الثلاثاء ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠١٨
«أزمنة مثيرة»
بقلم خلود فوراني سرية

و«خابية الحنين» للكاتب جمال أبو غيدا

رغم تعذر حضور الكاتب الحيفاوي المولد القَطري الإقامة، جمال أبو غيدا، أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 22.02.18 أمسية ثقافية تناول فيها إصداره "أزمنة مثيرة" وإشهار روايته "خابية الحنين" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ومكتبة كل شيء الحيفاوية.
كانت البداية لمسة وفاء لطيب الذكر الشاعر والمربي شكيب جهشان، عبر شريط مصور قصير.
افتتح الأمسية مؤهلا ومرحبا بالحضور المحامي حسن عبادي، قدم بداية التعازي لرئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة بوفاة الوالدة المرحومة (عفاف خميس نقارة)

ثم تحدث عن وحدة وتكافل النسيج الفلسطيني بأطيافه كافة موضحا أننا لا نستسيغ كلمة التواصل لأننا شعب واحد، الشعب العربي الفلسطيني، نعتز بعروبتنا وفلسطينيتنا على حد سواء، تجمعنا الهوية الواحدة ونحن لا نستطيع ان نتواصل مع أنفسنا بل مع الآخر ونحن نشعر ان كل فلسطيني وكل عربي مثقفٍ وملتزمٍ وراقٍ ومتنورٍ هو المثل الاعلى الذي يجب ان نكون عليه جميعًا بعيدا عن التحزب والطائفية والانقسامات على جميع اشكالها. ولهذا بادرنا في السنوات الأخيرة بتكثيف حضور إخوتنا من شتى أرجاء الوطن والشتات، ولم نعد نؤمن بأن للبرتقالة شقّين، بل نحن جناحا الوطن وبهما معا يحلّق.

تولت عرافة الأمسية وأدارتها بجميل أدائها وأنيق كلامها الإعلامية نضال علي رافع ومن ضمن تقديمها لم يفتها أن تبدع في وصف الموسيقى وحضورها في فلسطين قائلة: " نقشات الإزميل في يد العامل على صفحة الحجر..موسيقى، ثورة الماء في دلة القهوة..موسيقى، زغرودة العرس والشهادة.. موسيقى، أجراس الكنائس.. أذان المساجد وضجيج الطلاب في ساحات المدارس..موسيقى، ضحك الرفاق ورصاص الثوار..موسيقى، وصرخة امرأة ولدتنا وتلدنا وسوف تلدنا..موسيقى".

أما في باب المداخلات فقدم د. جوني منصور مداخلة تناول فيها كتاب "أزمنة مثيرة" وهو مشروع ترجمة لكتاب القنصل البريطاني (جيمس فين) في فلسطين.

وقد كانت له ترجمة سابقة لكتاب الرحّالة الإنجليزية (إليزا روجرز) "الحياة في بيوت فلسطين".
مما جاء في المداخلة أن هذا الكتاب لا يحمل فقط مذكرات القنصل إنما تقارير كثيرة واصفا فيها ما كان يجري في فلسطين على أرض الواقع.

وأردف د. جوني أن أهمية "أزمنة مثيرة" كانت في نقل الواقع والدور الذي لعبه القنصل (فين) ويحوي الكتاب الكثير من المعلومات التي صبت في النهاية لخدمة المشروع الصهيوني.
وأشاد د. جوني بمشروع الترجمة هذا مؤكدا أن التكثيف من هذه الترجمات يغني المكتبة العربية الفلسطينية في تعريفنا أمام الأوروبيين وتغني ثقافتنا وفكرنا واحتياجنا لمثل هذه الأعمال.

أما المداخلة الثانية فقدمها د.أليف فرانش حيث تناول فيها رواية "خابية الحنين" وهي أول عمل روائي للكاتب.

وكان عنوان مداخلته "ازدواجية العقم ما بين الإزاحة والانفصام".

تتطرق د. أليف إلى جوانب عدة في مداخلته عن الرواية والتي يرى فيها أنها أعادت إلى حيفا الحضور القوي في فلسطين، حضور مُدوّ بكثير من المعاني والمشاعر. وأبو غيدا هو العائد إليها ولو مجازا.

وفيها إتقان للهجات المختلفة للطيف العربي الواسع.

وهي محطة بارزة في تاريخ الأدبين الأردني والفلسطيني ذات جرأة في عرض الأمور.

ترتكز الرواية على حدثين هامّين للفلسطينيين في الأردن وهما أحداث أيلول عام 1970، وأحداث جامعة اليرموك في إربد عام 1986 مع تأكيده على التلاحم والترابط بين الحدثين.
وتابع د. فرانش أن الرواية تعتمد على الازدواجية مقدما مثالا على ذلك في لوحة الغلاف.
ومبنى الرواية متوازٍ مع الشخصيات والأحداث.

أما عن الإزاحة، ففي علم النفس هي توجيه المشاعر إلى جهة بديلة لعجزنا عن الوصول إلى الجهة المقصودة. وعن الإزاحات في الرواية فقد انعكست ب: حيفا مقابل عمان، فلسطين مقابل الأردن، السبعينيات مقابل النكبة، فواز مقابل نايف، الحب مقابل العائلة.

وبعد تلك الإزاحات أتى الانفصام، وهو درجة متطورة من الإزاحة التي أدت إلى الخيبة.

وأضاف، تعج الرواية بمشاهد العقم، العقم الوجودي التناسلي، عقم المكان وعقم الحب.

أما عن العنوان "خابية الحنين" هو يبدو بريئا لكنه ليس كذلك، بل هو سابق لحالة الانفصام والازدواجية.

تنعكس حقيقتان: أن العنوان يعج بالزمن، نجده زمنا مطيعا، يأخذه الكاتب كيفما يشاء وأينما يشاء. لكن الزمنين في العنوان، زمن الخابية وزمن الحنين، متوازيان لا يلتقيان، وهذا تجسيد لحالة الانفصام والازدواجية.

فهي خائبة الحنين وليست خابية الحنين. لأن الانسان يخزّن الذكرى ولا يخزّن الحنين. فلا الماضي سعيد، ولا الحاضر خيّر ولا المستقبل بشير.

في الختام، كان تسجيل صوتي مصور للكاتب جمال أبو غيدا من موقعه في الدوحة - قطر، فقدم بداية تحيته لنادي حيفا الثقافي حامل همّ الإبداع والأدب.

وتحدث عن تجربته في مشروع الترجمة وفي كتابة روايته التي تتكئ على تجربتين خاضها الفلسطينيون في الأردن حيث جاءت الرواية لتطرح أسئلة –لا حلول- للتفكير.

بالتقاط الصور كان الختام، وأمسيتنا القادمة يوم الخميس 01.03.18 لتكريم الأديب الفلسطيني أسعد الأسعد. بمشاركة الأديب سعيد نفاع، د.علا عويضة وعرافة الكاتبة نادية حرحش.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى