الخميس ١٧ أيار (مايو) ٢٠١٨
بقلم كريم مرزة الأسدي

سناء الحافي ترفدني بقصائد وجدانية ولا أروع!!(*)

8 - انتصاراً للمرأة العربية

1 - لماذا أرى فيك وحيا لذاتي؟!
و عشقاً جديداً يهزّ ثَباتي

2 - خذني اليك..أما كفى هذا الجفا؟
فرحي توارى في بعادك واختفى

3 - إنّي هنا..و الحزنُ يشعلُ أدمعي
و الإثمُ يحصدُ خيبتي..كي لا أعي

1 - لماذا أرى فيــــك وحيا لذاتي؟!
و عشقاً جديداً يهــــزّ ثَبــــاتي

صديقتي وتلمبذتي الشاعرة والإعلامية المعروقة الأستاذة سناء الحافي (وجدة 1983م)، ترفدني بقصيدة جديدة - لم تنشر بعد - عواطف أنثوية شاعرية، ولا أروع! تسير على خطى الشاعرة ا الكبيرة الرائدة أ.د.لميعة عباس عمارة (بغداد 1929م)، من البحر المتقارب:

لماذا أرى فيــــك وحيا لذاتي؟!
و عشقاً جديداً يهــــزّ ثَبــــاتي
خجــــولاً أراكَ..أمــــام اللقــاءِ
وعيناك ترســو كنــــهرٍ فراتِ
تحـرّرْ إذاً مـن خطايا الرجــالِ
و كــــنْ سيداً..للقــرار المؤاتِ
أنا لســت أرعى شبابا جديـــداً
فـشـــيبي توسّـــــدَ طوقَ النجاةِ
فما خـاب يوماً يقيني و حدْسي
و ما أجبن الحبّ وقت الصلاةِ
لماذا تعاني محالَ اللقــــاء؟
لماذا أرى في الجنونِ..سُـكاتي؟
هزمت الحكايات دهرا..طويلاً
و لكنّني فيك.. ذقـت مماتي
لعلّ الذي..منك نسـج خيالٍ
كأنّي أعيش الهوى في شتاتِ
فمن نسـجه قـد يطول ابتعادي
فكنْ أنــت لي...ذكرياتٍ لآتِ
و كن بهجة الروح مهما تواتي
بنا الأمنيات التي في سـباتِ
تذكّرْ أيا..-نور عيني-..كلانا
نذوق الأسى...نكتوي كالعراةِ
تذكّر..فأنــتَ سجيـــنٌ لذاتـي
تطيل الدعـاءَ.. لتَبقى صلاتي

القصيدة من المتقارب: فعولن فعولن فعولن فعولن.... وجوازات فعولن في المتقارب:

فعول، فعل،، فع،،عولن، عول. وهي لم تأتِ إلا بالجواز الأول على لأغلب.

الفرق بين الصلاة والصلات:

الصلاة هي اتصال العبد بربه (اتصال عالم الخلق بعالم الخآلق)

ولهذا يقول الله "اقم الصلاة"

الصلات هي اتصال علم الإنسان بالأشياء الأخرى في هذا العالم.

ولهذا يقول الله سبحانه "والطير صافات كل قد علم صلاته"

ولهذا فقد تكون "الصلات" سلبيه كقوله تعالى "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية".
اما "الصلاة" المعرفة فقد وردت بشكل ايجابي في كتاب الله.

معنى كلمة تؤاتي:

واتَيْته على الأَمْر مُواتاةً وَوِتاء طاوَعْتُه وقد ذكر ذلك في الهمز التهذيب الوُتَى الجِيَّات وَثَى به إِلى السلطان وَشَى عن ابن الأَعرابي وأَنشد يَجْمَع للرِّعاءِ في ثَلاثِ طُولَ الصِّوَى وقِلَّةَ الإِرْغاثِ جَمْعَكَ للمُخاصِمِ المُوائِي كأَنه جاء على واثاه والمعروف عندنا أَثَى قال ابن سيده فإِن كان ابن الأَعرابي سمع من العرب وَثَى فذلك وإِلاَّ فإِن الشاعر إِنما أَراد المُؤاثِي بالهمز فخفف الهمزة بأَن قلبها واواً للضمة التي قبلها وإِن كان ابن الأَعرابي إنما اشتق وَثَى من هذا فهو غلط ابن الأَعرابي الوثِيُّ المكسور اليد ويقال أَوْثَى فلان إِذا انكسر به مركبه من حيوان أَو سفينة.
السكات: المداومة على السكوت، سكَتَ / سكَتَ عن / سكَتَ على يَسكُت، سُكوتًا وسُكاتًا، فهو ساكت، والمفعول مسكوتٌ عنه

سكَت الشَّخصُ / سكت الشَّخصُ عن الكلام: صمَت، وانقطع عن الكلام.هذا الشطر " لماذا أرى في الجنونِ..سُـكاتي؟!" لا يمكن أن تصيغه إلا الغريزة الأنثونية، لا نزار قباني ولا الجواهري بقادرين الإتيان بمثله...القصيدة تحتاج للتحليل النقدي، وهذا الشطر الفضيل: " تحـرّرْ إذاً مـن خطايا الرجــالِ "، هنالك قفزات فكرية وفنية في القصيدة.

2 - خذني اليك..أما كفى هذا الجفا؟ ** فرحي توارى في بعادك واختفى
من عناوين دواوينها تشمّ طيب مسك العطر الباريسي لحورية المنافي، ولون مخملها الوردي لغواية مخدعها الملائكي، وملمسها الأنثوي... أنوثة تامة، مغرية حتى الأمومة، مشوبة بطعم مرارة اللاموقف الرجولي، وملح الرماد الأنثوي... لندخل - وأنت معي - محرابها، وسعة رحابها، كي نلمس توجّسها من أن تعطي دون أن تأخذ، أو أن تلتزم باللاملتزم، فالعناوين لم تأتِ من فراغ، أو مجرد اشتهاء، بل تجارب حياة، وفلسفة وجود، الحال لا يبقى على حال، هذا هو الإنسان، (وأين عن طينتنا نعدّي!!) - كما يقول ابن الرومي -، إليك بعض ما تتوجس به السناء المرأة، بل كل أنوثة مدفوعة بغريزة الأمومة للاستقرار والهناء، وتزيد دوافع الغريزة التراكمات المخزونة في اللاوعي والوعي عقبى التجارب الإنسانية لمسيرة المرأة كتابع للتسلط الذكوري...!! فمن بحر كاملها التام، تتلوى بين الوجد المتفاني والهجران المتواري، ولا أراها هنا إلا مدفوعة بغريزة أنثوية خالصة، إنّه لها وحدها وكفى!!:

فهذه القصيدة ببحرها (الكامل)، إليك إياها:

خذني اليك..أما كفى هذا الجفا؟
فرحي توارى في بعادك واختفى
في وحدتي أضحى غيابك آفــةً
تدمي ضلوعي ليت قلبك قد صفا
ليس الذي عانيتُ منه هيّنــــا
ذنبٌ.. وما أحلى الكريم إذا عفا
ارحم فؤاداً كنت يوماً نبضــــهُ
لا زال ينبضُ بالمــودة والوفا
إنّي لأعجب كيف أنّي لم أمتْ
من بعد هجرك...عدْ إليَّ فقد كفى
يا من سكنت بخاطري وبمهجتي
ارحمْ فؤاداً هـــــام فيك وآلفا
فألفتُ فيك قصــــائدا برّاقــــــةً
القلب صـــاغ حروفها وتكلًفا
خذني إليكَ..إلى مدائن لهفتــي
فلمن أعيش و داخلي فقد الدّفا؟
قد كنتَ لي رغم الجراح عواصماً
كـان الفؤاد بها أميراً مُترفا
أجهضتُ نسلي طوع أمرك سيدي
لو قيل:جارَ، يقول قلبيَ: أنصفا
فقدِ اصْطفاك القلب يا كلّ الهوى
والقلبُ يخضع راضياً لمنِ اصْطفى
لا تبتعدْ يا دفءَ قلـــبيَ واقتربْ
فالشـــوق محتجبٌ لقربك قــد طفا
خذ يا أميري لهفتي و تصـوّري
واسكنْ بأخيلتي ودع عنك الجفـا
عانقتُ طيفكَ في الخيــــالِ فزادنـي
شــــوقاً إليك فإنَّ قلـــــبيَ مدنفـا
خذني إليك فأنــت كل مذاهـــــبي
حوريٌـــةٌ كاــــنت تريد تعــــفّفا
ودعِ الّتعالي والغرور كلاهمـــــا
قـد يرديان بمن أضــــر وأجحفـا
ها قد نظمت إليك ما في خاطري
فلعل نبض الحرف يظهر مــــا خفـا

3 - إنّي هنا..و الحزنُ يشعلُ أدمعي
و الإثمُ يحصدُ خيبتي..كي لا أعي
المرأةُ تصرخ!!

(لا حولَ لي..كيَف المروءةُ تدّعي ؟!) (*).

آخر قصائدها الرائعة - تقطر إحساساً أنثوياً واقعياً مظلوماً، أنشرها انتصاراً للشاعرة وللمرأة العربية، المرأة نصف المجتمع الأحن!! الانتصار لها انتصاراً للأمة وحضارتها ومستقبل أجيالها، أنا أول من ينشرها من (الكامل):

إنّي هنا..و الحزنُ يشعلُ أدمعي
و الإثمُ يحصدُ خيبتي..كي لا أعـي
يا منْ..! وقفتُ دمي عليهِ جرحْتني
فأهنتني و الذلُّ يكسو مطمعي
جئتَ الهوى...موصودةً أبوابهُ
فنفضتني... كيفَ السبيلُ لمهجعي
يا سيّدَ الغدرِ الّذي خانَ الهوى
لا حولَ لي..كيَف المروءةُ: تدّعي..؟
في نيّتـــي...كان الغرام مرصّعاً
بمشاعرٍ..قــد خُنتَها فـــي أضلعي(*)
حسبي عليك..لمَا طعنتَ براءتي
هل بعد حسبي..لن تزيد مواجعي
و سددتَ في وجهي الطريقَ تكبّراً
و صرختَ محتدماً..قِفي لا..ترجعي
كيف الرجوع..إليهِ!!؟..أين طفولتي
م انتهى أمري لديك...و منفعي
أنكرتني..و جحدتَ كلَّ فضائلي
جازيتني هجراً.... و لم تبــق معي(*)
قلبي معي رغماً عليك....أصونه
لــن أشــتري نذلاً يبدّل موضعــي
أدري بأنَّ سِــــواي منــــك تودّدت
إنّـــي أراها فيك..ملء توقّـــعي
تحتلُّ قلباً كان لي..فرهنتـــــه
عمراً لديك..فكيف أخشى مصرعي
لم يبقَ شيءٌ منكَ..منذ هجرتني
يا من قسوتَ وضجّ. منّي مضجعي

(*) يجوز إشباع فتحة القاف في (تبقَ معي)، فتقرأ (تبقى معي)، الإشباع من الضرائر الشعرية.

مشاعر: ممنوعة من الصرف بالنثر، في الشعر تصرف وتنون للضرورة الشعرية. خلاص!
المروءةُ بالضم تأتي مبتدأ لاسم الاستفهام (كيف) خبرها، وتدّعي فعل وفاعله مضمر (أنت).... والمفعول به الضمير المستتر الذي يعود على المروءة.

4 - ولادتها... نشأتها...المناصب الإعلامية.. الدواوين والمؤلفات:.

من هي هذه السناء الحافي ؟!!

مغربية الجنسية، ولدت في مدينة وجدة في (5 /5 / 1983م)، إعلامية وشاعرة عمودية، وتكتب النص النثري، ولها رواية، وعدة دواوين مطبوعة، ومؤلف، تجيد اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، تنقلت في عدة أقطار عربية لغرض الدراسة، والعمل الصحفي، ومن هذه الأقطار السودان والبحرين والكويت والعراق والأردن، حيث تقيم الآن بعمان.

 نالت شهادة البكالوريوس (علاقات دولية) من (جامعة أفريقيا) - الخرطوم - السودان.

 شهادة الاعلامية المتميزة من الاتحاد الدولي للاعلام.

 تحضيررسالة ماجستير في العلوم السياسية -(دور الهيمنة الغربية / الامريكية في العلاقات الدولية) - (الجامعة العربية المفتوحة) - عمان - الأردن.

مما يدل على نشاطها الفعال في مجال الإعلام كثرة المهام التي شغلتها في عدة أقطار عربية منها:

رئيس قسم الاعلام و العلاقات العامة /– مكتب اعلامي - أم درمان - السودان -

 مدير مكتب جريدة الحقيقة العرقية - عمان.

 مدير قسم التحقيقات و الحوارات مجلة كل الناس.

 رئيس تحرير مجلة أصيلة الأدبية البحرينية.

 محررة صفحة الحوارات و التحقيقات بجريدة الصباح الكويتية.

 الناطق الاعلامي لجمعية الصحراء المغربية للتنمية و التعاون: مرئي - ورقي
إعداد برامج اجتماعية و ثقافية و تحقيقات استقصائية.

 كاتبة بزاوية اسبوعية بجريدة القدس العربي.

 كاتبة زاوية أسبوعية بجريدة الشرق السعودية.

 محررة بجريدة الرؤية الاماراتية.

المؤلفات:

- مجاميع شعرية: غواية امرأة - شمس النساء - حورية المنافي - عروس الرماد

- كتاب الإصلاح السياسي في المغرب (آفاق و تطلعات).

- لها قيد الطبع رواية و ديوان شعري.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى