الاثنين ١٣ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الشاعر محمود الماحي

الشاعر محمود أحمد حسن الماحي الشهير بمحمود الماحي من مواليد عام 1931 بمحافظة البحيرة وفي عام 1950 حصل على دبلوم التجارة من مدينة إيتاي البارود وبدأ حياته العملية متنقلاً بين عدة أعمال صغيرة في بعض المحال التجارية ثم عُيّن في إحدى الشركات وتدرّج في وظيفته حتى صار رئيسًا لحسابات الشركة وعاش في بيت أثري خلف مسجد الإمام الحسين .
كتب الشاعر محمود الماحي القصيدة العمودية وشعره تميز بمعاني النضال الإنساني وحب مصر والتغني بعروبته بالإضافة إلى النزعة الإنسانية والوجدانية ونشر قصائده في بعض المجلات وكان يقول الشعر في موالد الإمام الحسين والسيدة زينب والإمام الشافعي والسيدة سكينة والسيد البدوي وعندما قدمه الإعلامي أحمد فراج في برنامجه التليفزيوني ( نور على نور ) ألقى قصيدتين الأولى كانت بعنوان موكب الهجرة والثانية بعنوان رحلة الشوق وقد شاهدت أم كلثوم البرنامج فأرسلت الموسيقار الدكتور يوسف إلى شوقي إلى الشاعر محمود الماحي ليذهب معه لمقابلة أم كلثوم وعندما تقابل معها طلبت منه قصيدة لتغنيها في عيد ثورة 23 يوليو والذي سيحل بعد شهرين فكتب قصيدة بعنوان الفجر الجديد ولحنها رياض السنباطي وغنتها أم كلثوم عام 1966 ونذكر منها قوله:

من أطلع الفجر الجديد
على ربى تلك الربوع الناضرة
في القاهرة
في كل أوطان الشعوب الثائرة
هو صانع التاريخ في أيامنا
هو مشرق الآمال في أحلامنا
هذي خطاه على الطريق تقودنا هذي خطاه
لم تعطنا الدنيا سواه ولا نريد لها سواه
شدت يداه لنا الصباح من الدجى سلمت يداه
يا مصر يا وطن العروبة يا منار السائرين
يا مهد كل حضارة يا دار كل الصادقين
فجر الحقيقة أطلقيه وقبليه وعانقيه
وخذي فتاك إلى حماك إلى علاك وسائليه
كيف استفاق الدهر ينشر في حمى كفيك سعده
كيف التقى الوطن الكبير بوحدة أنسته بعده
كيف استطاع فتاك أن يلقي بقلب الظلم رعده
كانت حياتك بالوعود فكيف أنجز فيك وعده
وفتاك عبد الناصر
بطل الكفاح الظافر
لم تعطنا الدنيا سواه ولا نريد لها سواه
شدت يداه لنا الصباح من الدجى سلمت يداه
يا موطني في موكب الذكرى نعود فنلتقي يا موطني
ترنيمة العيد ابتهالات لشعب مؤمن
العيد عادك يا بلادي غردي
والنيل زغرد شاطئاه فزغردي
هذا فتاك وحوله جند رفاق في الكفاح
رفعوا ستار الليل فانطلقت تباشير الصباح
وفتاك عبد الناصر
بطل الكفاح الصابر
لم تعطنا الدنيا سواه ولا نريد لها سواه
شدت يداه لنا الصباح من الدجى سلمت يداه .

كانت بعض قصائد الشاعر محمود الماحي سببا في قضاء فترة في السجن خلف القضبان وقد ضمه معجم البابطين للشعراء العرب ومن القصائد التي ضمها المعجم للشاعر محمود الماحي امرأة تحت المطر وزوج خلف القضبان ورسالة إلى رفيقة الحياة وشمعة تذوب وفجر يشرق .
من قصيدة شمعة تذوب وفجر يشرق نذكر قول الشاعر محمود الماحي :

جفِّفْ دمـوعَكَ إنهـا تَكْويـني ..
واملأ يـقـنَكَ مـن ضِياء يَقـيـني
ودَعِ المخاوفَ والظّنونَ ألا تَرَى ..
أنـي قتلـتُ مَخاوفي وظنـونـي
ورضـيـتُ أن أحْيا بعُزْلة هــيكلٍ ..
غَنَّيـتُ فـيـه مشـاعـري وحَنـيـنـي
يـا طـالـمـا أنشدْتُ فـي محـرابــه
واهتزَّ لـي طربًا فهـزَّ شُجـونــي
ولَطـالـمـا أودعْتُه سِرّاً فـمــا
أفْشَى وكان عـليه خيرَ أمـيـن.

توفي الشاعر محمود الماحي يوم 10 فبراير عام 1972 في الجيزة فرحمة الله على روحه .


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى