا يوجد فيها أي دليل آخر على أن أوباما كان مقيما فيها!. إضافة إلى هذا الغموض هناك لغز آخر يتعلق بعنوان في مدينة نيويورك لـ "ذكر" يدعى ستانلي آن دنهام، 235 E. شارع 40 شقة 8F، مدينة نيويورك 10016-1747. عنوان يقع على بعد شوارع قليلة من عنوان مؤسسة فورد. آن دنهام، أم أوباما، عملت لفترة وجيزة في نيويورك في مؤسسة فورد.

يوم 9 أغسطس 2010، ذكر تقرير واين مادسن WMR: "في 19 ديسمبر 1971، نُشر مقال في صحيفة بوسطن غلوب كتبه دان بينك، [وهو مؤرخ وضابط سابق في مكتب الخدمات الستراتيجية] تحت عنوان" هل الجميع في وكالة الاستخبارات المركزية؟ "يزعم أن تحديد مسؤولي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) من ضباط ووكلاء المخابرات المركزية الأمريكية هو أمر معقول حسب تقارير بعض عناصر قيادة وكالة المخابرات المركزية والمقرّبين منهم". والدة الرئيس أوباما، ستانلي آن دنهام سويتورو عملت في الوكالة الامريكية للتنمية في ريف جاوة في إندونيسيا. وكانت مقالة بينك استعراضا لكتاب 1968، "من هو الذي في وكالة المخابرات المركزية" الذي نُشر في برلين.

وقد حصل تقرير واين مادسن على نسخة نادرة من كتاب "من هو الذي في وكالة المخابرات المركزية" من إنجلترا. الكتاب، الذي نشر في برلين الغربية في عام 1968، يذكر أسماء 3000 من عملاء المخابرات المركزية الامريكية والوكلاء من ذوي النفوذ في جميع أنحاء العالم.
ويتضمن الكتاب أيضا إشارة إلى واحد من العاملين في وكالة المخابرات المركزية في جزيرة ميرسر، بواشنطن.هذا الشخص هو جنرال القوة الجوية المتقاعد "دون زابريسكي زيمرمان"، الذي كان كبير المهندسين في شركة بوينغ في سياتل. قبل أن يتقاعد من القوات الجوية، كان زيمرمان مساعد نائب قائد القوات الجوية للتنمية في البلدان الأجنبية. آن ستانلي دنهام تخرجت من المدرسة الثانوية في جزيرة ميرسر عام 1960، والتقت بأوباما الأب في وقت لاحق من ذلك العام في صف اللغة الروسية بعد أن انتقل والداها إلى هاواي. أم ستانلي آن دنهام، مادلين دنهام، عملت في مصنع بوينغ في ويتشيتا بولاية كنساس خلال الحرب العالمية الثانية.

ويذكر الكتاب عددا من وكلاء وكالة المخابرات المركزية في البلدان خلال الخمسينات والستينات حيث عمل والد أوباما، وأمه، وزوج أمّه، وكما يُزعم، جدّه وجدّته:

أندونيسيا:
جاكرتا 64 وكيلا
سورابايا 12
ميدان 8
هولنديا 1
كينيا:
نيروبي 19 وكيلا
مومباسا 2
لبنان:

بيروت 61 وكيلا (بضمنهم وكيل تم تعيينه أيضا في جاكرتا، ولاهور، وكراتشي وآخر عُيّن في لاهور)

هاواي:

هونولولو 6 (بضمنم وكيل أُرسل أيضا إلى جزيرة كانتون وآخر يجيد اللغة الفرنسية، تتحدث ستانلي آن دنهام الفرنسية، والأردية، والبهاسا الإندونيسية، ودرست اللغة الجاوية في جامعة هاواي، بالإضافة إلى الروسية).

جاء تعيين باراك اوباما كمحرّر في شركة الأعمال الدولية بعد تخرجه من جامعة كولومبيا عام 1983 في وقت كان مثل هذه الشركات الصغيرة في مجال الأعمال التجارية والاستشارية تنتفخ بعناصر وكالة المخابرات المركزية الكبار المتقاعدين. توسّع شركة الأعمال الدولية في بداية الثمانينات جاء ايضا في وقت كانت الشركات الكبرى تواجه مخاطر عدم كفاءة أقسامها الداخلية وباتت تعتمد بدرجة أكبر على شركات مثل شركة الأعمال الدولية.

أوباما عمل لوكالة المخابرات منذ الكلية

ولكن، اتصالات أوباما بوكالة المخابرات المركزية جاءت بصورة أبكر من عمله في شركة الأعمال الدولية. التحاق أوباما بكلية أوكسيدنتال في لوس أنجلس من 1979 إلى 1981 مهم بسبب علاقات الكلية الوثيقة بوكالة المخابرات. رئيس الجامعة، ريشارد جيلمان، الذي تقاعد في عام 1988، كان من روّاد قسم لوس أنجلس من مجلس نيويورك للعلاقات الخارجية، ومجلس لوس أنجلس لشؤون العالم. وكمدير للمجلس الأخير، عمل سوية مع مدراء المجلس الآخرين جون ماكون مدير سابق لوكالة المخابرات؛ سيمون رامو، رئيس شركة RTW المتعاقد الرئيسي مع وكالة المخابرات؛ وقطب النفط الثري أرماند هامر، رئيس شركة أوكسيدنتا النفطية، وهو نفسه ليس غريبا عن المكائد ذات الطابع المخابراتي.

كانت أوكسيدنتال، لسنوات عديدة، هدفا رئيسيا لجهود التجنيد لصالح وكالة المخابرات. حصل واين مادسن على مذكرة سرية لوكالة المخابارت المركزية تاريخها 8 فبراير شباط 1967، تشرح "برنامج 100 جامعة" التي، كما يوضح الكاتب، يعتبر تقنية تجنيد. وكانت غايته هي توفير معرفة أفضل في حرم الجامعات الأمريكية عن أهمية وكالة المخابرات ومهمتها ودورها في الحكومة، وتوضيح المدى الواسع للفرص التشغيلية في الوكالة".

مذكرة سرّية سابقة لوكالة المخابرات المركزية مؤرخة في 8 فبراير شباط 1979 موجّهة إلى نائب المدير لشؤون الإدارة من المدير التنفيذي لشؤون الأفراد، تشرح جهد الوكالة الواسع للتجنيد في جامعة أوكسيدنتال في 1 فبراير 1979. التحق أوباما بأوكسيدنتال في أواخر 1979. توضح المذكرة: "ذكر المكلف بالتجنيد (الإسم محجوب) بأنه تحدث إلى ما يقارب 70 طالبا في جامعة أوكسيدنتال في لوس أنجلس في 1 فبراير 1979 وقد استقبل طرحه بشكل جيّد. وأضاف بأنه في الوقت الذي لم يقاطعه أحد من الحاضرين، فإن حوالي 15 إلى 20 عضوا من أعضاء الحلف الديمقراطي الاجتماعي كانوا يتظاهرون خارج القاعة بينما كان يتكلم وكانت هتافاتهم "يا سي آي إيه، أخرجي" مسموعة. وذكر لاري أيضا أن السبعين الحاضرين في الاجتماع كانوا أكبر عدد يحضر في الكلية لأي موظف آخر". السؤال الملح هو هل حاول "لاري" هذا تجنيد باراك أوباما الشاب في أوكسيدنتال وهل كان ناجحا في الحملة الموالية للوكالة في حرم الجامعة عام 1979؟

كل المؤسسات التي عملت فيها أم أوباما هي واجهات وممولة من وكالة المخابرات المركزية

ربّ عمل أم أوباما في أندونيسيا هي مؤسسة فورد التي لها علاقة طويلة وقديمة بوكالة المخابرات. وبينما كانت تعمل ظاهريا على مشاريع التنمية الريفية الصغيرة التمويل في إندونيسيا، فإن مموّل آن دنهام كان بيتر غيثنر، والد وزير الخزانة تيموثي غيثنر في عهد أوباما.
كانت مشاريع التنمية الريفية الممولة من مؤسسة فورد غطاء لأنشطة الوكالة في إندونيسيا لزمن طويل. أشار تقرير لبعثة إندونيسية دائمة للأمم المتحدة في 9 نوفمبر تشرين الثاني 1959، إلى أن تمويل مؤسسة فورد لعمل مكتب تنمية المجتمع القروي يعمل بالتناغم مع العادات والتقاليد القروية".

ساعدت مؤسسة فورد على تأسيس معهدين خلال الحرب الباردة في جامعتي كولومبيا وهارفارد، وهما جامعتان تخرّج منهما أوباما. في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية (الغربية) الثانية ساعدت أموال مؤسسة فورد على إنشاء المعهد الروسي في كولومبيا ومركز بحوث روسيا في هارفارد لدعم دراسة التاريخ والسياسات الروسية والسوفيتية لكادر وكالة المخابرات المتخصص بشؤون الكرملين. في الواقع، التقت آن دنهام وأوباما الأب في صف تعلم اللغة الروسية في جامعة هاواي 1960. زمالة أوباما الأب كانت بوصاية عملية ممولة جزئيا من وكالة المخابرات سمّيت جسر أفريقيا الجوي، مصممة لتعليم والتأثير في جيل القادة الأفارقة من جنوب وشرق أفريقيا في نفس السنة التي كان الاتحاد السوفيتي يقوم بنفس الشىء من خلال تأسيس جامة الصداقة بين الشعوب في موسكو التي سُمّيت لاحقا بجامعة باتريس لومومبا.

استمرت مؤسسات فورد وروكفلر في تمويل برامج الدراسات السوفيتية في كولومبيا حتى بداية الثمانينات، بينما كان أوباما كما يزعم طالبا مسجلا في برنامج الدراسات السوفيتية بإشراف زبينيو بريجينسكي، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس كارتر.

موّلت مؤسسة فورد حملات الدعاية الموجهة من وكالة المخابرات في جميع أنحاء العالم. في عام 1976، شفرد ستون، مراسل صحيفة نيويورك تايمز السابق ومدير الشؤون الدولية في مؤسسة فورد، أصبح رئيسا للجمعية الدولية للحرية الثقافية التي شهدت تحوّل اسمها من مؤتمر الحرية الثقافية بعد أن انقطع تمويلها المباشر من وكالة المخابرات المركزية.
ومثل ربّ عمل أوباما بعد تخرجه من كولومبيا، أي شركة الأعمال الدولية، فإن مؤسسة فورد، من خلال جماعات مثل الجمعية الدولية لحرية الثقافة، أقامت صلات بالأحزاب اليسارية الأوروبية الرئيسية، ومنها حزب العمال البريطاني، والديمقراطي الاجتماعي الألماني، والاشتراكي الفرنسي.

ولكن، ليس كل قادة العلم يتم تخديرهم بشعور كاذب بالاطمئنان من مؤسسة فورد. نشرة وكالة المخابارت السرية، الخلاصة الاسبوعية للمخابرات، في 20 أبريل نيسان 1962، تشير إلى أن رجل بورما القوي "ني وين" أمر "مؤسسة آسيا ومؤسسة فورد بإيقاف نشاطاتهما" في بورما. يهاجم تقرير الوكالة ني وين لقراره بطرد المنظمتين المرتبطتين بوكالة المخابرات بالقول: "ني وين قومي متعصب مع نظرة تآمرية شكوكية، ومزاج ضيق، وميل نحو القرارات المتسرّعة المفاجئة".

الكاتب الصحفي موراي كمبتون، كتب في 3 أكتوبر تشرين الأول 1067، في نيويورك بوست منتقدا شفرد ستون، والجمعية الدولية لحرية الثقافة، ومؤسسة فورد بسبب علاقاتهم الوثيقة بوكالة المخابرات المركزية. كتب كمبتون: "العذر الثابت لاستخدام وكالة المخابرات في ان منظماتها هي قوى متميزة في حقل التقدم الثقافي، وأنها لا يمكن تمييزها عن مؤسسة فورد مثلا. قد تبدو هذه مقارنة غير معقولة قبل قراءة التقرير السنوي لمؤسسة فورد، الذي بعده سيكون من الصعب، وبكل ثقة، التفريق بين النشاطات الدولية لمؤسسة فورد من تلك التي لوكالة المخابرات المركزية".

استشهد كمبتون بمنحة الـ 8 ملايين دولار من مؤسسة فورد إلى مركز الدراسات الدولية التابع لمعهد ماسوشيست للتكنولوجيا وأضاف أن هذا المركز أنشىء بتمويل من وكالة المخابرات. في عام 1966، واحد من مصمّمي سياسات الحرب الباردة في إدارتي الرئيسين كينيدي وجونسون، وهو مكغريغوري باندي، أصبح رئيسا لمؤسسة فورد. عمل باندي أيضا مع مسؤولي مجلس العلاقات الخارجية والمخابرات المركزية ألين دالاس وريشارد بيسيل للاستقطاع من مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية ما يُخصص من أموال المساعدات لصالح الجماعات المناهضة للشيوعية في إيطاليا وفرنسا. بعد اغتيال كينيدي عام 1963، بدأ باندي بتوجيه العمليات الأمريكية السرية من رئاسته لـ "اللجنة 303" الفائقة السرية في عهد ارئيس جونسون.
وقّع باندي مذكرة سرّية في 27 فبراير شباط 1961، تم فيها توزيع مذكرة لجنة سبراغو حول الهيئة الأمريكية لأنشطة المعلومات الخارجية على المسؤولين الكبار في الوكالة. لجنة سبراغو التي ترأسها مانسفيلد سبراغو من الوكالة كانت مشكلة من قبل الرئيس إيزنهاور وضمت ألين دالاس مدير الوكالة ومدير اللجنة التنفيذي فالدمار نيلسن الذي كان "مستعارا" من مؤسسة فورد. أوصت اللجنة بضم "العناصر النفسية" في "النظام المعلوماتي" للولايات المتحدة.
تمويل وكالة المخابرات للمؤسسات مثل فورد وروكفلر كان واسعا جدا في الستينات، ولهذا قدّم السيناتور ويليام ريان تشريعا في عام 1967 يحضر على وكالة المخابرات المركزية "تمويل، أو منح، أو إقراض، أو الدفع، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أي شىء من أموالها إلى أي مؤسسة أو منظمة خيرية، منظمة عمل، منظمة نشر، منظمة بث أو إذاعة، أو معهد تعليمي وبضمنها الجمعيات التي تضم طلبة أو بعثات في الولايات المتحدة".

في حالة الإستعادة المخيفة لموت النائب الديمقراطي جون مورثا بعد جراحة بسيطة لرفع كيس الصفراء (المرارة)، فقد مات رايان في سبتمبر أيلول عام 1972 بعد جراحة بسيطة لقرحة بعد أن قاد التصويت ضد تخصيصات جديدة لحرب قيتنام.

كان رايان ساخطا على استخدام وكالة المخابرات لرابطة الطلبة الوطنية ونظيرها العالمي مؤتمر الطلبة العالمي لتجنيد العملاء. وفي الحقيقة، فإن مشروع الجسر الجوي الأفريقي الذي جلب أوباما، الأب، إلى جامعة هاواي هو جزء من برنامج أوسع لوكالة المخابرات المركزية لاستخدام المنظمتين الطلابيتين السابقتين من أجل تجنيد طلبة الكليات الشباب في صفوفها. وقد موّلت وكالة المخابرات المساعدات التكنولوجية والتعليم وبرامج تبادل الطلبة من خلال المنظمتين السابقتين مع دول من العالم الثالث مثل كينيا وإندونيسيا، موطن أبي الرئيس أوباما وزوج أمّه على التوالي.

على الرغم من أن الجسر الجوي الأفريقي تسلم 100.000 دولار كمنحة من مؤسسة جوزف كينيدي للدفع للطلبة الأفارقة الذين تم اختيارهم شخصيا من قبل وكيل لوكالة المخابرات المركزية الزعيم الكيني توم مبويا، معلم باراك أوباما الأب، للسفر إلى الولايات المتحدة في مختلف الجامعات (أوباما الأب كان أول طالب أفريقي يلتحق بجامعة هاواي)، فإن وكالة المخابرات استخدمت سلسلة من مؤسسات الواجهة لغسل أموال مخصصة للمشروع. كان الصندوق الرئيسي الذي استخدمته الوكالة في بداية الستينات هو صندوق كابلان في نيويورك. وقد استخدمت الوكالة شبكة من الصناديق والمؤسسات المالية لتمرير الأموال من خلال صندوق كابلان. وتشمل هذه المؤسسات حسب مقالة في مجلة رامبارتس Ramparts magazine في آذار 1967، صندوق بوردن في فيلادلفيا وصندوق برايس في نيويورك وصندوق إيسل في سان فرانسيسكو وصندوق بيكون في بوسطن وصندوق كنتفيلد في دالاس.

في عام 1958، مجموعة مرتبطة بوكالة المخابرات المركزية اسمها ممثلية المنطقة الغربية اجتمعت في كاليفورنيا في حلقة دراسية عنوانها "الولايات المتحدة وأفريقيا". من بين من حضروا هذه الندوة كان والتر كومبس المدير التنفيذي لمجلس شؤون العالم في لوس أنجلس؛ آرثر يونغ عميد جامعة أوكسيدنتال، فرانك لاماشيا الذي عُرّف بأنه مسؤول اقتصادي، القنصل الأمريكي العام في نيروبي بكينيا. ولكن كتاب "من هو الذي في وكالة المخابرات المركزية؟" عام 1968 وصف لاماشيا بأنه ضابط مخابرات معيّن في نيروبي وسالزبوري، روديسيا الجنوبية، وبغداد.
من توصيات هذه الندوة توسيع التعليم على المستوى الجامعي في البلدان الأفريقية الناشئة، وزيادة عدد البعثات للأفارقة في الجامعات الأمريكية في مجال التعليم العالي. في عام 1959، أطلقت الوكالة من خلال مالاشيا في نيروبي وتوم مبويا، الجسر الجوي الأفريقي الذي نقل 230 طالبا أفريقيا إلى الولايات المتحدة، وبضمنهم أوباما الأب، إلى هاواي، من خلال التمويل من مؤسسة كينيدي ومؤسسة تُدعى مؤسسة الطلبة الأمريكيين-الأفارقة.

وقد استمع الحاضرون لمساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية جوزف ساترثويت وهو يحذر من الشيوعيين الماهرين في التكتيكات التخريبية والثورية التي يجب مواجهتها. ومشروع الجسر الجوي الأفريقي يُعتبر شكلا من أشكال مواجهة النشاط الشيوعي في أفريقيا.
واحد من السياسيين الكينيين الذين كان لاماشيا ومبويا مكلفين بمراقبته كان الزعيم الكيني اليساري "أوغينغا أدينغا" الذي اصبح ابنه لاحقا رئيس وزراء كينيا . أدينغا من قبيلة ليو مثل مبويا وأوباما الأب، ولكنه أقام علاقات وثيقة مع بلدان المعسكر السوفيتي وقام بابتعاث الطلبة الكينيين إلى بلدان المعسكر الشرقي.

واحدة من الوكالات التي عملت بوثاقة مع وكالة المخابرات المركزية في تمويل نشاطات الطلبة المعادية للشيوعية في الخارج كانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، من أرباب عمل آن دنهام في إندونيسيا. كانت عمليات طلبة وكالة المخابرات تُقاد من خلال قسم العمليات السرّية رقم 5 في لانغلي ضمن قسم العمليات. واحدة من المهمات الرئيسية للطلبة الأجانب في وكالة المخابرات كانت التغلغل في المنظمات والحركات الطلابية اليسارية لغرض التخريب أو التجنيد.

جدّة أوباما وغسل الأموال لصالح وكالة المخابرات المركزية

في تقريرنا السابق عن عائلة أوباما ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ذكر تقرير واين مادسن حول استخدام الشركة الواجهية BBRDW في هونولولو للدفع لمختلف طغاة آسيا مثل الرئيس سوهارتو في إندونيسيا الذي سيطر على السلطة عام 1965 في انقلاب صممته وكالة المخابرات ضد الشيوعيين قبل سنتين من ذهاب آن دنهام وابنها أوباما ذي السبع سنوات إلى جاكرتا ليكونا مع زوجها الجديد، لولو سويتورو، الضابط الكبير في القوات العسكرية الفاشية لسوهارتو. استخدمت شركة BBRDW مختلف فروع بنك هاواي لنقل التمويلات لعملاء وكالة المخابرات وطغاة آسيا. كان نائب رئيس البنك المسؤول عن الحسابات المخصصة لهذه الأغراض هي مادلين دنهام، جدّة أوباما، التي توفيت قبل يومين من انتخاب حفيدها رئيسا للولايات المتحدة عام 2008.

على الرغم من أن وكالة المخابرات المركزية وسيناتور هاواي "دانيال إنوي" قد أنكرا أن تكون شركة BBRDW، التي فشلت وسط اتهامات بكونها شركة وهمية، واجهة لوكالة المخابرات، فإن واين مادسن قد حصل على رسالة تاريخها 13 أبريل نيسان 1984، مُرسلة من المدعي الأمريكي لمقاطعة هاواي إلى قسم الأمن الجنائي الداخلي في وزارة العدل والمكتب القانوني في وكالة المخابرات تتضمن مقالة لصحيفة هونولولو حول الشركة. تكشف المقالة أن وكالة المخابرات قد تدخلت لإيقاف تحقيق حول الشركة في يناير 1983. وقد أكد مسؤول لجنة التحقيق أن مسؤوليه في واشنطن قد أمروه بإيقاف التحقيق حول الشركة، مسؤول محطة وكالة المخابرات في هونولولو، جاك كيندشي، تقاعد من وكالة المخابارت والتحق بهذه الشركة بعد تأسيسها.
رون ريوالد، رئيس شركة BBRDW، كان قد تم تجنيده عام 1976 من قبل ضابط كبير في وكالة المخابرات في شيكاغو. بالإضافة إلى هذه الشركة، أنشأ رينوالد عددا آخر من الشركات الواجهية لوكالة المخابرات في هاواي. أما المؤسسات الأخرى التي ارتبطت بمشروعات وكالة المخابرات مع مليونيرات أجانب تشمل شركة الاستثمارت العربية الهاواية وشركة الاستثمار الإماراتية الأمريكية المسجلة في هاواي وتضم رينوالد، ومليونير إندونيسي هو "إندري غواتاما" والأمير سعود محمد من أمارة الشارقة.

رينوالد أخبر صحيفة Hawii Investor بأن الملايين من الدولارات من أموال وكالة المخابرات المركزية "متداخلة بحرّية" مع أموال مستثمرين ابرياء في حسابات مثل تلك المعتمدة في بنك هاواي، وكذلك في حسابات خارجية. حسابات شركة BBRDW في بنوك هاواي والخارج كانت تُستخدم لغسل الأموال لصالح سلطان بروناي، ولمصرفي الفلبيني إنريكو زوبل الصديق المقرب للرئيس فرديناند ماركوس، ورئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي، وإبنها رئيس وزراء الهند لاحقا راجيف غاندي، والرئيس سوهارتو رئيس إندونيسيا.

كانت لدى بنك مادلين دنهام أيضا صفقات مع بنك آخر لوكالة المخابرات المركزية هو بنك نوغان هاند في إستراليا الذي موّلت وكالة المخابرات من خلاله الانقلاب الدستوري ضد رئيس وزراء استراليا العمالي غوغ ويتلام في عام 1975. بعد انهيار هذا البنك في نهاية السبعينات، عُثر على الشريك المؤسس فيه "فرانك هاند" ميتا على مقود سيارته في موقف سيارات قرب سيدني. كان هاند قد اصيب بطلق ناري في راسه من مسدس على المقعد المجاور له تمّ مسح بصمات الأصابع من عليه!!. عالم المال في الباسيفيك الذي تعاملت معه جدّة أوباما في السبعينات والثمانينات كان يضم أكثر من مجرد عمليات الإقراض بكثير كثير جدا.

أوباما: لا للشفافية

وثيقة غريبة مدفونة عميقا في ملفات وكالة المخابرات المركزية هي عبارة عن دعوة غريبة لمدير الوكالة آنذاك "ستانسفيلد تيرنر" لحضور الحفل السنوي الثلاثين لجائزة "جيل Gil award" من الجمعية الكيميائية الأمريكية في مركز شرق-غرب في جامعة هاواي في 3 ابريل نيسان 1979. في مركز شرق-غرب مكث باراك أوباما الأب في عام 1960 والتقت آن دنهام بلولو سويتورو في 1965. كما عمل مركز شرق-غرب أيضا كواجهة لنشاط لوكالة المخابرات لتحديد مستقبل القادة الآسيويين من اليابان وأوكيناوا إلى إندونيسيا ومايكرونيسيا.

والغريب، أن اسم المجموعة التي تقيم الاحتفال قد حُذف في الدعوة غير السرّية، التي تكشف أيضاً وقفة الإحتفاء بجائزة "جيل" الثلاثين في جامعة هاواي وجامعة إلينوي. فالإحتفاء بجائزة "جيل" يلي "عشاء قسم التعليم الكيميائي". عنوان الإعادة على مظروف الدعوة حُجب أيضا كما مُنع نشر صفحتين من إضبارة الإحتفال بالجائزة والعيد. سابقاً، ذكر تقرير واين مادسن أن جامعة هاواي عملت كواحدة من خمس جامعات مُفضلة من قبل مدير وكالة المخابرات ريشارد هلمز لمشروعات الوكالة للتطويع السلوكي، كجزء من مشروعي مكتب الوكالة العلمي والتكنولوجي؛ أي مشروعي MKULTRA و ARTICHOKE، اللذين استخدما، من بين عقاقير أخرى، عقار LSD المهلوس على بشر في وكالة المخابرات المركزية.

واحد من وعود حملة الرئيس أوباما الرئيسية هي تقديم الإدارة الأكثر شفافية في التاريخ. فإذا إخذنا بالإعتبار حقيقة أن ماضيه الشخصي هو واحد من الأكثر غموضا من أي رئيس سابق، لن نندهش حول كون إدارة أوباما هي الأقل شفافية في التاريخ الحديث.

في هذا الجزء الأخير من سلسلة من خمسة اجزاء عن كيف أن باراك أوباما الإبن هو مخلوق من وكالة المخابرات المركزية، يتعمّق تقرير واين مادسن في برامج التطويع السلوكي، والقيادة الخلّاقة، والبحث الظاهراتي التي كانت في ذروتها عندما كان أوباما مستخدما في واجهة وكالة المخابرات المركزية: شركة الأعمال الدولية.

أول عمل لأوباما بعد تخرجه كان في شركة واجهة لوكالة المخابرات (هل أوباما هو المرشح المنشوري؟)

في عام 1984، بينما كان أوباما يعمل محرّرا في شركة الأعمال الدولية في مانهاتن، قام "روبرت غيتس" نائب مدير وكالة المخابرات المركزية الذي استبقاه أوباما وزيرا للدفاع من وقت إدارة بوش، قام بإعادة تسمية قسم علم النفس السياسي في الوكالة إلى مركز علم النفس السياسي ونقل المجموعة من مكتب القضايا العالمية إلى مكتب البحث العلمي والأسلحة.

يرتبط برنامج علم النفس السياسي للوكالة مباشرة ببرامجها في مجال علم النفس السياسي والسلوكي. في الواقع، استمرت الوكالة بإرسال ضباطها للتدريب في معهد ستانفورد لعلم النفس السياسي في جامعة ستانفورد. جامعة ستانفورد ومعهد ستانفورد للبحوث احتلا موقعا بارزا في برامج التطويع والعلم السلوكي التي ساعدت باراك أوباما على القفز إلى المكتب السياسي.

مذكرة سرّية لوكالة المخابرات من رئيس مركز علم النفس السياسي في مكتب البحث العلمي والأسلحة إلى نائب المدير للمعلومات، تعود إلى عام 1984، تطلب السماح بنشر دراسة لعضو استشاري في هيئة علم السلوك الرئيسية في مركز علم النفس السياسي تم إعدادها من قبل المركز في جامعة شيكاغو. في وقت دفعة غيتس لبرامج علم النفس السياسي في وكالة المخابرات، كان أوباما يعمل على نفس مشروعات "الصحافة" الدعائية النفسية في شركة الأعمال العالمية؛ واجهة وكالة المخابرات. كان البحث المقصود يتعلق بتصوّر لنوايا آية الله خميني في إسقاط "الأنظمة المدعومة من الغرب وإقامة دولة إسلامية موحدة بدلا منها تقودها الجمهورية الإسلامية في إيران. يعتقد البحث أن الخميني سوف يحقق أهدافه عن طريق إثارة السكان الشيعة في "السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، سوريا، لبنان، عمان، قطر، البحرين، والعراق" وإدخال "الخليج والعالم العربي في حالة أزمة".

ضغط وكالة المخابرات من أجل الفعل السياسي في وسائل الإعلام المحلي والدولي يمكن ملاحظته في جدول أعمال مؤتمر سرّي للغاية عن "الفعل السياسي" بتاريخ 5 آب 1982 وحضره وزير الخارجية جورج شولتز ووزير الدفاع كاسبر واينبرغر ومساعد وزير الدفاع فرانك كارلوشي ومدير وكالة المخابرات وليام كيسي ومدير الوكالة الأمريكية للمعلومات شارلس ويك ومستشار الأمن الوطني ويليام كلارك.

مشروع وكالة المخابرات المسمّى MOCKINGBIRD الذي وُضع تحت إشراف "كورد ماير"، كان من برامج الحرب الباردة صُمّم للتأثير في وسائل الإعلام المحلية والدولية وقد حكمت البرامج التي اعقبته استخدام وكالة المخابرات لصحفيي شركة الأعمال الدولية، الذين كان أوباما من بينهم، لتعزيز الدعاية والتضليل في الداخل والخارج. وبمباركة عقيدة الفعل السياسي الجديدة لإدارة ريغان، حصلت دفعة كبرى لاستخدام شركات مثل شركة الأعمال العالمية وغيرها من عمليات القطاع الخاص لتعزيز الدعاية الامريكية في الخارج. سيكون الغطاء لإدارة ريغان في القطاع الخاص لأننا، كما توضح المذكرة، "كحكومة، وبوضوح، لا نستطيع ولا ينبغي لنا ببساطة أن نحاكي الوسائل السوفيتية. ولن تستطيع مؤسساتنا السياسية قادرة في المستقبل المنظور لعب الدور الدولي للمؤسسات الأوروبية. ولكن هناك الكثير مما نستطيع عمله".

وتوضح المذكرة أنه ينبغي أن تكون هناك شركة قطاع خاص تواجه السوفيت في الخارج وذكرت أنه "حتى النيويورك تايمز" تدعم مثل هذا الجهد. جهد القطاع الخاص في مجال الدعاية أطلق عليه اسم PROJECT TRUTH وتفاصيله مذكورة في مذكرة سرّية سابقة من ويك إلى كلارك بتاريخ 23 أبريل نيسان 1982.

تم وصف حملة دعائية كبيرة ضد السوفيت، باستخدام موارد أمريكية وخارجية خاصة- اتحادات، أحزاب، شباب، كنائس، أعمال تجارية، إلى آخره. – ومؤسسات وشخصيات عامة. شملت الأهداف المحدّدة للمبادرة مؤتمر جماعة بيلدلبرغ في النرويج 13-16 مايس، سقوط مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤتمر المنظمات غير الحكومية في واشنطن 28 أبريل، وتلفيق سُمّي "يوم أفغانستان العالمي".

فريق ريغان للأمن القومي كان يقصد بوضوح، مستخدما أغطية مثل شركة الأعمال الدولية وغيرها، لزيادة "قدرة الولايات المتحدة على خلق المبادرات السياسية وإنجاز الحملات السياسية، باستخدام الموارد المعلنة والسرّية ومزاوجة الجهود الخاصة بالجهود الحكومية هنا وفي الخارج".

تظهر ملفات الوكالة أن مركز علم النفس السياسي كان داخلا جزئيا في مشروع سُمّي LOOKING GLASS، ضم مجموعة من كبار المسؤولين في الوكالة وفي مجال الأعمال مهمته تقوم على "تنمية المواهب" منذ عمر مبكر.

حصل تقرير واين مادسن على جدول أعمال من "مؤتمر تنمية المواهب" الذي عُقد في كارولينا الشمالية من 17-18 يناير، 1984، وشارك في تمويله مركز القيادة الخلّاقة الذي تاسس عام 1970 من قبل سميث ريشاردسون، مؤسس شركة فيك الكيميائية Vick Chemical Company.
من المشاركين كان مدير التدريب والتعليم في الوكالة، مدير وكالة الأمن القومي السابق الأدميرال نويل غايلر، وويليام فيريتي، الرئيس السابق لغرفة التجارة الأمريكية ومدير شركة الأعمال الدولية في مانهاتن. خدم غايلر أيضا كقائد لقيادة الباسيفيك الأمريكية في هاواي من 1972 إلى 1976، خلفا للأدميرال جون مكين الإبن، والد متحدي أوباما في انتخابات 2008، السيناتور جون مكين عن ولاية أريزونا.

فيريتي، كان أيضا رئيسا لشركة أرمكو Armco للصلب، ثم خلف لاحقا مالكولم بالدريغ، كوزير للتجارة في إدارة ريغان. اصبح فيريتي وزيرا للتجارة بعد موت بالدريغ في حادثة في سباق روديو (لرعاة البقر) في كاليفورنيا. وخلال إدارته لشركة الأعمال الدولية، عمل فيريتي أيضا في هيئة إدارة شركة Eli Lilly للأدوية وبنك تشاس مانهاتن، وكذلك كرئيس لهيئة أمناء مسرح فورد في واشنطن.

أغلب المشاركين في مؤتمر القيادة الخلاقة الذي استمر يومين كانوا من علماء السلوك. في تقريرنا السابق عن أوباما ووكالة المخابرات المركزية، كشف تقرير واين مادسن عن أن مدير وكالة المخابرات ريشارد هيلمز كان يعتبر جامعة هاواي، محل دراسة أم وأب أوباما، واحدة من خمس مراكز عالية لعمل الوكالة في مجال بحوث علم السلوك. الأربعة الأخرى هي معهد ماسوشيست للتكنولوجيا، جامعة يال، جامعة مشيغان، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس.

من المتحدثين في مؤتمر مركز القيادة الخلاقة، بالإضافة إلى فيريتي، كانوا بيلي ألبان، رئيسة شركة ألبان وويليامس، شركة استشارات دولية. كانت ألبان عضوا محوريا في جامعة كاليفورنيا، وعملت سابقا في هيئة معهد تافستوك tavistock institute في لندن. بعدها، درّست في جامعة كولومبيا. جزء من سيرة ألبان في ملفات أرشيف وكالة المخابرات والذي يكشف عملاءها وبضمنهم بانكرز ترست المرتبط بالوكالة، حُذف من السيرة. في الوقت الحاضر تضم هيئة أمناء مركز القيادة الخلاقة عناصر من جامعتي كولومبيا وهارفارد.

كان بصحبة فيريتي اثنان من المسؤولين التنفيذيين في شركة أرمكو للصلب. صورة كاريكاتيرية من المؤتمر موجودة في أرشيف الوكالة تصوّر اثنين من الرجال أحدهما يشير إلى جمع من الناس يمثلون الطبقة التي في اسفل السلّم الاجتماعي، ويهتف: "هذه هي المادة الخام لعالم جديد، متغيّر". وجود فيريتي من شركة الأعمال الدولية في مؤتمر يحضره رئيس التعليم والتدريب في وكالة المخابرات المركزية يشي بدور شركة الأعمال الدولية في توفير "المادة الخام" من بين صفوفها، اشخاص مثل أوباما، لعالم الوكالة الجديد والمتغير.

ملاحظة عن مصادر هذه الحلقات

مصادر هذه الحلقات عن علاقة أوباما بوكالة المخابارت المركزية سوف تُذكر في ختام الحلقة الأخيرة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى