الجمعة ٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٩
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

حليم والثورة

الفن المصري دعم الثورة ويعد العندليب عبد الحليم حافظ السلاح السري للزعيم جمال عبد الناصر والثورة وعلاقة عبد الحليم حافظ بضباط ثورة يوليو بدأت قبل اندلاع الثورة بحوالي ستة أشهر فقد كان محيي سالم الشقيق الأكبر لصلاح سالم صديق وجار عبد الحليم حافظ وفي شهر نوفمبر عام 1952 أي بعد قيام الثورة ذهب عبد الحليم إلى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة واستقبله الدكتور عبد القادر حاتم وقدمه صلاح سالم إلى الرئيس جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وأنور السادات وللوهلة الأولى أدرك عبد الحليم حافظ أن جمال عبد الناصر الذي كان وزيرا للداخلية في ذلك الوقت هو مفجر الثورة واستمر اللقاء نحو 30 دقيقة وخلالها تحدث الرئيس جمال عبد الناصر عن دور الفن في بناء المجتمع والتعبير عن الثورة وقال لعبد الحليم حافظ : أنت ابن هذه الفترة وأنا اعرف ماحدث عندما غنيت في حفل أمام جمهور الإسكندرية الذي رفض أغنياتك ثم أكد الرئيس جمال عبد الناصر لعبد الحليم حافظ أن الناس لاترفضه وليس فاشلا لكنه أسلوب جديد في الأداء .
كان مولد عبد الحليم حافظ في عالم الغناء من نتاج ثورة 23 يوليو فقبل ساعة من ظهوره على مسرح الأزبكية ليغني في الاحتفال بمرور سنة على قيام ثورة تم الإعلان عن إلغاء الملكية لتصبح مصر جمهورية وفي الثانية عشرة مساء قدم الفنان يوسف وهبي مسئول الحفل عبد الحليم حافظ قائلا : مع إعلان ميلاد جمهورية مصر العربية سنقدم لكم ميلاد مطرب جديد اسمه عبد الحليم حافظ .. وغنى عبد الحليم وصفق الجمهور طويلا وبعد إجراء استفتاء عام في 23 يونيه عام 1956 تم انتخاب الرئيس جمال عبد الناصر رئيسا لجمهورية مصر واجتمع الشاعر صلاح جاهين والموسيقار كمال الطويل والفنان عبد الحليم حافظ وقدموا أول أغنية وطنية ( إحنا الشعب ) وذات مساء كان الأستاذ محمد حسنين هيكل في مقر مجلس قيادة الثورة فشاهد الرئيس جمال عبد الناصر في الشرفة يغدو ذهابا وإيابا في سعادة بالغة وكان يستمع للأغنية التي ألهبت خيال الشعب وأخذ كل مصري يرددها وأصبح عبد الحليم حافظ من أوسع المصريين شهرة وكانت اللازمة في الأغنية ( سبنا في إيدك مصر أمانة ) وقال الرئيس جمال عبد الناصر للأستاذ محمد حسنين هيكل : أحسست بشعور غريب وأنا أسمع هذا التعبير ( سبنا في إيدك مصر أمانة ) إن مصر فعلا في ظرف خطير وهى بالفعل أمانة مرهونة على حسن تصرفنا وعلى شجاعتنا في المواجهة .
تحدثت الصحف البريطانية عن عبد الحليم حافظ ووصفته أنه أحد أهم كوادر ثورة يوليو وأكثرها تاثيرا في الجماهير العربية فقد كتبت الصنداي تايمز عام 1963 مقالا طويلا ذكرت فيه أن عبد الحليم حافظ وصل إلى مركز سفير كبير دون أن يفعل شيئا سوى غناء الألحان العاطفية والحماسية التي تهلب مشاعر الجماهير .
ثم أضافت الصنداي تايمز : إن سر شهرة عبد الحليم حافظ يمكن أن نجده في عنوان أغنيتيه ( المسئولية ) و ( حكاية شعب ) وقالت التايمز : إن عبد الحليم حافظ هو أحد الأسلحة السرية التي يستخدمها جمال عبد الناصر لنشر رسالة الثورة .
وفي عام 1965 كانت انتخابات رئاسة الجمهورية ومن على فراش المرض أرسل عبد الحليم حافظ رسالة إلى أنور السادات رئيس مجلس الأمة كتب فيها : ( السيد انور السادات .. أقسم بعروبتي وقوميتي وبلدي أنه إذا لم يرشح مجلسكم الموقر الرئيس جمال عبد الناصر فإنني لن أغني مدى حياتي ) .

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى